وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات درع الفرات بالتنسيق مع الجانب التركي قامت بالتدقيق في هوية عناصر القافلة"، لافتةً إلى أنها "تمنع كل عنصر ينتمي إلى فيلق الرحمن أو أي فصيل آخر غير جيش الإسلام من الدخول، وتوجههم إلى محافظة إدلب".
وأشارت المصادر عينها، إلى أنّ "من دخل إلى مخيم شبيران فقد تم نزع سلاح المقاتلين، مقابل إعطائهم وصلا بالسلاح، على أن يستلموا سلاحهم حال خروجهم من المخيم، لأن القوانين الداخلية هناك لا تسمح بحمل السلاح".
وأخرت هذه الإجراءات دخول الدفعة الأولى من مهجري الغوطة إلى مناطق ريف حلب الشمالي، ما تسبب في خروج احتجاجات شعبية من أهالي المنطقة.
من جهة أخرى، وصل نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أكرم طعمة وناشطون من مدينة دوما المحاصرة إلى محافظتي إدلب وحلب، شمالي سورية.
ونشر "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة"، عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك"، صورة قال إنها لـ"طعمة عند وصوله من دوما بالغوطة الشرقية"، وظهر إلى جانبه مسؤولون بالحكومة ومجلس محافظة حلب.
كذلك وصل ناشطون محليون ومصورون صحافيون من مدينة دوما إلى محافظتي إدلب وحلب، بينهم المتحدث الإعلامي باسم الدفاع المدني في ريف دمشق، سراج محمود، الذي كان يعطي بشكل شبه يومي، عبر مقاطع مصورة، إحصائيات حول ضحايا قصف قوات النظام وروسيا على الغوطة.
وغادرت الدفعة الثانية من المهجرين من مدينة دوما في غوطة العاصمة دمشق الشرقية، مساء الثلاثاء، باتجاه مدينة جرابلس شمال شرقي حلب.
وذكرت وكالة أنباء النظام الرسمية (سانا) أن، القافلة تضم 24 حافلة على متنها 1198 شخصاً، من مقاتلي "جيش الإسلام" وعائلاتهم.
وأوضح مصدر من منسقي الاستجابة لـ"العربي الجديد" أن "القافلة تضم مدنيين وحالات إنسانية، تم الاتفاق على إجلائها نحو الشمال السوري من أجل تلقي العلاج".
وأضاف أن "سيارات إسعاف ترافق القافلة من أجل الحالات الطارئة"، مشيرا إلى أنه "من المتوقع أن تصل إلى قلعة المضيق، شمال غربي حماة، فجر الأربعاء".
يأتي ذلك في ظل تكتم إعلامي حول طبيعة سير المفاوضات بين "جيش الإسلام" و"اللجنة المدنية" مع روسيا حول مصير دوما، بينما أعلنت اللجنة المذكورة عن التوصل لاتفاق مع الجانب الروسي، ينص على نقل الحالات الإنسانية إلى الشمال السوري.
وحسب مصادر النظام السوري، فإنّ عدد مقاتلي "جيش الاسلام" في دوما يقدر بنحو عشرة آلاف مسلح، و"من المتوقع أن يخرج نحو 4000 منهم، في حين سيتم تسوية أوضاع الباقين من قبل الحكومة السورية"، على حد قولها.
كما أعلنت مصادر النظام عودة آلاف المواطنين من الغوطة الشرقية إلى منازلهم في قرى وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق التي تسلمتها قوات النظام. ونقلت وكالة "سانا"، التابعة للنظام، عن مصدر عسكري قوله إنّ "عدد العائدين إلى منازلهم في الغوطة بلغ أكثر من 40 ألف شخص"، زاعماً "أن عودة الأهالي مستمرة إلى مختلف القرى والبلدات التي حررها الجيش من الإرهاب".
وإلى جانب الغوطة، تتوجه الأنظار إلى منطقة القلمون الشرقي التي تقول قوات النظام إنها تعتزم التوجه إليها، حيث تتمركز فيها بعض فصائل المعارضة مثل "جيش الإسلام" وقوات "الشهيد أحمد العبدو".
وتدور مفاوضات بشأن مصير منطقة القلمون برعاية روسية، وسط رفض الفصائل مبدأ التهجير وتمسكهم بالبقاء في مناطقهم.