"ارتفع عدد حالات التسمم الغذائي في الأعراس التونسية إلى أرقام غير مسبوقة، إذ اكتشفت منذ بداية شهر يوليو/ تموز الماضي أربع بؤر، والمقصود منها مناطق تسمّم غذائي، معظمها كانت في أعراس نتج عنها إصابة 143 شخصاً. وخلال يونيو/ حزيران الماضي فقد سجلت أرقام مرتفعة وصلت إلى 416 إصابة في الأعراس، في حين سجل في يونيو من العام الماضي نحو 36 إصابة فقط" بحسب ما يقول لـ"العربي الجديد" مدير حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة التونسية، محمد الرابحي.
يضيف الرابحي أنّ 56 في المائة من حالات التسمّم الغذائية تحصل في الأعراس والمناسبات العائلية وحفلات الختان، في حين يسجل 17 في المائة منها في المطاعم والمقاهي والمنافذ التجارية، مبيناً أنّ مثل هذه الحوادث خطيرة لأنّ الإصابات فيها تقدر بالمئات.
اقــرأ أيضاً
يلفت الرابحي إلى أنّ حوادث التسمّم الغذائي ترجع إلى تغير العادات وإلى التنويع في المأكولات وإلى عدم احترام شروط حفظ الصحة، الأمر الذي ينتج منه تلوث وتسمم غذائي، مشيراً إلى أنّه في أغلب الأعراس يجري إعداد المأكولات في مستودعات أو في أماكن أخرى لا تحترم شروط الصحة الأساسية، وأحياناً لا يتوافر فيها الماء والتهوية والتبريد، كما يتولى الطبخ والخبز أشخاص غير مؤهلين.
تسمّم في يوليو الماضي أكثر من 100 شخص نقلوا إلى قسم الطوارئ في المستشفى الجهوي بالمكنين، على الساحل الشرقي التونسي خلال حفل زفاف في منطقة الشوّاشين. وفي السبيخة بولاية القيروان، وسط غرب تونس، استقبل المستشفى المحلي يوم 20 يونيو الماضي، 119 شخصاً بعد تعرّضهم إلى تسمّم غذائي إثر تناولهم وجبة عشاء في حفل زفاف بمنطقة ريفية بأحواز، في السبيخة. وانتقل فريق من دائرة حفظ الصحة إلى المكان لأخذ عينة من المأكولات التي تناولوها (الكسكسي بلحم الخروف) لإجراء التحاليل اللازمة.
يشير الرابحي إلى أنّ محافظة القصرين سجلت مؤخراً تسمم 280 شخصاً في حفل زفاف. يضيف أنّه إثر عمليات التقصي التي أجروها بخصوص الأعراس، تبين أنّ من أهم أسباب التسمم إعداد مأكولات بعينها كالسلطة والطاجين قبل موعد تقديمها بفترة تصل إلى 8 ساعات، ومع بقائها من دون تبريد، في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الفترة من العام، فإنّ المواد سريعة التعفن كالدواجن والبيض ينتج منها تلوث جرثومي، يتفاقم ويؤدي عادة إلى التسمم. يضيف أنّه يجري في أغلب الأحيان اختيار مواد غذائية زهيدة الثمن، وتقديم العديد من المأكولات في الوقت نفسه، ما يعبر عنه بالتلوث التقاطعي. يشير كذلك، إلى أنّ البعض قد يستعملون نفس الأطباق خصوصاً إذا كان عدد المدعوين كبيراً، فيجري غسل الأطباق من دون احترام شروط النظافة. وبالتالي تتكاثر العوامل المؤدية إلى مثل هذه الحوادث.
يضيف الرابحي أنّهم صاروا يعرفون طبيعة الجراثيم التي تظهر في حالات التسمم الخاصة بالأعراس، فعادة هناك صنف تظهر أعراضه مباشرة بعد تناول الأكل وفي ظرف زمني قصير يقدر بساعة أو ساعتين، وصنف آخر تظهر فيه أعراض التسمم بعد 9 ساعات تقريباً. يتابع أنّ المشكلة تكمن في أنّ المحلات التي تروّج أكلات فاسدة يمكن مراقبتها وإغلاقها وتحرير محاضر ضدها، لكن في المناسبات العائلية لا يمكن التدخل إلاّ بعد الحصول على إذن من وكيل الجمهورية ويجب أن يكون التدخل مبرراً. يضيف أنّ أغلب الحالات التي تتنبه إليها وزارة الصحة لا تكون إلاّ بعد حصول التسمم ووصول الضحايا الى المستشفيات وبالتالي يكون الحصول على عينات أمراً صعباً.
اقــرأ أيضاً
من جهته، يكشف رئيس قسم التغذية بالمعهد الوطني للتغذية في تونس، الطاهر الغربي، لـ"العربي الجديد" أنّ حالات التسمّم الغذائية التي تحصل في حفلات الزفاف تكون نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وظروف تخزين المواد الغذائية التي تفتقر إلى التبريد، مبيناً أنّ الشخص الذي يلاحظ روائح غير عادية أو يشتبه في أكلة ما تقدم إليه في حفل زفاف، عليه أن يتفادى تناولها. يقول الغربي إنّ إعداد الأطباق ينطلق من عملية اختيار المكونات والمواد التي يجب أن تكون من نوعية جيدة لكي لا تتعفن بسرعة، كما ينبغي عدم تركها لعدة ساعات في الشمس ، مبيناً أنّ معدّ الأكلة قد يكون هو نفسه حاملاً لمرض ما فينقله إلى المستهلكين. وبالتالي توجد جملة من الشروط الأساسية التي يجب احترامها وتوافرها في المناسبات الكبرى لتجنب حالات التسمم الغذائي هذه، بالرغم من محدوديتها فإنّها تصيب المئات من الأشخاص دفعة واحدة.
يؤكد الغربي أنّ الخلط بين المكونات الغذائية، من لحوم وبيض وخضر، ووضعها بطرق عشوائية يؤدي إلى تسجيل حالات تسمم غذائي في الأعراس التونسية. يدعو إلى احترام شروط الصحة وظروف تخزين المواد الغذائية، بالإضافة إلى النظافة التي تعد أهم خطوة من أجل ضمان السلامة من مخاطر العدوى بالأمراض الجرثومية. ولتفادي حالات التسمّم في الأعراس يمكن التركيز على الوجبات المطبوخة والابتعاد عن الوجبات التي يجري تناولها بعد عدة ساعات من إعدادها، ما قد يجعلها عرضة لتكاثر الجراثيم والتعفن ويؤدي عادة إلى تسجيل حالات تسمّم بحسب الغربي.
يضيف الرابحي أنّ 56 في المائة من حالات التسمّم الغذائية تحصل في الأعراس والمناسبات العائلية وحفلات الختان، في حين يسجل 17 في المائة منها في المطاعم والمقاهي والمنافذ التجارية، مبيناً أنّ مثل هذه الحوادث خطيرة لأنّ الإصابات فيها تقدر بالمئات.
يلفت الرابحي إلى أنّ حوادث التسمّم الغذائي ترجع إلى تغير العادات وإلى التنويع في المأكولات وإلى عدم احترام شروط حفظ الصحة، الأمر الذي ينتج منه تلوث وتسمم غذائي، مشيراً إلى أنّه في أغلب الأعراس يجري إعداد المأكولات في مستودعات أو في أماكن أخرى لا تحترم شروط الصحة الأساسية، وأحياناً لا يتوافر فيها الماء والتهوية والتبريد، كما يتولى الطبخ والخبز أشخاص غير مؤهلين.
تسمّم في يوليو الماضي أكثر من 100 شخص نقلوا إلى قسم الطوارئ في المستشفى الجهوي بالمكنين، على الساحل الشرقي التونسي خلال حفل زفاف في منطقة الشوّاشين. وفي السبيخة بولاية القيروان، وسط غرب تونس، استقبل المستشفى المحلي يوم 20 يونيو الماضي، 119 شخصاً بعد تعرّضهم إلى تسمّم غذائي إثر تناولهم وجبة عشاء في حفل زفاف بمنطقة ريفية بأحواز، في السبيخة. وانتقل فريق من دائرة حفظ الصحة إلى المكان لأخذ عينة من المأكولات التي تناولوها (الكسكسي بلحم الخروف) لإجراء التحاليل اللازمة.
يشير الرابحي إلى أنّ محافظة القصرين سجلت مؤخراً تسمم 280 شخصاً في حفل زفاف. يضيف أنّه إثر عمليات التقصي التي أجروها بخصوص الأعراس، تبين أنّ من أهم أسباب التسمم إعداد مأكولات بعينها كالسلطة والطاجين قبل موعد تقديمها بفترة تصل إلى 8 ساعات، ومع بقائها من دون تبريد، في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الفترة من العام، فإنّ المواد سريعة التعفن كالدواجن والبيض ينتج منها تلوث جرثومي، يتفاقم ويؤدي عادة إلى التسمم. يضيف أنّه يجري في أغلب الأحيان اختيار مواد غذائية زهيدة الثمن، وتقديم العديد من المأكولات في الوقت نفسه، ما يعبر عنه بالتلوث التقاطعي. يشير كذلك، إلى أنّ البعض قد يستعملون نفس الأطباق خصوصاً إذا كان عدد المدعوين كبيراً، فيجري غسل الأطباق من دون احترام شروط النظافة. وبالتالي تتكاثر العوامل المؤدية إلى مثل هذه الحوادث.
يضيف الرابحي أنّهم صاروا يعرفون طبيعة الجراثيم التي تظهر في حالات التسمم الخاصة بالأعراس، فعادة هناك صنف تظهر أعراضه مباشرة بعد تناول الأكل وفي ظرف زمني قصير يقدر بساعة أو ساعتين، وصنف آخر تظهر فيه أعراض التسمم بعد 9 ساعات تقريباً. يتابع أنّ المشكلة تكمن في أنّ المحلات التي تروّج أكلات فاسدة يمكن مراقبتها وإغلاقها وتحرير محاضر ضدها، لكن في المناسبات العائلية لا يمكن التدخل إلاّ بعد الحصول على إذن من وكيل الجمهورية ويجب أن يكون التدخل مبرراً. يضيف أنّ أغلب الحالات التي تتنبه إليها وزارة الصحة لا تكون إلاّ بعد حصول التسمم ووصول الضحايا الى المستشفيات وبالتالي يكون الحصول على عينات أمراً صعباً.
من جهته، يكشف رئيس قسم التغذية بالمعهد الوطني للتغذية في تونس، الطاهر الغربي، لـ"العربي الجديد" أنّ حالات التسمّم الغذائية التي تحصل في حفلات الزفاف تكون نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وظروف تخزين المواد الغذائية التي تفتقر إلى التبريد، مبيناً أنّ الشخص الذي يلاحظ روائح غير عادية أو يشتبه في أكلة ما تقدم إليه في حفل زفاف، عليه أن يتفادى تناولها. يقول الغربي إنّ إعداد الأطباق ينطلق من عملية اختيار المكونات والمواد التي يجب أن تكون من نوعية جيدة لكي لا تتعفن بسرعة، كما ينبغي عدم تركها لعدة ساعات في الشمس ، مبيناً أنّ معدّ الأكلة قد يكون هو نفسه حاملاً لمرض ما فينقله إلى المستهلكين. وبالتالي توجد جملة من الشروط الأساسية التي يجب احترامها وتوافرها في المناسبات الكبرى لتجنب حالات التسمم الغذائي هذه، بالرغم من محدوديتها فإنّها تصيب المئات من الأشخاص دفعة واحدة.
يؤكد الغربي أنّ الخلط بين المكونات الغذائية، من لحوم وبيض وخضر، ووضعها بطرق عشوائية يؤدي إلى تسجيل حالات تسمم غذائي في الأعراس التونسية. يدعو إلى احترام شروط الصحة وظروف تخزين المواد الغذائية، بالإضافة إلى النظافة التي تعد أهم خطوة من أجل ضمان السلامة من مخاطر العدوى بالأمراض الجرثومية. ولتفادي حالات التسمّم في الأعراس يمكن التركيز على الوجبات المطبوخة والابتعاد عن الوجبات التي يجري تناولها بعد عدة ساعات من إعدادها، ما قد يجعلها عرضة لتكاثر الجراثيم والتعفن ويؤدي عادة إلى تسجيل حالات تسمّم بحسب الغربي.