برشلونة إنريكي في ليلة الكلاسيكو.. توقع غير المتوقع

20 نوفمبر 2015
هل ينجح برشلونة في تخطي الريال؟ (العربي الجديد)
+ الخط -
لا صوت يعلو فوق صوت الكلاسيكو، المواجهة الأهم في إسبانيا، إنها مباراة تكسير العظام بين الغريمين الكبيرين، ريال مدريد زعيم العاصمة الإسبانية، وبرشلونة فارس إقليم كتالونيا، لذلك يحظى هذا اللقاء باهتمام خاص، وسط آمال كبيرة بعرض فني محترم يليق بقيمة الفريقين، والعين على الضيف القادم من بعيد، عن برشلونة الطامح في انتزاع الثلاث نقاط من فم الريال، في قلب ملعب سانتياغو برنابيو.

شخصية البلاوغرانا
برشلونة مع لويس إنريكي فريق غير قابل أبداً للتوقع، قالها لوتشو عند قدومه منذ أكثر من عام، حينما صرح لوسائل الإعلام، "لا أعدكم بالكثير، لكن ستشاهدون فريقاً من الصعب حفظه أو توقعه"، وهذا ما ظهر بوضوح خلال الفترات الماضية، فالبرسا بدأ الموسم الماضي بشكل مأساوي حتى مباراة "الأنويتا" أمام سوسيداد، ومن ثم كل شيء تغير، حتى تحقيق الثلاثية التاريخية، بالفوز على يوفنتوس في قلب برلين صيف 2015.

سجل برشلونة هذا الموسم في الليغا 25 هدفا، ودخل مرماه 12 هدفا، أرقام تؤكد استمرار قوة الهجوم، لكن مع ضعف واضح في الشق الدفاعي، خصوصاً أن نفس الفريق استقبل 21 هدفا فقط طوال الموسم الماضي، مما يعني حدوث خلل في تركيبة البلاوغرانا، رغم استمرار الانتصارات، والوصول إلى الكلاسيكو من باب الصدارة بفارق ثلاث نقاط عن الغريم.

البرسا لا يطيق المرتدات، ولا يفكر أبداً في ترك الكرة، صحيح أن لويس إنريكي أضاف للفريق بُعدا آخر مباشر، من خلال اللعب الخاطف والتمريرات السريعة، مع فتح الأطراف عن طريق أكثر من لاعب، إلا أن الفريق في المجمل لا يعتبر ندا دفاعيا، ولن يذهب إلى البرنابيو طمعاً في نقطة، بل سيلعب للفوز من الدقيقة الأولى.

نقاط القوة
إذا ذكرنا نقاط قوة برشلونة، فعلينا فورا التركيز على الثلاثي الناري، ميسي، سواريز، نيمار، الـ MSN كما عرفوا في الموسم الماضي، ومع عدم اكتمال جاهزية ميسي، قام الثنائي اللاتيني الآخر بكل شيء خلال المباريات الأخيرة. وبالنظر إلى سلم ترتيب الهدافين، فإن البرازيلي سجل 11 هدفا وصنع 3، بينما قام الأوروغوياني بتسجيل 9 أهداف وصناعة نفس الرقم، وبالتالي هما أخطر ثنائي ممكن لتهديد مرمى الريال، مهما كانت قوة دفاع أصحاب الأرض وصلابة عناصرهم.



لم يقدم وسط برشلونة أفضل عروضه مع لويس إنريكي، خصوصا مع الاعتماد شبه الكلي على الثلاثي الهجومي، لكن يقدم بوسكيتس مؤخرا مستوى راقيا رفقة الكابتن أندريس إنييستا، ويستطيع هذا الثنائي التحكم في نسق المباريات الكبيرة، مع تطويق منطقة الوسط من الأمام، نتيجة التمركز المثالي في نصف ملعب المنافس، وإذا نجح البرسا في فصل مودريتش وكروس عن بقية فريق الريال، مع تقليل قوة خاميس الهجومية، سيكون بينيتيز على موعد مع مباراة صعبة، نظراً لقلة الكرات التي ستصل إلى رونالدو ورفاقه في الثلث الأخير.



الوصول إلى المرمى بأقل عدد من التمريرات، أصبحت من الأمور الإيجابية لبرسا إنريكي، وهذا ما تم إضافته للبرسا مع المدرب الشاب، فرغم أن سطوة الوسط لم تعد كالسابق، وساء التمركز بعض الشيء أثناء التحولات السريعة، مع فقدان كرات أكثر في نصف ملعب الخصم، إلا أن برشلونة يعرف كيف يصل إلى الشباك، مستخدماً سرعة وخفة الأسماء الجديدة، وعلى رأسها سيرجي روبرتو، الذي قدم شيئا مفقودا في تشكيلة فريقه، ألا وهو اللعب العمودي الخاطف.



نقاط الضعف
دفاعياً، برشلونة أقل بكثير من فترة الحسم في الموسم الماضي، فالفريق يعاني كثيرا على الصعيد الدفاعي. لا تمر مباراة بدون هدف على الأقل، شاهدنا أكثر من مباراة تستقبل شباك تير شتيغن 4 أهداف! شيء غريب على فريق فاز بالثلاثية منذ أشهر قليلة جدا، لكن الأخطاء ليست فردية فقط، ولا تخص لاعبا بعينه، بل المنظومة بأكملها بها خلل واضح، نتيجة تراجع مستوى راكيتيتش، وضعف الجانب الدفاعي لإنييستا، مما يجعل الدفاع معرضا لأي هجوم خاطف، رفقة بوسكيتس المحور الوحيد أمامه.

رقمياً، استقبل برشلونة 12 هدفا في الليغا، 10 أهداف من داخل منطقة الجزاء، هدف على الحافة، وهدف واحد من خارج المنطقة، وبالتالي يستطيع أي فريق منظم الوصول إلى شباك برافو/ تير شتيجن، نتيجة انكشاف خط الدفاع، مع بعض الهفوات الكارثية التي تتحول سريعاً إلى أهداف.



الضغط أيضاً خيار يكسر برشلونة، نظرا لأن الفريق يُخرج الكرة من الخلف إلى الأمام بكل بطء. بعد مباراة ليفركوزن، واجه كامب نو خطر التعامل مع ضغط الألمان بالشوط الأول، وأمام رايو فاييكانو أيضاً تكررت نفس اللعبة، لأن برشلونة يعاني أمام أي فريق يضغط من الثلث الأول من الملعب، أي ضغط في نصف ملعب الأحمر والأزرق.

يعني ذلك أن برشلونة لا يمتلك صانع لعب من الأساس، في ظل غياب ليونيل ميسي، وانخفاض مستوى أنييستا بعد إصابته الأخيرة، لذلك يُجبر الفريق الضاغط دفاع برشلونة على الخروج بالكرات بعيداً، أو إيصالها سريعاً إلى بوسكيتس، الوحيد الذي لديه القدرة على كسر هذه المصيدة.



عوّدنا الكلاسيكو دائما على عدم توقعه، ومهما كانت قراءة الجانبين، فإننا على موعد مع حرب حامية الوطيس، داخل الملعب وخارج الخط بين المدربين، وبكل تأكيد المشجع هو الفائز في نهاية المطاف، بانتظار سبت الخلود!
المساهمون