تتوالى الدعوات لترميم بيت أحمد عرابي (1841 – 1911)، قائد أوّل ثورة من أجل استقلال مصر في العصر الحديث ضدّ الخديوي توفيق؛ والذي يقع في مسقط رأسه؛ قرية هرية رزنة في محافظة الشرقية، بعد أن تصدّعت جدرانه جراء إهمال دام أكثر من مئة عام.
لفتت وسائل الإعلام المحلية أكثر من مرّة، إلى تحويل المنزل الذي سكنه عرابي في منفاه في سريلانكا، إلى متحف يحتوي مقتنياته التي تركها هناك بأمر من حكومتها، بينما لم تستطع سلطات بلاده إنقاذ بيته المصري إلى اليوم بذريعة عدم توفّر الإمكانيات المادية، بحسب وزارة الآثار.
الأمر ذاته ينسحب على المتحف الذي شيّد باسمه في قريته عام 1973، والذي تحوّل إلى مكان لإلقاء القمامة ومأوى للحيوانات الضالة، وهو ما يشكّل خطراً على مقتنياته التي تضمّ أربع مجموعات؛ الأولى تخصّ أحمد عرابي نفسه، وفيها لوحات تاريخية وتماثيل نصفية ووثائق تتعلق بالزعيم ورفاقه، والثانية تحتوي لوحات تجسّد العادات والتقاليد والتراث الشعبي لأهالي محافظة الشرقية، أما الثالثة فتروي قصة شهداء مدرسة "بحر البقر" أثناء العدوان الصهيوني عليها عام 1970، والرابعة تحوي آثاراً من المنطقة.
"مديرية الآثار" في محافظة الشرقية أعلنت مؤخّراً عن دراسة أولى حول بيت الثائر المصري، وجاء فيها أنه يضم صوراً نادرة، منها صورة عرابي في وزارة الحربية حين كان يتولاها محمود سامي البارودي، وكانت تسمى "وزارة الشعب"، وخطاباً يحمل إرضاء الشعب بتأليف وزارة البارودي واستقالة شريف باشا على أن يكون رئيساً للوزارة وعرابي وكيلاً لها، وإطاراً يحمل خطاباً من خديوي مصر بنفي عرابي خارج البلاد.
كما تضمّنت الدراسة وصفاً لحال المنزل الذي بني من الطوب والطين، وسط كتلة سكنية في أوائل القرن التاسع عشر، وتبلغ مساحته 150 متراً تحيطه حارات ضيقة، وهو مكوّن من طابقين، يشتمل الأول على ثلاث حجرات، أما الثاني فيضمّ حجرة واحدة.