سيّرت روسيا وتركيا الدورية العسكرية المشتركة الأولى في منطقة شرق الفرات، شمال سورية، فيما تم تأجيل دورية كان من المقرّر تسييرها في منطقة عين العرب بريف حلب.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، إن الجيشين التركي والروسي سيّرا دورية مراقبة، اليوم الجمعة، في المنطقة الواصلة بين قرية شيرك ومدينة الدرباسية بريف الحسكة، على الحدود السورية التركية.
وأوضحت المصادر أن دورية أخرى كان من المقرّر تسييرها على الحدود في منطقة عين العرب بريف حلب، إلا أنه تم تأجيلها إلى وقت لاحق.
وكانت القوات التركية قد أزالت في وقت سابق من صباح اليوم، الجمعة، أجزاء من الجدار العازل الحدودي بين تركيا وسورية، وذلك قبالة قرية شيرك، الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً غربي الدرباسية، استعداداً لتسيير الدورية العسكرية المشتركة.
ويأتي ذلك تنفيذاً للاتفاق الثنائي الأخير بين الطرفين، والذي تم في مدينة سوتشي الروسية في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي نصّ على تسيير دوريات على الحدود، وانسحاب "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) منها إلى عمق 32 كيلومتراً.
ويوم أمس، الخميس، أجرت القوات الروسية جولة استطلاعية على الشريط الحدودي، من القامشلي إلى قرية شيرك، وصولاً إلى قرية عرادة بناحية أبو راسين.
وعقد ضباط من الجيش الروسي اجتماعاً مع ضباط أتراك، استمرّ نحو ساعتين في منطقة شيرك، وأجروا محادثات ومناقشات حول خرائط سير الدوريات.
وفي غضون ذلك، تحرّكت دورية تابعة للقوات الأميركية في ريف الحسكة. وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد"، فقد جالت الدورية الأميركية في مناطق رميلان والجوادية وجل آغا واليعربية وتل كوجر برفقة قوات تابعة لمليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وكانت واشنطن قد أعادت قسما من قواتها إلى قواعدها في الحسكة وريف حلب بعد انسحابها، واستقدمت تعزيزات إلى الحقول النفطية التي تسيطر عليها في منطقة شرق الفرات.
وكان أردوغان قد أعلن، الأربعاء، عزم بلاده على توسيع مساحة "المنطقة الآمنة" في سورية إذا استدعى الأمر، مؤكداً، في خطاب أمام الكتلة البرلمانية لـ"حزب العدالة والتنمية" الحاكم في أنقرة، أن تركيا "سترد بأشد الطرق على الهجمات التي قد تأتي من خارج المنطقة الآمنة. وإذا استدعى الأمر سنعمل على توسيع مساحة المنطقة الآمنة".وناقض أردوغان وزارة الدفاع الروسية، مشيراً إلى أن "وحدات حماية الشعب" الكردية لم تكمل انسحابها إلى عمق 30 كيلومتراً على الأقل بعيداً عن الحدود التركية.
وأعلن أردوغان أن السلطات الروسية أبلغت أنقرة بأن نحو 34 ألف عنصر من "المجموعة الإرهابية" انسحبوا، إضافة إلى 3260 قطعة من الأسلحة الثقيلة، من منطقة تمتد 30 كيلومتراً من الحدود التركية السورية. وقال "المعطيات لدينا تشير إلى أن ذلك لم يكتمل تماماً"، في إشارة إلى الضمانات الروسية. وأضاف "سنعطي الرد الضروري بعد أن ننفذ العمل على الأرض".