وتسلمت عائلة سنقرط جثمان ولدها محمد، عصر اليوم، ووصل جثمانه إلى مستشفى المقاصد الإسلامية في المدينة، ثم ألقت عائلته نظرة الوداع عليه في منزله في وادي الجوز، وسط بكاء ودموع والديه وأشقائه وأصدقائه، ووسط صيحات وهتافات الغضب من قبل المشيعين.
وجاب موكب التشييع شوارع المدينة ملفوفاً بالعلم الفلسطيني، واتجه به المشيعون إلى المسجد الأقصى للصلاة عليه، ثم انطلقوا باتجاه مقبرة باب الساهرة، حيث ووري جثمانه الثرى، وسط انتشار كبير لقوات الاحتلال على مدخل المقبرة، وعلى امتداد الطريق الذي سلكه المشيعون.
وكانت سلطات الاحتلال ماطلت لساعات طويلة تسليم جثمان الشهيد سنقرط، فيما اتهم والده سلطات الاحتلال بتعمد المماطلة ومحاولة التنصل من المسؤولية عن جريمة قتل نجله بدم بارد، بعد إطلاق الرصاص عليه، الأحد الماضي من مسافة قريبة والاعتداء عليه بالضرب.
وكانت قوات الاحتلال قد قتلت الطفل محمد سنقرط أثناء توجهه إلى الصلاة في مسجد عابدين، في حي وادي الجوز في مدينة القدس، الأحد الماضي، برصاص مطاطي من مسافة قريبة، وضربته بشكل وحشي أسفر عن كسر في جمجمته، ونزيف في الدماغ.
ووصف والد الشهيد رواية شرطة الاحتلال، التي قالت فيها إن "الكسر في الجمجمة نجم عن ارتطام رأسه بعنف في الأرض بعد إصابته" بأنها رواية كاذبة، وتستهدف التنصّل من المسؤولية عن الجريمة، التي تمّت بدم بارد، وهو ما يفسّر قيام الاحتلال بتغيير روايته المكتوبة عن الجريمة، وتراجعه أكثر من مرة عن تسليم الجثمان.
وشدّد على حق العائلة في مساءلة القتلة وملاحقتهم، وقال إنّهم لم يكتفوا بإطلاق الرصاص على محمد، وهو في طريقه إلى أداء الصلاة في مسجد عابدين، بل انهالوا على رأسه ووجهه ركلاً بأحذيتهم العسكرية، مما يؤكد إصرارهم على ارتكاب الجريمة. وأكد إصرار العائلة على جنازة مهيبة بمشاركة واسعة من قبل المواطنين، والصلاة عليه في المسجد الأقصى.
في سياق منفصل، اعتقلت قوات الاحتلال 12 فلسطينياً لم تعرف هوياتهم بعد، ثم اقتادتهم إلى جهات مجهولة، وذلك خلال مرورهم عن حاجز زعترة جنوبي نابلس. وتعمّدت قوات الاحتلال الموجودة على الحاجز إعاقة حركة المركبات، ودققت ببطاقات الفلسطينيين وفتشت المركبات المارة.
وأُصيب طفلان بجروح، واعتقل سبعة آخرون، مساء اليوم الاثنين، في بلدة يعبد جنوبي جنين وفي بلدتي تقوع وبيت فجار ببيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن "قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي والمطاطي باتجاه الشبان والأطفال بمواجهات شهدتها بلدة يعبد جنوبي غرب جنين، ما أدى إلى إصابة الطفل عماد أحمد حرز الله (16 عاماً) بجروح في يده نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ باتجاهه ووصفت إصابته بالطفيفة، كما أُصيب الطفل أمين الكيلاني (14 عاماً) برصاصة مطاطية وتمت معالجته ميدانياً".
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت خمسة أطفال خلال تلك المواجهات واقتادتهم إلى جهة مجهولة، وهم: محمد مأمون عمارنة (13 عاماً)، وعكرمة خالد عمارنة (14 عاماً)، وأحمد صادق أبو بكر (14 عاماً)، وخالد عرفات عمرو (15 عاماً)، فيما لم تعرف هوية الطفل الخامس.
وإلى الجنوب من الضفة الغربية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الاثنين، شابين على المدخل الغربي لبلدة تقوع شرقي بيت لحم، عقب توقيفها على حاجز أقامته بالقرب من البلدة، واقتادتهما إلى جهة مجهولة، ولم تعرف بعد هوية الشابين.
وفي السياق، أطلقت قوات الاحتلال القنابل الضوئية وقنابل الصوت، في محيط المدخل الغربي لقرية تقوع، وانتشر جنود الاحتلال في الأراضي الزراعية القريبة.
إلى ذلك، اعتقلت شرطة الاحتلال، ظهر اليوم الإثنين، الفتى سندس رمضان الدسوقي (15 عاماً) من مدينة اللد، بعد الاعتداء عليه بالقرب من باب المجلس، أحد البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى، إثر عراك وقع بين مصلّين ومستوطنين، استباحوا الأقصى وحاولوا أداء طقوس خاصة في ساحاته. كما اعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين من بلدة بيت أمر، شمالي مدينة الخليل، بينهم أربعة أطفال.
وقال منسق "اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" في بيت أمر، محمد عوض، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوة عسكرية من جيش الاحتلال نصبت كميناً لعدد من الشبان والأطفال بالقرب من مستوطنة "كرمي تسور"، المقامة على أراضي البلدة، واعتقلت كلًا من محمد حسين أبو مارية (16 عاماً)، وشقيقه موفق حسين (14 عاماَ)، ومحمد مقبل (18 عاماً)، وعصام بحر (14 عاماً)، ومؤيد أبو مارية (14 عاماً)، ونقلتهم إلى داخل مستوطنة "كرمي تسور"، ومن ثم إلى معسكر "كريات أربع" القريب من مدينة الخليل.
وأشار عوض إلى أن قوة عسكرية أخرى أقامت حاجزاً عسكرياً بالقرب من السوق المركزية، وسط البلدة، واعتقلت الأسير المحرر، فراس إبراهيم أبو مارية، ونقلته إلى معسكر "غوش عتسيون" شمالي الخليل.