كشف رئيس الحكومة التركية، بن علي يلدريم، اليوم الثلاثاء، أن تركيا أرسلت ملفات إلى الولايات المتحدة لطلب تسليم زعيم "حركة الخدمة"، الداعية فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة، التي جرت ليلة الجمعة- السبت الماضي، من منفاه الاختياري في ولاية بنسلفانيا.
وأوضح يلدريم، في كلمة أمام البرلمان: "لقد أرسلنا أربعة ملفات إلى الولايات المتحدة لطلب تسليم كبير الإرهابيين"، حسب وصفه، مضيفا: "سنقدم لهم أدلة أكثر مما يريدون"، قبل أن يقول: "لا تقدموا مزيدا من الحماية لهذا الخائن، لهذا الإرهابي الكبير".
ومباشرة بعد كلمة رئيس الحكومة، صرح وزير العدل التركي، بكير بوزداغ، بأن أنقرة أرسلت 4 ملفات إلى الولايات المتحدة بخصوص غولن، مضيفا: "الآن نحن ننتظر جوابا".
وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد صرح، أمس الاثنين، بعد اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل، بأنه "يتعين على تركيا تقديم دليل دامغ لدى التقدم بطلب تسليم غولن"، لكنه أكد أن بلاده تدعم الجهود التركية لتقديم المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة، مطالبا بـ"الالتزام بسيادة القانون وعدم اتخاذ إجراءات مبالغ فيها".
ومباشرة بعد كلام كيري، رد يلدريم، أمس، في مؤتمر صحافي، بأن غالبية المعتقلين على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة اعترفوا بأنها من تدبير "جماعة غولن"، مؤكداً أن لدى السلطات نحو 7500 معتقل، اعترف معظمهم بأن المدبر لهذا التمرد هو "إمام الكون"، كما يزعمون.
واستغرب رئيس الحكومة التركي، المطالب الأميركية، بعدما دعت أنقرة واشنطن إلى تسليمها غولن، بحيث شدّد على أنّ "واشنطن حليف استراتيجي، وأقول لهم مطالبتكم بتقديم الدليل على تورط غولن أمر مؤسف". قبل أن يعود اليوم من داخل البرلمان ويسائل أميركا: "هل طولبتم بأدلة عن المتورطين بعد عمليات الحادي عشر من سبتمبر؟ هل طولبتم بأدلة عندما أودعتم أشخاصاً في معتقل غوانتانمو؟ ومع ذلك سنرسل لكم الأدلة التي تريدونها حول تورط جماعة غولن".
وشدد المسؤول التركي على أن تركيا ستلتزم بسيادة القانون، ولن تكون مدفوعة بالرغبة في الانتقام أثناء محاكمة المشتبه فيهم، في رد مباشر على دعوات زعماء غربيين لأنقرة بـ"ضبط النفس واحترام القانون".
وتضع قضية غولن، الولايات المتحدة في مأزق، لأن أنقرة عضو أساسي في حلف شمال الأطلسي، وتلعب دورا مهما في "الحرب على الإرهاب". لكن كيري أوضح أن الحلف له متطلبات عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية، "وسيقيّم بدقة شديدة ما يحدث" في تركيا.