اعتبر رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، أحمد عبيد بن دغر، أن عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، منذ أكثر من عامين، "أنقذت اليمن"، مشيراً إلى أن البلاد تقترب مما وصفه بـ"تحول استراتيجي"، في حين وصف قيادي في ما يُسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، المُطالب بانفصال جنوب البلاد، العلاقة مع السعودية والإمارات بأنها "شراكة أبدية".
وقال بن دغر، خلال لقاء جمعه اليوم مع قادة قوات التحالف في مدينة عدن "سيذكر التاريخ أن عاصفة الحزم وإعادة الأمل أنقذتا اليمن في وقت مفصلي من تاريخ الأمة، ومنعتا انهيار الدولة في اليمن، وفي ملحمة عروبية خالصة تكاتفت قوات التحالف العربي لوقف تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، وشكّلت تحوّلاً حقيقياً في تاريخنا المعاصر".
وأكد رئيس الحكومة، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء اليمنية بنسختها التابعة للشرعية "أهمية التنسيق والتكامل ووحدة الرؤية والمصير بين الشرعية وقوات التحالف العربي".
وتحدّث بن دغر عن "تحوّل استراتيجي" مقبل في اليمن، قائلاً "نحن نبذل جهدًا لتحسين الخدمات في العاصمة المؤقتة عدن وإعادة بناء مؤسسات الدولة بعد أن دمرتها المليشيات الانقلابية، وحققنا انتصارات كبيرة على الأرض، وأصبحنا بين قوسين أو أدنى من تحول استراتيجي يفرض الإرادة الوطنية، ويلزم المليشيات بقبول المرجعيات الأساسية للحل في اليمن المتمثّلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216".
وجاءت تصريحات بن دغر، خلال استقباله اليوم، في مقر إقامته بعدن، كلاً من قائد قوات التحالف العربي في عدن، الإماراتي أحمد أبو ماجد، وقائد القوة السعودية، العميد عبيد أبو مشعل، وقائد القوة البحرينية، الرائد الركن زيد النعيمي، وقائد القوة السودانية، الرائد بشير قمر.
ويأتي اللقاء، بعد أن تمكّنت قوات الشرعية اليمنية والتحالف من تحقيق تقدم ميداني نوعي، في الجزء الساحلي من محافظة تعز جنوبي البلاد، حيث سيطرت على معسكر "خالد بن الوليد"، بعد معارك متقطعة لشهور مع مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم من القوات الموالية لعلي عبدالله صالح.
وفي السياق، نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن قائد قوات التحالف الإماراتي، أحمد أبو ماجد، أن "السيطرة على معسكر خالد بن الوليد هي بداية لتحول في العمليات العسكرية"، وأشار إلى أن "أهداف التحالف العربي تتمحور حول استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب ودعم الشعب اليمني وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني". حسب المصدر.
في غضون ذلك، وصف نائب رئيس ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، والذي يتبنى الدعوة للانفصال في جنوب اليمن، هاني بن بريك، علاقتهم مع الإمارات والسعودية بأنها "شراكة أبدية".
ونشر بن بريك، على صفحته الشخصية في موقع "تويتر"، صورة تجمع كلاً من رايتي السعودية والإمارات، وراية الشطر الجنوبي في اليمن، قبل توحيد البلاد عام 1990 (الراية التي يرفعها الانفصاليون).
وقال بن بريك: "شراكة أبدية عُمدّت بأزكى الدماء وأطهرها. قدسية الهدف ونبل المقصد والغاية؛ كل ذلك يجمعنا وليس بعد ذلك مصلحة، ومع السعودية والإمارات لبر الأمان".
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد تأسس في عدن في مايو/ أيار الماضي، بدعم من الإمارات، وبرئاسة محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي، في خطوة وُصفت بأنها "ضربة للحكومة الشرعية"، وأنها "انقلاب" عليها، ويتبنّى المجلس مطالب الانفصال أو ما يُسمى بـ"استعادة الدولة الجنوبية"، والتي يرفعها أنصار "الحراك الجنوبي"، منذ سنوات.