21 نوفمبر 2024
تجاهلوهم.. فقط
هل بدأت الحرب الجديدة بيننا وبينهم فعلا؟ واضحٌ أن الإسرائيليين جادون جدا في استخدام كل وسائل الحرب الجديدة، وبمختلف الإمكانيات المتاحة، وأنهم لا يتركون شاردة ولا واردة في استخدامها ضدنا، نحن العرب، فيما نلهو نحن العرب باكتشاف هذا الواقع التسليحي الجديد على العالم، عبر منافذ ترفيهية في معظمها للأسف. أما من اكتشف قدراتها الحربية الحقيقية فقد بادر إلى استخدامها، إما ذاتية في ما يشبه الانتحار المباشر، أو ضد أشقائه وجيرانه في ما يشبه الانتحار غير المباشر.
هناك مما يرصد ويكتب ويقال على هذا الصعيد، بل لعلها مهمة أساسية، علينا أن ننتبه إليها إن كنا نريد أن نقرأ المشهدين، الراهن والمستقبلي اللذين يصوران العلاقة بيننا وبين الكيان الإسرائيلي الآن وغدا. ولكن حتى قبل مهمة الرصد والقراءة والكتابة الفعلية، يمكننا حاليا على الأقل تحسّس إشارات واضحة على أن تلك الحرب الإلكترونية الجديدة قد بدأت منذ زمن طويل، وربما منذ اللحظة التي أصبحت فيها ممكنات التكنولوجيا مما يستخدم في الحروب! ولا تحتاج تلك الإشارات إلا لقليل من التأمل في ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي.. بكل بساطة، لنرى إلى أي حد استفادت إسرائيل من الوجود العربي الكثيف في هذه الوسائل، خصوصا أن هناك منصات، مثل تويتر، العرب يتصدرون قائمة مستخدميها عالميا، لأسباب تتعلق ربما بانخفاض مستوى الحريات في الحياة العامة، مع ما يوفره "تويتر" من حريات معقولة في التعبير عن الرأي.
على سبيل المثال.. لوحظ، في الآونة الأخيرة، تزايد الحسابات الإلكترونية الصهيونية التي تستخدم اللغة العربية في التغريد والتدوين على مواقع التواصل الاجتماعي. وتبدو تلك الحسابات كأنها أنشئت من أجل العرب فقط، فالذين يستخدمونها، على الرغم من أن أسماءهم إسرائيلية، لا يكتبون إلا باللغة العربية، ولا يتناولون من الأخبار والقضايا إلا ما يهم العرب من وجهة نظرهم، ولا يناقشون إلا ما يرون أنه يثير اهتمام الشباب العربي. واللافت أيضا أنهم يردون على كل ما يردهم من أسئلة أو استفسارات، ويحاولون التلطف للجميع، على الرغم من الشتائم والسباب الذي يصل إليهم من أغلبية الشباب العربي في كل مكان، فهم ماضون إلى هدفهم المرسوم مسبقا، بغض النظر عن أية عراقيل تافهة تبرز أمامهم.
ويبدو أن النجاح النسبي للمدعو أفيخاي أدرعي، الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في اختراق الواقع العربي الإلكتروني منذ سنوات، شجع الصهاينة على إعداد وإنتاج مزيد من هذه النماذج، وإطلاقها بين مستخدمي الإعلام الجديد من العرب، فأفيخاي الذي أصبح وجها مألوفا لمستدخمي وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب ظهوره الدائم فيها، بالإضافة إلى إطلالاته المستفزة على بعض القنوات الإخبارية، وأهمها الجزيرة، متحدثا بالعربية، نجح في كسر الحاجز النفسي الذي كان يفصل بين الصهاينة والعرب إعلاميا على الأقل. وبفضل مهاراته في التواصل مع الجميع، وفقا لمتطلبات النفسية العربية عموما، ساهم أفيخاي في تشجيع رفاقه من تخصصات مختلفة، على أن يحذوا حذوه.
وإذا كان هناك من رأى أن البزة العسكرية الرسمية التي يحرص أفيخاي على التصوير بها، وهو يخاطب العرب بلغتهم، صوتا وصورة وكتابة في حساباته الإلكترونية المختلفة، تشكل حاجزا نفسيا أمام بعض من يتابعه أو يراه فعلا، فإن النسخ الجديدة منه تخلصت من تلك البزة، وظهرت على الجمهور بهيئات مدنية، وغالبا حقوقية! ما جعلها أكثر قربا، وربما مصداقية، وإن كانت مزيّفة، أمام الجمهور العربي، حيث أتاح لها ذلك أن تندمج بسرعة شديدة، وتحظى بأعداد كبيرة من المتابعين، يتفقون معها ظاهريا أم يختلفون، بسرعة قياسية، ما سهل من مهمتها في تغيير الرأي العام العربي تجاه قضايا كثيرة ملحّة، وأهمها قضية التطبيع العربي مع الدولة الصهيونية. وفي ظل عدم وجود أي إشارة إلى خطة رسمية للوقوف أمام هذا السلاح الجديد ليس أمامنا، مرحليا سوى تجاهلهم على الأقل، فالتجاهل يعني أنهم لن يستطيعوا إيصال رسائلهم، وتحقيق أهدافهم بالسهولة التي يعملون بها الآن. تجاهلوهم فقط.. على الأقل.
هناك مما يرصد ويكتب ويقال على هذا الصعيد، بل لعلها مهمة أساسية، علينا أن ننتبه إليها إن كنا نريد أن نقرأ المشهدين، الراهن والمستقبلي اللذين يصوران العلاقة بيننا وبين الكيان الإسرائيلي الآن وغدا. ولكن حتى قبل مهمة الرصد والقراءة والكتابة الفعلية، يمكننا حاليا على الأقل تحسّس إشارات واضحة على أن تلك الحرب الإلكترونية الجديدة قد بدأت منذ زمن طويل، وربما منذ اللحظة التي أصبحت فيها ممكنات التكنولوجيا مما يستخدم في الحروب! ولا تحتاج تلك الإشارات إلا لقليل من التأمل في ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي.. بكل بساطة، لنرى إلى أي حد استفادت إسرائيل من الوجود العربي الكثيف في هذه الوسائل، خصوصا أن هناك منصات، مثل تويتر، العرب يتصدرون قائمة مستخدميها عالميا، لأسباب تتعلق ربما بانخفاض مستوى الحريات في الحياة العامة، مع ما يوفره "تويتر" من حريات معقولة في التعبير عن الرأي.
على سبيل المثال.. لوحظ، في الآونة الأخيرة، تزايد الحسابات الإلكترونية الصهيونية التي تستخدم اللغة العربية في التغريد والتدوين على مواقع التواصل الاجتماعي. وتبدو تلك الحسابات كأنها أنشئت من أجل العرب فقط، فالذين يستخدمونها، على الرغم من أن أسماءهم إسرائيلية، لا يكتبون إلا باللغة العربية، ولا يتناولون من الأخبار والقضايا إلا ما يهم العرب من وجهة نظرهم، ولا يناقشون إلا ما يرون أنه يثير اهتمام الشباب العربي. واللافت أيضا أنهم يردون على كل ما يردهم من أسئلة أو استفسارات، ويحاولون التلطف للجميع، على الرغم من الشتائم والسباب الذي يصل إليهم من أغلبية الشباب العربي في كل مكان، فهم ماضون إلى هدفهم المرسوم مسبقا، بغض النظر عن أية عراقيل تافهة تبرز أمامهم.
ويبدو أن النجاح النسبي للمدعو أفيخاي أدرعي، الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في اختراق الواقع العربي الإلكتروني منذ سنوات، شجع الصهاينة على إعداد وإنتاج مزيد من هذه النماذج، وإطلاقها بين مستخدمي الإعلام الجديد من العرب، فأفيخاي الذي أصبح وجها مألوفا لمستدخمي وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب ظهوره الدائم فيها، بالإضافة إلى إطلالاته المستفزة على بعض القنوات الإخبارية، وأهمها الجزيرة، متحدثا بالعربية، نجح في كسر الحاجز النفسي الذي كان يفصل بين الصهاينة والعرب إعلاميا على الأقل. وبفضل مهاراته في التواصل مع الجميع، وفقا لمتطلبات النفسية العربية عموما، ساهم أفيخاي في تشجيع رفاقه من تخصصات مختلفة، على أن يحذوا حذوه.
وإذا كان هناك من رأى أن البزة العسكرية الرسمية التي يحرص أفيخاي على التصوير بها، وهو يخاطب العرب بلغتهم، صوتا وصورة وكتابة في حساباته الإلكترونية المختلفة، تشكل حاجزا نفسيا أمام بعض من يتابعه أو يراه فعلا، فإن النسخ الجديدة منه تخلصت من تلك البزة، وظهرت على الجمهور بهيئات مدنية، وغالبا حقوقية! ما جعلها أكثر قربا، وربما مصداقية، وإن كانت مزيّفة، أمام الجمهور العربي، حيث أتاح لها ذلك أن تندمج بسرعة شديدة، وتحظى بأعداد كبيرة من المتابعين، يتفقون معها ظاهريا أم يختلفون، بسرعة قياسية، ما سهل من مهمتها في تغيير الرأي العام العربي تجاه قضايا كثيرة ملحّة، وأهمها قضية التطبيع العربي مع الدولة الصهيونية. وفي ظل عدم وجود أي إشارة إلى خطة رسمية للوقوف أمام هذا السلاح الجديد ليس أمامنا، مرحليا سوى تجاهلهم على الأقل، فالتجاهل يعني أنهم لن يستطيعوا إيصال رسائلهم، وتحقيق أهدافهم بالسهولة التي يعملون بها الآن. تجاهلوهم فقط.. على الأقل.