تجدّد الخلاف الكردي بشأن منصب رئيس الجمهورية، بعدما رفض الحزب الديمقراطي الكردستاني مرشح الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح للمنصب، في وقت بدأ فيه التحرك لتقديم مرشحيه للمنصب.
وقال المتحدث باسم الحزب الديمقراطي، محمود محمد، في بيان صحافي، إنّ "الديمقراطي في اجتماعه الأخير مع نائب الأمين العام ومسؤول الهيئة العامة في الاتحاد الوطني، كانت لديه الرغبة، وسعى إلى التعاون وفق برنامج واحد مع الاتحاد الوطني، وأن يتم الاتفاق على مرشح واحد لمنصب رئيس الجمهورية"، مبيناً أنّ "ترشيح برهم صالح تمّ بشكلٍ فردي من قبل الاتحاد الوطني، وكان مقرراً أن يبلغنا الاتحاد بأي اتفاق قبل إعلانه".
وأشار إلى أنّ "الاتحاد لم يفعل ذلك، وقد سمعنا من خلال الإعلام ترشيح صالح للمنصب، بعد إعادته إلى صفوف الاتحاد"، مشدداً على أنه "لا يجوز لأي جهة أن تعدّ منصب رئيس الجمهورية ملكاً لها وحدها".
وأضاف "وفقاً للاستحقاق الانتخابي، فإننا نرى أنّ من حق الحزب الديموقراطي تولي منصب الرئيس، لذلك سيكون لنا مرشح للمنصب".
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني، قد أعلن أمس ترشيح برهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية، وهو يؤكد أنّ المنصب من حقه.
من جهته، قال القيادي في حزب البارزاني، إسماعيل الجاف، لـ"العربي الجديد"، إنّنا "نرفض ترشيح صالح للمنصب، كونه فشل في قيادة حزبه الذي شكّله، ومن ثمّ تخلّى عن الحزب وعن جمهوره مقابل الحصول على منصب رئيس الجمهورية"، مبيناً أنّ "صالح لا يمكن له أن يمثّل الأكراد بمنصب رئيس الجمهورية".
وأشار إلى أنّ "قيادات الحزب الديمقراطي، ستبدأ اليوم اجتماعاتها، لاختيار مرشحها للمنصب، وهناك أسماء عدة ستتنافس، ويتمّ اختيار أحدهم".
مقابل ذلك، يتمسّك حزب الطالباني بالمنصب، ويؤكد أنّه من حقه، ولن يتخلّى عنه. وقال القيادي في الاتحاد الوطني، سامان حسن، لـ"العربي الجديد"، إنّ "منصب رئيس الجمهورية هو من حصة الاتحاد الوطني الكردستاني، وهذا الشيء يعلمه كل الشعب الكردي، ولا يمكن تجاوز الاستحقاقات"، مبيناً "أننا لسنا مختلفين مع الحزب الديمقراطي، ولا نريد الخلاف، لكنّنا نسعى للذهاب إلى بغداد بمرشحٍ واحد لمنصب رئيس الجمهورية، ولا نريد أن يتشتت الأكراد في محورين".
وأكد أنّ "اختيار صالح تمّ من قبل مجلس قيادة الاتحاد الوطني، وقد حصل على الأصوات التي أهلته ليكون مرشحاً وحيداً للمنصب، ولا تراجع عن ذلك، فقد حسم الأمر"، مؤكداً "ستكون لنا لقاءات واجتماعات مع الحزب الديمقراطي، لبحث الموضوع".
يشار إلى أن الرئيس الذي يجري التحضير لاختياره يعد الرابع بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، إذا أصبح غازي عجيل الياور، وهو أحد مشايخ قبيلة شمر أول رئيس للعراق في العهد الجديد، قبل أن ينتقل المنصب إلى الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني عام 2005، واستمر فيه حتى عام 2014، ليستلم فؤاد معصوم المنصب والذي توشك ولايته على الانتهاء.