بوروشينكو يدعو إلى "هدنة" ولافروف "مستاء"

دعا الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، إلى هدنة في شرقي البلاد، اليوم الاثنين، بهدف إتاحة الوقت للتوصل إلى اتفاق على خطة للسلام، في وقت أبدى فيه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، استياءه من نظيره الأوكراني، أندريه ديشيتسا، على خلفية وصف الأخير للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بـ"الوغد والحقير"، جاء ذلك بالتزامن مع تخفيض موسكو لإمدادات الغاز الطبيعي إلى كييف.

ودعا بوروشينكو إلى هدنة في شرق البلاد، حيث تتواصل المعارك بين قوات السلطات الحاكمة في كييف، ومتمردين انفصاليين يوالون روسيا، وذلك لإتاحة الوقت للتوصل إلى اتفاق على خطة للسلام.

وذكر، في بيان وجّهه إلى قادة الأجهزة الأمنية، أنه "كلّف قواته بمهمة استعادة السيطرة الكاملة على حدود أوكرانيا مع روسيا، هذا الأسبوع". وأضاف أنه "يجب إعلان وقف مؤقت لإطلاق النار، وبذل الجهود للاتفاق على خطة سلام".

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، إنه "لم يعد هناك شيء للحديث به"، بينه وبين نظيره الأوكراني، مشيراً إلى أنه "لا يفكر باللقاء به مرة أخرى".

وجاءت تصريحات لافروف، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره البيلاروسي، فلاديمير ماكاي، تناول فيها التظاهرات التي جرت، أمس الأحد، أمام السفارة الروسية في العاصمة الأوكرانية كييف، إذ أبدى لافروف استياءه من تصرفات ديشيتسا، الذي وصف بوتين بـ"الوغد" و"الحقير"، عقب إسقاط الانفصاليين الموالين لروسيا طائرة عسكرية أوكرانية، راح ضحيتها 49 جندياً.

وتعرّضت كييف لضربة أخرى، اليوم الاثنين، عندما احتل انفصاليون موالون لروسيا، مسلحون ببنادق الكلاشنيكوف، مبنى البنك المركزي في دونيتسك، كبرى مدن منطقة شرق أوكرانيا، في مسعى للسيطرة على أمواله.

إمدادات الغاز

وفي ملفّ الغاز، تضاربت الأنباء حول قيام موسكو بتخفيض إمدادات الغاز الطبيعي إلى كييف.

ففي وقت ذكرت فيه وكالة "رويترز" أن "روسيا خفضت إمداداتها من الغاز إلى أوكرانيا، اليوم الاثنين، وسط خلاف بخصوص مستحقات لم تسددها كييف، وهو ما قد يعطل الإمدادات لباقي أنحاء أوروبا"، أعلنت وكالة "فرانس برس" أن "موسكو أوقفت إمدادات الغاز إلى أوكرانيا، بعد فشل مفاوضات اللحظة الأخيرة في إنهاء الخلاف بشأن الديون".

وشدّدت موسكو على ضرورة أن "تضمن أوكرانيا، السماح بتدفق الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب الدولية إلى عملاء روسيا في الاتحاد الأوروبي". واستضافت أوكرانيا مفاوضات اللحظة الأخيرة، على أمل التوصل إلى اتفاق بخصوص الشق المتعلق بالطاقة، الذي يشكل موضوعاً خلافياً مع موسكو.

ووصف رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسنيوك، وقف الإمدادات بأنه "مرحلة أخرى من الاعتداء الروسي على الدولة الأوكرانية".

في حين أشارت موسكو إلى أن "كييف لم تلتزم بالموعد النهائي لسداد ديون قدرها 1.95 مليار دولار، ولن تحصل إلا على الغاز الذي تدفع ثمنه مقدماً".