دراسة في الضعف
وجهك وهو يشيح عن وجهي
ليؤخّر ذروة الحب
ثمان حبّات فراولة في صحن أزرق مبلّل!
أبي يرفع السروال
عند نقطة التفتيش
عروس جديدة ترفع شعرها
بصمامات القنابل اليدوية
حائط أزيلت مساميره
كي تمر عبره الأشباح.
■
فيلم رئيسي
أمي تدور حول الخزف الأزرق
أمي تجالس أطفالاً حول علب حبوب الذرة والمخبوزات التي تحضر بإضافة الماء
في ألاباما، لدى ثالث أكثر العائلات ثراء
في المدرسة، في المساحة التي تخصّصها الكنيسة المشيخية، تعمل أمي
وأنا على حِجر جدّتي الكبرى أُغنّي
كي تعود إلى المنزل، أمي غالباً غائبة
في مكان آخر، تتساءل في حيرة
عن أبي، الذي يقود سيارة أجرة
في مدينة بَكبْسي، في عقده الرابع، ويرفع الأخشاب في روتشستر
صفحات من ألبومات قُتلت
صفوف بأكملها من الفصول الدراسية اختفت
أبي يتجرّع جعة "باد لايت" بجوار نهر هدسون
ويستمع لأغنية "سيارة مسرعة"، بابا على شريط فيديو
في حوار مع صديق في نيويورك، شعره
أسود كشعري الآن، أنا في الرابعة وأعيش في ألاباما، أراه
متنقلاً بين وظائف غريبة في ولايات شتى
في الفيديو يعطي صديقنا لبابا صورة
ويسأله عني: بم تشعر حين ترى سولماز؟
يردّد أبي: أطفئ الكاميرا
أطفئ الكاميرا، ثم...
هلا أشحت بوجهك من فضلك؟ لا أريد أن يرى أحد أبي وهو يبكي.
■
قاعة الفوضى
سكاكينك حدّها متّجه لأسفل
على رف الصحون
في بيت المزرعة المكرّر
تغسلين يديكِ
بصابون معبّأ في قوالب كأفراس النهر
ومحار ذي صدفات بيضاء اللون
ليلائم مناديل ضيوفك
مثل شوكة الحلزون، يا أميركا
وجدتِ أبعاداً
صغيرة بما يكفي للكسر
كسر إنسان –
خرقة مبتلة وكائن مختل
رصاصة، رصاصة
كأسقف أو مطران
أو فارس أعزل
من كو كلوكس كلان
خيال يطلّ
من نافذتكِ الليلية
رباعية
من أغنية.. تحبينها
في الخارج حلقة من السلك الشائكِ
تحوّط انهياراً صغيراً
تجاهلي النافذة يا أميركا والتفتي إلى حِجرِك:
حتى مناديل السفرة تشتعل ناراً.
* Solmaz Sharif شاعرة من مواليد إسطنبول سنة 1986 من أبوين إيرانيين، ونشأت في الولايات المتحدة الأميركية. مجموعتها الشعرية الأولى صدرت عام 2016 بعنوان "انظر". وهي من مشاركي "احتقالية فلسطين للأدب" هذا العام.
** ترجمة عن الإنكليزية أحمد حسام، ومراجعة ندى حجازي