نعرف ذلك الشعور يا بنزيمة، ذوقاً يشبه الحنظل، مر علقم لا يمكن ابتلاعه أبداً، منظراً يشبه ناراً ملتهبة تأكل الأخضر واليابس لا يمكن إطفاؤها، إحساساً يشبه ضربة سكين قديمة أكل الصدأ أطرافها، مؤلمة هي وموجعة، لا يمكن تجرعها ولا تجاوزها، فتحفر في القلب جرحاً لا يندمل مع الأيام، ويدفع صاحبه إلى الاهتمام بشأنه ليل نهار.
هذا الإحساس، يعبّر عن جزء صغير جداً مما عاشه ويعيشه كريم بنزيمة مهاجم نادي ريال مدريد مع المنتخب الفرنسي، الذي أدار من أجله ظهره لمنتخب بلاده الأم الجزائر، واختار أن يكون ديكاً مع الفرنسيين على أن يكون محارباً مع الجزائريين، فتكون نهايته أشبه بالذي يضرب به المثل عند العرب "جزاء سنمار"، فيضيف لقاموس الحكم حكمة أخرى خاصة بكرة القدم "جزاء بنزيمة".
بنزيمة الذي التزم الصمت لأكثر من سنتين، مورست عليه كل أنواع التنكيل الإعلامي، والتقزيم الرياضي، من دون تناسي التهميش من المدرب الفرنسي، والهجوم المستمر عليه من خلال التلميحات خلال المؤتمرات الصحافية، غير أن ذا الأصول الجزائرية ظل صامتاً، يمشي وفق الحكمة "إن كان الكلام من فضة، فإن السكوت من ذهب"، غير أن لا ذهب ولا فضة ينفع من يكون قاب قوسين من الغرق، فما كان عليه إلا أن تخلّى عن لغة الخشب وقرر أن يهاجم بعد سنين من الدفاع، ويدفع لسانه لأن يكون بنفس مهنته كلاعب.
اقــرأ أيضاً
لكن الآن، بعد أن أضاع لاعب الملكي كأس العالم التي صمت لأجلها دهراً، قرر أن ينطق كفراً بكل ما هو فرنسي، ويتنازل معنوياً عن الجنسية التي صنعت له المجد لسنين، ويقرر مرة واحدة أن يغازل الجزائريين، بأنه واحد منهم، وأن اختياره لفرنسا كان رياضياً محضاً، وما إن انتهت المصلحة قرر أن يعود إلى رشده، ويقبل علم بلاده الأصلية، ويقول للعالم إنه جزائري حتى النخاع.
لكن رياضياً، ماذا استفدنا كجزائريين من تصريحك، وأنت تقر علانية أنك جزائري، وأن اختيارك لفرنسا كان رياضياً، هل سيعيد لنا تلك الخيبة التي أحسسنا بها يوم ذهب مدرب الجزائر جون ميشال كفالي إلى ليون لملاقاتك وإقناعك باللعب مع الجزائر، فإذ به يعود بخفي حنين يجر أذيال الهزيمة ويخبرنا بأنك قد أخذت قرارك ولن تلعب للمنتخب الجزائري، فهل كلامك سينسينا ذلك الألم، ونحن وقتها منتخب ضعيف مهلهل، يبحث عن لملمة أبنائه حتى يعود إلى الوجود من جديد، هل ينسينا كلامك كم بحث المنتخب الجزائري عن هداف يحمل على كتفه مهمة التسجيل، فعشنا الويلات مع مهاجمين يفعلون كل شيء إلا التسجيل، وهل يمكن الآن أن تعيد لنا اعترافاتك بأنك جزائري عجلة الزمن إلى الوراء، وتصحح الخطأ الذي اقترفت؟
نعم، حتى رياضياً لم يستفد بنزيمة كثيراً من المنتخب الفرنسي، فلم يشارك إلا في كأس عالم وحيدة في نسخة 2014 التي جرت بالبرازيل، وبالتالي تفوق عليه لاعبون كثر من المنتخب الجزائري اختاروا الجزائر، على غرار مجيد بوقرة، مع أخذ اسم النادي بعين الاعتبار، فلاعب في ريال مدريد كان ليعيش ملكاً في الجزائر طيلة عمره، أضف إلى ذلك فإن كل السعادة التي شعر بها كريم مع المنتخب الفرنسي لا تساوي ربع التي عاشها لاعبو الخضر بعد العودة من أم درمان و الاستقبال الأسطوري، يضاف إليه استقبال أسطوري آخر بعد العودة من البرازيل، أما مادياً فالتحفيزات التي نالها لاعبو الخضر من الإعلانات كثيرة جداً، ولو تعلق الأمر بلاعب يحمل قميص ريال مدريد لكانت أكبر.
أي نعم، نحن سعداء بتصريحاتك على الرغم من العتاب، وأن تستفيق متأخراً أحسن من ألا تستفيق، فلا أحد بيته مقياس الوطنية ولا مقاليد توزيعها، لكن ذلك لا يمنعنا من أن نذكرك بأنك أخطأت، فالجنسية لم تكن يوماً عائقاً، فمحرز الجزائري نجم فوق العادة في إنكلترا، وصلاح المصري يخطف الأضواء، وبن عطية المغربي تنقل بين كبار أوروبا، وأسماء كثيرة صنعت المجد بجنسياتها العربية من دون أن تتنازل عنها.
هذا الإحساس، يعبّر عن جزء صغير جداً مما عاشه ويعيشه كريم بنزيمة مهاجم نادي ريال مدريد مع المنتخب الفرنسي، الذي أدار من أجله ظهره لمنتخب بلاده الأم الجزائر، واختار أن يكون ديكاً مع الفرنسيين على أن يكون محارباً مع الجزائريين، فتكون نهايته أشبه بالذي يضرب به المثل عند العرب "جزاء سنمار"، فيضيف لقاموس الحكم حكمة أخرى خاصة بكرة القدم "جزاء بنزيمة".
بنزيمة الذي التزم الصمت لأكثر من سنتين، مورست عليه كل أنواع التنكيل الإعلامي، والتقزيم الرياضي، من دون تناسي التهميش من المدرب الفرنسي، والهجوم المستمر عليه من خلال التلميحات خلال المؤتمرات الصحافية، غير أن ذا الأصول الجزائرية ظل صامتاً، يمشي وفق الحكمة "إن كان الكلام من فضة، فإن السكوت من ذهب"، غير أن لا ذهب ولا فضة ينفع من يكون قاب قوسين من الغرق، فما كان عليه إلا أن تخلّى عن لغة الخشب وقرر أن يهاجم بعد سنين من الدفاع، ويدفع لسانه لأن يكون بنفس مهنته كلاعب.
لكن الآن، بعد أن أضاع لاعب الملكي كأس العالم التي صمت لأجلها دهراً، قرر أن ينطق كفراً بكل ما هو فرنسي، ويتنازل معنوياً عن الجنسية التي صنعت له المجد لسنين، ويقرر مرة واحدة أن يغازل الجزائريين، بأنه واحد منهم، وأن اختياره لفرنسا كان رياضياً محضاً، وما إن انتهت المصلحة قرر أن يعود إلى رشده، ويقبل علم بلاده الأصلية، ويقول للعالم إنه جزائري حتى النخاع.
لكن رياضياً، ماذا استفدنا كجزائريين من تصريحك، وأنت تقر علانية أنك جزائري، وأن اختيارك لفرنسا كان رياضياً، هل سيعيد لنا تلك الخيبة التي أحسسنا بها يوم ذهب مدرب الجزائر جون ميشال كفالي إلى ليون لملاقاتك وإقناعك باللعب مع الجزائر، فإذ به يعود بخفي حنين يجر أذيال الهزيمة ويخبرنا بأنك قد أخذت قرارك ولن تلعب للمنتخب الجزائري، فهل كلامك سينسينا ذلك الألم، ونحن وقتها منتخب ضعيف مهلهل، يبحث عن لملمة أبنائه حتى يعود إلى الوجود من جديد، هل ينسينا كلامك كم بحث المنتخب الجزائري عن هداف يحمل على كتفه مهمة التسجيل، فعشنا الويلات مع مهاجمين يفعلون كل شيء إلا التسجيل، وهل يمكن الآن أن تعيد لنا اعترافاتك بأنك جزائري عجلة الزمن إلى الوراء، وتصحح الخطأ الذي اقترفت؟
نعم، حتى رياضياً لم يستفد بنزيمة كثيراً من المنتخب الفرنسي، فلم يشارك إلا في كأس عالم وحيدة في نسخة 2014 التي جرت بالبرازيل، وبالتالي تفوق عليه لاعبون كثر من المنتخب الجزائري اختاروا الجزائر، على غرار مجيد بوقرة، مع أخذ اسم النادي بعين الاعتبار، فلاعب في ريال مدريد كان ليعيش ملكاً في الجزائر طيلة عمره، أضف إلى ذلك فإن كل السعادة التي شعر بها كريم مع المنتخب الفرنسي لا تساوي ربع التي عاشها لاعبو الخضر بعد العودة من أم درمان و الاستقبال الأسطوري، يضاف إليه استقبال أسطوري آخر بعد العودة من البرازيل، أما مادياً فالتحفيزات التي نالها لاعبو الخضر من الإعلانات كثيرة جداً، ولو تعلق الأمر بلاعب يحمل قميص ريال مدريد لكانت أكبر.
أي نعم، نحن سعداء بتصريحاتك على الرغم من العتاب، وأن تستفيق متأخراً أحسن من ألا تستفيق، فلا أحد بيته مقياس الوطنية ولا مقاليد توزيعها، لكن ذلك لا يمنعنا من أن نذكرك بأنك أخطأت، فالجنسية لم تكن يوماً عائقاً، فمحرز الجزائري نجم فوق العادة في إنكلترا، وصلاح المصري يخطف الأضواء، وبن عطية المغربي تنقل بين كبار أوروبا، وأسماء كثيرة صنعت المجد بجنسياتها العربية من دون أن تتنازل عنها.