وتبدو آثار الإضراب واضحة في برشلونة التي تعد وجهة مفضلة للسياح. وحركة السير ضعيفة بالنسبة ليوم عمل، وكذلك في جادة لا رامبلاس. كما تشهد وسائل النقل العام اضطرابات وألغيت 55 رحلة في مطار برشلونة.
وأعلنت الحكومة الإسبانية، صباح الجمعة، أن الطريق الحدودي بين إسبانيا وفرنسا "قطع في الاتجاهين". وقالت وزارة النقل الإسبانية إن المتظاهرين قطعوا طريقين "في الاتجاهين" على الطريق السريع "إيه بي7" عند لاخونكويرا بالقرب من جيرونا، وكذلك "ناسيونال 2" بالقرب من الحدود الفرنسية الإسبانية.
وجاء هذا التوتر الجديد عشية يوم سيشهد ذروة التعبئة احتجاجا على الأحكام القاسية بالسجن لمدد تتراوح بين تسع سنوات و13 سنة، على القادة الانفصاليين لدورهم في محاولة الانفصال في 2017.
وأعلن الاستقلاليون الجمعة يوم "إضراب عام" في كتالونيا حيث ستتدفق "مسيرات للحرية"، انطلقت من جميع أنحاء المنطقة، على برشلونة للمشاركة في تظاهرة كبيرة اعتبارا من الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش.
وقالت السلطات المحلية إن طلابا يقومون بإضراب بينما قطعت طرق عديدة بسبب مسيرات لآلاف الانفصاليين من مدن عدة من أجل "شل" المنطقة والوصول إلى برشلونة الجمعة.
وكان صحافيون من وكالة "فرانس برس" في المكان ذكروا أن مئات الشبان الذين كانوا يهتفون "استقلال" أقاموا ليل الخميس الجمعة حواجز مشتعلة في وسط عاصمة كتالونيا الأنيق، وألقوا زجاجات حارقة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق كرات مطاطية عليهم.
وتشكل أعمال العنف التي نجمت عن شعور بالإحباط لدى جزء من قاعدة الاستقلاليين بعد سنتين على فشل محاولتهم الانفصالية في 2017، منعطفا للحركة الانفصالية التي أكدت دائما نبذها للعنف.
وفي وقت سابق من مساء الخميس، جمعت تظاهرة بدعوة من الناشطين الراديكاليين في لجان الدفاع عن الجمهورية، حوالي 13 ألف شخص بعد تظاهرة طلابية شارك فيها نحو 25 ألف شخص بعد الظهر. وأعلن وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، أن 97 شخصا اعتقلوا وجرح 194 شرطيا في كتالونيا منذ أن بدأت التظاهرات الإثنين.
واستعدادا لمواجهة اضطرابات الجمعة في هذه المنطقة الصناعية الغنية، أوقفت مجموعة صناعة السيارات سيات العمل في مصنعها في مارتوريل بالقرب من برشلونة، بينما أوصى اتحاد عمال النقل منتسبيه بسلوك طرق بديلة.
وقبل أقل من شهر من الانتخابات التشريعية، تطالب المعارضة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز باتخاذ تدابير استثنائية لإعادة إرساء النظام العام. وتريد المعارضة أن تستعيد السلطات الإسبانية السيطرة على قوات الأمن في كتالونيا، بعدما كلفت بها سلطات المنطقة وحتى تعليق الحكم الذاتي للإقليم كما فعلت مدريد بعد المحاولة الانفصالية.
وألقى الرئيس الانفصالي لكتالونيا كيم تورا الذي دان العنف ليلا بعدما التزم الصمت، خطاب تحد للدولة الإسبانية في برلمان كتالونيا. وقال: "لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالتراجع خطوة إلى الوراء في الدفاع عن حقنا الثابت في تقرير المصير"، مؤكدا أن "الخوف والتهديدات لن تهزمنا". ووعد بالتوصل إلى الاستقلال خلال سنتين.
(فرانس برس)