وتابع بيسلي قائلاً: "إذا أرسلنا مبالغ نقدية للسوريين، فلن يستطيعوا شراء أي شيء بها، لذا علينا إرسال مساعدات غذائية"، كون الأرقام تشير إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار بسورية.
وأضاف بيسلي أنّ سعر سلة المواد الغذائية لبرنامج الأغذية العالمي، ارتفع بنسبة 16 في المائة في آخر إحصاء شهري، مردفاً أنّ التوقعات قاتمة بالفعل في سورية لعام 2020، بعد عقد من الحرب التي "تزداد سوءاً"، حسب وصفه.
ورأى بيسلي: "إذا استمرّ الوضع في سورية بالتدهور، ستتعطّل إمدادات الغذاء، في بلد دمرته 10 سنوات من الحرب، والمجاعة يمكن أن تطرق بابه". واقترح استبدال الأموال المرسلة بالمواد الغذائية.
في السياق ذاته، أوضح المهجّر من ريف حمص الشمالي، المقيم في تجمّع مخيمات دير حسان، علاء أبو المجد (37 عاما) أنّ الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم في المنطقة، خاصة مع غياب المساعدات الإنسانية منذ أشهر عن المهجّرين والتي كانت تصل إليهم في فترات متقطعة، بعد وصولهم إلى الشمال السوري عام 2018.
وقال أبو المجد في حديثه لـ"العربي الجديد": "اليوم نحن في أمس الحاجة للمساعدات الغذائية، فهي المتنفّس الوحيد لنا في ظلّ الأوضاع الراهنة. فالعمل، إن توفّر، بالكاد يكفينا لشراء حاجتنا من الطعام في حدّها الأدنى. ونحن مجبرون على التأقلم مع الحياة في المخيم. أنا أعمل في مجال البناء، فهي مهنتي التي أعيل بها أسرتي، وكنت خسرت كافة المعدات التي اشتريتها لمتابعة عملي في ريف حلب الغربي".
بدوره، قال فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان صدر عنه اليوم السبت، إنّ منطقة المخيمات في سورية تعرّضت، خلال السنوات السابقة، للعديد من الأضرار، نتيجة تغير العوامل الجوية المختلفة والمتعاقبة على المنطقة، كون هذه المخيمات تتعرّض منذ عام 2012 وحتى اليوم لعواصف مختلفة متفاوتة الشدّة، بمعدل أربع مرات في العام.
وأشار الفريق إلى أنّ الأمر زاد من صعوبة أوضاع النازحين وفاقم معاناتهم، كون الآلاف منهم بقوا في المخيمات، لعدم قدرتهم على العودة إلى مدنهم وقراهم التي سيطرت عليها قوات النظام، التي تواصل خرقها لوقف إطلاق النار في أرياف حلب وحماة وإدلب.
وبحسب البيان، تعرّض أكثر من 14 مخيماً ضمن تجمّعات المخيمات المنتشرة، شمال غربي سورية لأضرار. وتسببت هذه الأضرار بتشرّد 1967 عائلة مقيمة في هذه المخيمات، لانعدام المأوى البديل لهم بشكل كامل، بينما تعرّضت بعض المخيمات لأضرار متفاوتة.
وناشد الفريق المنظّمات والهيئات الإنسانية تأمين الخدمات والاحتياجات العاجلة للنازحين والمهجّرين ضمن تلك المخيمات، كما طالب كافة الفعاليات المختصّة في المنظمات والهيئات الإنسانية بالعمل على تحقيق الاستقرار الأولي للمهجّرين والنازحين، من خلال العمل على إصلاح الأضرار الناجمة عن العاصفة الهوائية الأخيرة.
وكان المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة ستيفان دوغريك أكّد، في مؤتمره الصحافي اليومي، أنّ الأمم المتحدة تعمل على تلبية الاحتياجات الإنسانية الحرجة لأكثر من 11 مليون شخص، في جميع أنحاء سورية. وشدّد دوغريك فيه على ضرورة تقديم المزيد من المساعدات.
ويعاني 9.3 ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي في سورية، حيث ارتفعت نسبة المحتاجين بمعدل 1.4 مليون شخص خلال ستة أشهر فقط، بينما يقدم برنامج الأغذية مساعداته المنقذة للحياة، لنحو 4.5 ملايين شخص شهرياً.