تترقب الأوساط التركية والدولية، وصول مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون والوفد المرافق، اليوم الإثنين، إلى أنقرة، قادماً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، للحديث مع الجانب التركي حول ملفات عدة، أبرزها مستقبل شرق الفرات، والانسحاب الأميركي من سورية، في وقت استبقت فيه كل دولة اللقاء بتصريحات تصعيدية.
وتشتبك أنقرة مع واشنطن في ملفات عديدة عالقة، بدأت تشهد انفراجة في الأشهر الأخيرة، بعد صيفٍ حار، استهل بالمواجهة على خلفية اعتقال القس الأميركي أندرو برانسون بتهم تتعلق بالإرهاب، قبيل الإفراج عنه من قبل أنقرة، لتشهد الملفات العالقة بين البلدين انفراجات عديدة، وتُفاجأ الأوساط الدولية بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سورية.
وبعد قرار ترامب، جرى تكليف بولتون من الجانب الأميركي، ومتحدث الرئاسة التركية السفير إبراهيم قالن، كمبعوثين خاصين لزعيمي البلدين، من أجل بحث مسألة الانسحاب الأميركي، وفتح المجال أمام تركيا لقتال ما تبقى من تنظيم "داعش" الإرهابي شرق سورية، في ظل مطالبات دولية بحماية وحدات حماية الشعب الكردية، من أي عمليات تركية في شرق الفرات، في وقت لا تزال تركيا تهدد تلك الوحدات بالعمل العسكري، وتواصل الحشود العسكرية بإرسال التعزيزات يوميا للحدود الجنوبية.
وتأتي زيارة بولتون في أعقاب إعلان ترامب في 19 كانون الأول/ديمسبر الماضي الانسحاب من سورية، ولكن هذا الانسحاب لن يكون فورياً كما صرح المسؤولون لاحقاً، وربطت بشروط كما أفاد مستشار الأمن القومي الأميركي أمس من الأراضي المحتلة، على رأسها بحسب قوله ضمان حماية "الوحدات" الكردية، وأن تكون العملية التركية لهزيمة "داعش"، فيما أكد ترامب في تغريدة أن الانسحاب لن يكون فورياً.
ومن المواضيع التي سيناقشها الجانب الأميركي مع نظيره التركي، إضافة إلى الملف السوري، موضوع جماعة الخدمة برئاسة فتح الله غولن، وملف حزب العمال الكردستاني، وصفقة شراء صواريخ "باتريوت"، ومقاتلات "إف 35"، والعلاقات التجارية المشتركة.
ومن ضمن مباحثات الملف السوري، سيكون تطبيق خريطة الطريق حول مدينة منبج على رأس المباحثات أيضاً، إذ إن الوفد الأميركي يضم رئيس هيئة الأركان جوزيف دانفورد، ومبعوث "التحالف الدولي" لقتال "داعش" جيمس جيفري.
وستجري اللقاءات مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ووزير الدفاع التركي خلوصي آكار.
وسيبحث الجانبان الجدول الزمني للانسحاب، وآليات ملء فراغ القوات الأميركية، واستكمال تطبيق بنود خريطة الطريق حول منبج، وتوضيح تفاصيل قتال تنظيم داعش، فضلا عن مستقبل السلاح المقدم لوحدات حماية الشعب الكردية.
ونفى قالن أمس ادعاءات استهداف تركيا للأكراد، واصفاً إياها بأنها "ادعاءات لا يتقبلها العقل"، مشدداً على أن بلاده تستهدف تنظيمات "داعش" و"الخدمة" و"الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب" الكردية. وأكد المسؤول التركي أن هدف أنقرة من مكافحة الإرهاب هو حماية أمنها القومي، وتحقيق السلام الإقليمي، وضمان الاستقرار والأمن.
وسبقت هذه الزيارة المرتقبة زيارة أخرى لوفد أميركي الخميس الماضي لتركيا، ضم محققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي لمتابعة محاكمات "جماعة الخدمة"، المتهمة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في عام 2016، فيما أفادت وكالة "الأناضول" الرسمية أن الوفد الأميركي سلّم الجانب التركي عرض الإدارة الأميركية بشأن بيع منظومة "باتريوت" للدفاع الجوي والصاروخي، علماً أنه أجرى مباحثات مع مسؤولي رئاسة الصناعات الدفاعية ووزارتي الخارجية والدفاع، دون أن تقدم الوكالة مزيداً من التفاصيل.