تواصل سويسرا مفاجأة العالم، ليس بدقة ساعاتها وثروتها وجمالها فقط، ولكن كذلك بابتكاراتها وجرأتها على تجريب الجديد.
في هذا النحو، تستعد مقاطعة جنيف لاختبار نظام مواصلات عامّة مكوّن من حافلات ذاتيّة القيادة، وذلك في إطار مشروع دولي تنظّمه جامعة جنيف وتُساهم في تمويله المفوضية الأوروبيّة.
وتسعى جنيف إلى احتلال مركز متقدم في هذا المجال الّذي ما زال يعتبر مستقبلياً، طبقا لما أعلنته جامعة جنيف مع مُجمّع "أفينيو"، حسب وكالة الخدمات السويسرية.
وتم تخصيص مبلغ يقدّر بـ 22 مليون يورو لهذا المشروع، منها 16 مليون يورو يتكفل بدفعها برنامج التمويل "هورايزون 2020" التّابع للاتحاد الأوروبيّ المخصص لتمويل برامج البحث الأوروبيّة.
وبحسب بيان صحافيّ نشرته الجامعة، سيعتمد المشروع الذي سيدوم أربع سنوات على أسطول من الحافلات ذاتيّة القيادة والّتي تتراوح سعتها بين 4 إلى 12 كرسيّاً، كما يسعى المشروع إلى جمع معلومات تعكس التّداعيات والنّتائج الاقتصاديّة واللّوجستيّة وكذلك الاجتماعيّة لشبكة المواصلات الذّاتيّة القيادة هذه.
وتهدف التجربة التي تجرى بالتّعاون مع السّلطات المحلّيّة وهيئة خدمة المواصلات في جنيف، إلى جمع معلومات من محاور رئيسيّة ثلاثة: "القيادة الذّاتيّة" (أمان الحافلات وتلاؤمها) و"تحسين وضبط خطّة الوصول والانطلاق"، أي تجربة المستخدم، و"خدمة النّزول والصّعود من وإلى الحافلة".
وهذه التجارب سيتمّ إجراؤها في الضّواحي التي تقل فيها الحركة أو المرتبطة بشكل مناسب بشبكة الطرقات الحالية.
وحسب بيان الجامعة السويسرية، "لن تستخدم هذه الحافلات للنّقل داخل المدينة"، كما أكّد دوني بيردو، المدير العام لهيئة مواصلات جنيف.
وتعتبر جنيف وهي ثاني أكبر المدن السّويسريّة من المدن المهيّئة بشكل جيّد لإجراء مثل هذا النّوع من التّجارب على أنظمة المواصلات، ذلك أنّها تمتلك نظام مواصلات معقّداً، يشمل مزيجاً من الازدحام المروريّ والمناطق المخصّصة للمشاة والطرق المخصّصة للدّراجات.
(العربي الجديد)