الأسرى ينتصرون: تعليق الإضراب بعد اتفاق حطّم الرهانات الإسرائيلية

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
27 مايو 2017
EA2D83F9-7509-46FC-A30A-A4B1892FC17E
+ الخط -
أعلنت اللجنة الوطنية الفلسطينية لإسناد إضراب الأسرى الفلسطينيين "الحرية والكرامة" ظهر اليوم السبت، انتصار الأسرى المضربين منذ 40 يوماً، بعد الإعلان عن تعليق إضرابهم المفتوح عن الطعام الذي شرعوا به في 17 إبريل/ نيسان الماضي، من أجل تلبية جملة من المطالب الإنسانية المتعلقة بحياتهم اليومية داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.


وفي بيان تلاه رئيس اللجنة الوطنية لإسناد إضراب الأسرى ورئيس مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، جمال محيسن، خلال مؤتمر صحافي عقد أمام خيمة التضامن مع الأسرى المضربين، المقامة وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، أكد "تعليق إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام، والذي شرعوا فيه منذ 17 إبريل/ نيسان الماضي، وذلك بعد مفاوضات طويلة لأكثر من 20 ساعة، جرت بين إدارة سجون الاحتلال وبين قيادة الإضراب، وعلى رأسها القائد مروان البرغوثي، وذلك في سجن عسقلان؛ إذ تمّ التوصل إلى اتفاق مع إدارة السجون حول المطالب الإنسانية العادلة المطروحة من قبل الأسرى".

وقال محسين إن "تفاصيل هذا الاتفاق ستعلن في وقت لاحق، وبناء على هذا الاتفاق تمّ تعليق الإضراب"، مؤكدا أن اللجنة الوطنية لمساندة الإضراب تعلن اليوم انتصار الأسرى والشعب الفلسطيني في ملحمة الدفاع عن الحرية والكرامة، وتوجّه التحية والتقدير إلى الأسرى الأبطال الذين بصمودهم وإرادتهم أحرزوا هذا الانتصار العظيم، وتحدّوا كل وسائل البطش والقمع وكل محاولات حكومة الاحتلال كسر الإضراب وإفشال مطالب الأسرى، ولم يتراجعوا ولم يستسلموا رغم الظروف القاسية والصعبة والإجراءات الخطيرة التي طبقت عليهم خلال (40) يوماً من الإضراب".

وأكد أن انتصار الأسرى العظيم والأسطوري، حطّم كل الرهانات الإسرائيلية وحساباتها القمعية، وأجبر حكومة الاحتلال على إجراء مفاوضات مع قيادة الإضراب ومع القائد مروان البرغوثي بعد رفضها ذلك على مدار (40) يوماً من الإضراب، وبعد أن أيقنت أن الأسرى مصممون على مواصلة إضرابهم حتى النصر أو الشهادة، وأن وسائل القمع والعنف والانتهاك لم تضعفهم بل زادتهم قوة وإصراراً.

وفي السياق، نقلت وكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية أن المفاوضات بدأت الجمعة الساعة التاسعة صباحا في سجن عسقلان بحضور قيادة الاضراب، موضحة أن المفاوضات تعثرت فاضطرت مصلحة سجون الاحتلال لنقل البرغوثي وإحضاره الى سجن عسقلان مع باقي قادة الإضراب.

وبحسب المصدر ذاته، فقد استجابت مصلحة السجون فورياً لبعض المطالب كبداية للحوار ووعدت بالاستجابة لباقي المطالب بإيجابية، ليتم اتصال هاتفي بين قيادة الحركة الأسيرة وقيادة الحركة الوطنية في الرابعة والثلث فجر اليوم السبت. وبعد التحاور والاتفاق، وافق مروان ورفاقه على تعليق الإضراب بالتشاور مع قيادة حركة فتح وقيادة السلطة في رام الله.

كما أوضحت "معا" أن مصلحة سجون الاحتلال التزمت بإعادة كل الأمور إلى ما كانت عليه قبل الإضراب ورفع العزل عن قيادة الحركة الأسيرة التي أعلنت الإضراب وإعادة كل قائد إلى سجنه الذي كان فيه قبل الإضراب.

وأضافت، بحسب مصادرها، أن هناك ضمانات أن تتحقق غالبية مطالب الحركة الأسيرة بعد تعليق الإضراب، ولا يريد القادة في الخارج استباق مروان البرغوثي ورفاقه في نشر بيان الحركة الأسيرة حول الأمر.





من جانبه، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر الصحافي، إنه "رغم شح المعلومات حول بنود اتفاق تعليق الإضراب، لكن بمعرفتنا بخطة الإضراب التي سار عليها الأسرى فهو لم ينته إلا بوجود مفوضات مباشرة مع قادة الإضراب وعلى رأسهم الأسير مروان البرغوثي".

ولفت فارس إلى أنه كان هناك تفاهم إسرائيلي حول معظم المطالب وهو ما أبلغ به رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الشاباك "قبل يومين"، لكن التطور الذي حصل يوم أمس الجمعة، هو أن هذه المطالب مكفولة من الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو.

بدوره، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عيسى قراقع، في مجمل رد على أسئلة الصحافيين، إن "المفاوضات التي جرت يوم أمس، صعبة وطويلة، وأجبرت سلطات الاحتلال على التفاوض مع الأسير مروان البرغوثي، وكان هناك اجتماع وفتح حوار مع قيادة الإضراب، استمر حتى الساعة الرابعة فجراً من هذا اليوم، وتم إبلاغ رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ بتعليق الإضراب، لكن الأسرى لم يفصحوا عن بنود الاتفاق".

وشدد قراقع على أن الأسرى لا يمكن لهم أن يعلقوا الإضراب إلا بعدما اجترحوا إنجازات حقيقية، ولا سيما بعدما أبلغوا إدارة مصلحة سجون الاحتلال، خلال الأيام الماضية، بأنهم سوف يرفعون سقف مطالبهم في حال استمرار تعنت إدارة مصلحة السجون، والأسرى كانوا أقوياء وليسوا ضعفاء حينما علقوا الإضراب، وهم حققوا إنجازات ستترك أثراً على واقع الحركة الفلسطينية الأسيرة.

وأكد قراقع أن إسرائيل تحاول أن تقلل من أهمية هذا الإنجاز الذي حققه الأسرى، لكن الحقيقة أكبر من ذلك، ورغم أنه لا يوجد لدينا معلومات حول طبيعة بنود الاتفاق، لكن الإضراب بكل تأكيد انتصر.



وشدد محيسن على أن هذا الإضراب أعاد الحالة النضالية الوطنية للشعب الفلسطيني بتلاحمه ووحدته في الحراك الشعبي والمساندة على مدار الساعة، ما يؤكد أن قضية الأسرى تحتل المكانة الأولى والأساسية للشعب الفلسطيني، وأنها قضية الانعتاق والتحرر من الاحتلال، وأن أسرانا هم أسرى حرية وليسوا إرهابيين ومجرمين، وأن لا سلام عادلا وحقيقيا في هذه المنطقة دون حرية الأسرى والإفراج عنهم.

وأضاف: كما أعاد هذا الإضراب الملحمي الهيبة لحركة الأسرى بوحدتها، وأحيا روح التضامن الجماعي والمشاركة الجماعية والوطنية، ما أسقط حسابات الاحتلال بالسيطرة وتفكيك وحدة الأسرى.

وقال محيسن: "لقد فضحت المناصرة العالمية لإضراب الأسرى حكومة الاحتلال على جرائمها وانتهاكاتها التعسفية والخطيرة التي تمارسها بحق الأسرى، والتي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني".



وأكد أن إضراب أسرى "الحرية والكرامة" وانتصاره شكّلا أهمية قصوى لدعوة المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة حكومة الاحتلال على جرائمها ضد الإنسانية، ودعوة كل مكونات المجتمع الدولي لتوفير الحماية القانونية للأسرى ووضع حد لما يتعرّضون له من جرائم.

ووجهت اللجنة الوطنية لمساندة إضراب الأسرى التحية لأرواح الشهداء الذين ارتقوا خلال الهبة الجماهيرية المساندة للإضراب، وهم الشهداء: سبأ عبيد، ومعتز بني شمسة، وفاطمة طقاطقة، ورائد ردايدة، ومازن المغربي، وفاطمة حجيجي، ولوالدة الأسير المضرب محمد دلايشة، والتحية لكل جرحانا البواسل الذين نتمنى لهم الشفاء.

ذات صلة

الصورة
الاحتلال يقصف مبان قرب مستشفى الزهراء في بيروت 1 أكتوبر 2024 (مراد سنجول/الأناضول)

مجتمع

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، أن العدوان الإسرائيلي تسبب في إغلاق خمسة مشافٍ و100 مركز للرعاية الصحية في لبنان أي نحو ثلث المراكز الصحية
الصورة
جنود إسبان من "يونيفيل" قرب الخيام، 23 أغسطس 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)

سياسة

تُظهر الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" وكأن القوة الأممية باتت في آخر أيامها في لبنان.
الصورة

سياسة

قال متحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، إن قوات حفظ السلام عازمة على البقاء في مواقعها في جنوب لبنان على الرغم من هجمات إسرائيل.
الصورة
أضرار قرب تل أبيب بعد قصف المقاومة صواريخ (مصطفى الخروف/الأناضول)

سياسة

يطرح مرور عام على الحرب في غزة أسئلة عن وضع فصائل المقاومة الفلسطينية خصوصاً في ظل الحصار المفروض عليها والضربات الإسرائيلية المتواصلة يومياً على القطاع.