وفي الوقت الذي اتهم فيه الأهالي الرئيس محمود عباس برفضه، الأسبوع الماضي، وخلال زيارة الرئيس الألماني، فرانك شتاينمر، رام الله، التقاءهم، وطلب حراس الأمن في المقاطعة من الأهالي مغادرة المكان، انتقد حاتم عبد القادر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" ما سماه بالتقصير الرسمي في التعاطي مع قضية الأسرى.
وفي اتهام مباشر للرئيس عباس، قالت إحدى الناشطات والمتضامنات مع أهالي الأسرى، وتدعى أم أيمن من مخيم شعفاط شمالي القدس، إن وفداً من أهالي الأسرى والمتضامنين معهم كان توجه إلى مدخل المقاطعة في رام الله، وطلب لقاء الرئيس الفلسطيني للاستماع منه إلى آخر الجهود التي بذلها في قضية إضراب الأسرى، إلا أن الحراس هناك صدوهم، وقالوا لهم، إن الرئيس مشغول بلقائه الرئيس الألماني، علماً أن اللقاء بين الزعيمين كان انتهى.
وأشارت أم أيمن إلى أن الحراس هددوا بطردهم من المكان، إن لم يغادروا، على حد قولها.
هذا الأمر أكده أيضاً والد الأسير فادي الشرفا من حي واد الجوز شمال البلدة القديمة، المضرب عن الطعام، والذي يمضي محكومية بالسجن مدتها عشرون عاماً.
وقال الشرفا، إن الأهالي قد نفد صبرهم إزاء ما تبديه السلطة من عدم اهتمام بقضية أبنائهم، كان لا بد أن يطلبوا لقاء الرئيس والاستماع لما سيقوله، لكن منعوا من الوصول إليه.
أما حاتم عبد القادر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، فقد ذكر إنه استمع لشكاوى من الأهالي بهذا الخصوص.
وقال: "أعتقد أن هناك سوء فهم، لكن هناك في المقابل تقصير من جانب السلطة الفلسطينية في تعاملها مع قضية الأسرى، نحن نعلم، أن هناك جهوداً بذلت عربياً ودولياً وإقليمياً للضغط على الاحتلال لتلبية مطالب الأسرى، ولكن هذه الجهود غير كافية، وكان لا بد من انغماس أكبر في هذه القضية الوطنية، باعتبارها أولوية حتى على المفاوضات التي لم تزد الاحتلال إلا صلفاً وغروراً وقمعاً لأسرانا".
وأضاف عبد القادر أنه "كان يفترض أن يكون تعامل السلطة مع الإضراب أكثر تفهماً، وكان على الرئيس أن يجري سلسلة لقاءات مع أهالي الأسرى ليطلعهم على ما فعله وبذله من جهد حيال هذه القضية، لأن مثل هذه اللقاءات تعطي دعماً نفسياً للأهالي القلقين على حياة أبنائهم، وقضية هؤلاء أهم بكثير من كل القضايا الأخرى، ويجب أن تحتل المكانة الأولى في اهتمامات القيادة، بدلاً من كل ما يصرف حالياً من جهود على مفاوضات لا تحمل أية آفاق".
وفي ما يتعلق بموقفي اللجنة المركزية والمجلس الثوري بخصوص إضراب الأسرى، والدعوة لأسرى "فتح" بالمشاركة الأوسع في إضراب الأسرى، قال عبد القادر، كان من المفروض أن تتم هذه الدعوة، منذ اليوم الأول، من الإضراب، وليس بعد 25 يوماً من بدء الإضراب.
ولفت إلى أن "دور" المركزية والمجلس الثوري لم يكونا بحجم معاناة الأسرى، كما ينطبق هذا التقصير على دور الإعلام الفلسطيني، الذي لم يكن بالمستوى المطلوب".
ميدانياً، ورداً على هذا التقصير الرسمي الفلسطيني، أكد أهالي الأسرى تصعيد احتجاجاتهم على الاحتلال من خلال المظاهرات والمسيرات والاشتباكات وإغلاق مزيد من محاور الطرق الرئيسية، كما حدث اليوم بإغلاق الشارع الرئيس رام الله القدس، بدءاً من بلدة كفر عقب وحتى تخوم حاجز قلنديا العسكري شمالي القدس المحتلة.
وكان الاحتلال شدد أخيراً، من إجراءاته ضد فعاليات الدعم والإسناد التي ينظمها أهالي الأسرى المقدسيين في مقر الصليب الأحمر، حيث منع بداية فعالية كان من المقرر أن تقام هناك، الأسبوع المنصرم، وحدد لاحقاً مدة الاعتصام بساعة فقط، وفي فعالية ثالثة حاول منع الأهالي من استخدام مكبرات الصوت، في حين قمع بالقوة الوحشية فعالية دعم في باب العامود أصيب خلالها بعض أهالي الأسرى، وبعض المصورين الصحافيين.