لليوم الثالث على التوالي، ينشغل العراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بظاهرة طبيعية تعتبر غريبة على البلاد، بعد ظهور انبعاثات غازية وتشققات وحمم نار في منطقة "واحة الرهبان"، الواقعة قرب بحر النجف جنوبي العاصمة بغداد.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو، التقطها ناشطون في أوقات متفرقة، تشققات وتخسفات في مناطق عدة في مقاطعة "واحة الرهبان" قرب بحر النجف، وهي تسمية تاريخية للمنطقة، حيث يقطن حالياً عدد من العشائر العربية.
وقال عضو لجنة الخبراء في "منظمة الأرصاد الجوية" صادق عطية، في تغريدة، إن صحراء النجف شهدت أبخرة وانبعاثات غازية وتشقق للأرض مع حمم خرجت من أسفل القشرة الأرضية.
في صحراء النجف #العراق يوم 13 تموز 2020
— صادق عطيه منبئ الطقس (@sportrd701) July 16, 2020
ابخرة وانبعاثات غازية وتشقق الارض مع حمم اسفل القشرة !!! pic.twitter.com/s58VuEiGhf
ورصد ناشط من سكان المنطقة تشققات كبيرة وخسوف، قال إنها أتت على مقام ديني أيضاً. كما ظهرت أدخنة بيضاء تخرج من باطن الأرض. وبحسب عضو البرلمان الحالي، الوزير السابق كاظم فنجان الحمامي، فإن المنطقة التي شهدت ظهور حمم بركانية في النجف تعد من مناطق التصدع الواقعة غرب الفرات بين الأنبار وكربلاء والنجف، ثم تنحدر باتجاه الجنوب، مؤكداً في بيان أن "واحة الرهبان هي الأكثر تأثراً، حيث تتعرض أرضها الرخوة للتكسر، وهذا ينتج عنه غازات تتسبب بحرق المادة العضوية التي على السطح".
أما أستاذ علم الجيولوجيا في "جامعة الكوفة" في النجف، محمود الجنابي، فأفاد بأن مختصين تابعوا ظهور حمم بركانية قرب بحر النجف، موضحاً أن هذه الظاهرة تمثل انبعاثا غازيا قريبا من سطح الأرض نتيجة وجود "فالق أبو جير" الذي رُصد أسفل أو قريبا جداً من سطح "منطقة الرهبان"، فضلاً عن ارتفاع في درجات الحرارة وخصوصاً في هذا الشهر، ونتيجة لانبعاث غاز كبريتيد الهيدروجين، ولوجود مواد عضوية قريبة من السطح تؤدي إلى الاحتراق الذاتي، مبيناً أن هذه الظاهرة موجودة منذ عام 2012، وهي ظاهرة عادية جداً، وتحدث في مناطق متفرقة في العراق، وخصوصاً في مناطق الأنبار والموصل.
وعام 2010، قال فريق بحثي من "جامعة الكوفة" إن الدخان المتصاعد في بادية النجف وقتها ناتج عن وقوع المنطقة ضمن "فالق أبو جير" الزلزالي، موضحاً أن النباتات في المنطقة تعرضت للاحتراق، وأن هناك تصدعات وتشققات في الغطاء الأرضي لشريط من التربة بطول 75 إلى مائة متر.
وأشار الفريق إلى أن فحص عينات من التربة أثبت أن المنطقة تقع ضمن "فالق أبو جير"، وهو خط زلزالي قديم يمتد إلى "منطقة هيت" في محافظة الأنبار، كما هو مثبت في الخرائط الجيولوجية، وقد تحرك هذا الخط بنسبة ضئيلة، فأدى إلى تصاعد الأبخرة والدخان، وتسبب باحتراق النباتات المحيطة بالمنطقة، مستبعداً تعرض بادية النجف إلى البراكين والزلازل.