وأوضح ترامب، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أنّه غيّر رأيه حول استخدام التعذيب الذي كان قد وعد خلال حملته الانتخابية باللجوء إليه، معرباً عن محبته للرئيس باراك أوباما، بحسب وكالة "فرانس برس"، وملمحاً إلى أنه لن يلاحق منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون قضائياً.
وقال ترامب إنّ التعذيب "لن يحدث فارقاً كبيراً، على عكس ما يعتقد أناس كثيرون"، موضحاً أنّه غيّر موقفه حيال التعذيب خلال عمليات الاستجواب، بما في ذلك اللجوء إلى تقنية الإيهام بالغرق، بعدما تحدث إلى الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، الذي يعتزم ترامب "بجدية" تسميته وزيراً للدفاع.
وبيّن الرئيس الأميركي المنتخب أنّ ماتيس "قال لي لم أجد يوماً أن ذلك ينفع"، في إشارة إلى وسائل التعذيب، ما يعني أنّه سيكون لفريق ترامب الدور الأكبر في رسم السياسة الجديدة للبلاد، خصوصاً أنّه آتٍ من مجال الأعمال والتجارة، ويفتقد للخبرة السياسية.
وأشار إلى أنّ جواب ماتيس (66 عاماً) "أثار إعجابه كثيراً"، مضيفاً "أظن أن الوقت حان لكي يكون هناك جنرال في وزارة الدفاع".
على صعيد متصل، وبعدما انتقد ترامب، الرئيس أوباما، لأشهر ووصفه بأنه "زعيم فاشل غير مؤهل للرئاسة"، وجد الرئيس المنتخب كلمات ألطف للحديث عن الرجل الذي سيخلفه في البيت الأبيض، قائلاً "لم أكن أعرف ما إذا كنت سأحبه".
ولفت إلى أنّه "ربما اعتقدت أنني لن أحبه، لكني فعلت، استمعت إليه كثيراً في واقع الأمر"، وذلك على إثر اللقاء الذي جمعهما بالمكتب البيضاوي في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني.
وأوضح أنه ينبغي المضي "قدما"، ملمحا إلى أنه لن يلاحق كلينتون في قضية رسائلها الإلكترونية أو مؤسسة زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون. وقال "مهما كانت السلطة التي اتمتع بها، سأكون ميالا للقول فلنمض قدما. تم النظر في هذا الموضوع منذ وقت طويل، وأشبع درسا". وأضاف أن الناس يمكنهم الاعتبار أن مؤسسة كلينتون قامت "بعمل جيد"، معتبرا أن ملاحقة الزوجين بيل وهيلاري "ستثير انقساما هائلا في البلاد".
وخلال الحملة، اتهم الجمهوريون كلينتون بتضارب المصالح حين كانت وزيرة للخارجية بين 2009 و2013 فيما تلقت مؤسسة زوجها بيل هبات كبيرة من الخارج. ونهاية أغسطس/آب الماضي، اتهم ترامب منافسته الديمقراطية بأنها تمارس شكلا من "الفساد" أقرب إلى ما يحدث في "العالم الثالث" عبر مؤسسة كلينتون.
وفي وقت سابق، أعلنت مستشارة قريبة من ترامب، الثلاثاء، أنه لن يلاحق كلينتون في قضية بريدها الإلكتروني الخاص أثناء توليها الخارجية. وقالت كيليان كونواي عبر قناة "ام اس ان بي سي" "أعتقد أنه عندما يقول الرئيس المنتخب، حتى قبل توليه منصبه رسمياً، أنه لا يرغب في مواصلة التحقيق حول هذه الاتهامات، فإنه يوجه رسالة قوية جدا شكلا ومضمونا". وبهذا يكون ترامب قد تراجع عن أحد تعهدات حملته الانتخابية وعن شعار "اسجنوها" (كلينتون) الذي أثار حماسة كبيرة لدى مناصريه.
وهذا التراجع ليس الأول من نوعه، إذ تغيّرت مواقف ترامب التي أثارت جدلاً خلال حملته الانتخابية، إذ سبق وأوضح أنّ الجدار مع المكسيك لن يكون عازلاً بالمطلق، فضلاً عن نيته الإبقاء على نظام الضمان الصحي "أوباما كير" بعدما اتهمه بالفساد والسرقة، عدا عن اختفاء ملف حظر انتقال المسلمين إلى الولايات المتحدة من موقع الحملة الرئاسية له.
وفي ما يخص التعيينات المتواصلة للإدارة الأميركية الجديدة، أعلن ترامب، أمس الثلاثاء، أنّه "يدرس بجدية" تسمية بن كارسون، منافسه السابق في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري، وزيراً للإسكان.
وكتب على حسابه الخاص عبر موقع تويتر، "أفكر جدياً بتسمية الدكتور بن كارسون على رأس وزارة الإسكان والتنمية الحضرية، أنا أعرفه جيداً، هو شخص يملك مواهب كبيرة ويحب الناس".