يقول مسؤولان في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بقطاع غزة، الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن الدروس التعليمية تعالج قضية "النكبة" الفلسطينية، بشكل مقتضب جداً تحت وطأة ضغوط من الدول المانحة للسلطة الفلسطينية بشأن المنهج الفلسطيني. هذا الأمر ينفيه مسؤول في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، في الضفة الغربية، معتبراً أن المناهج الدراسية تعرض موضوع "النكبة" بشكل جيد، وأن الجهات المانحة لا تتدخل مطلقًا في المحتوى الدراسي.
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى نهاية عام 2013 بلغ 5,9 ملايين نسمة، يوجد 1,6 مليون نسمة منهم في 61 مخيماً بغزة والضفة ولبنان والأردن وسورية، بحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
ويصف أنور البرعاوي، الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم بغزة تناول المنهاج الدراسي للجوانب والقضايا الوطنية بـ "الضبابية...هي معالجة على استحياء دون إسهاب أو تفصيل"، متابعاً "يعرض المنهج قضية النكبة بشكل مقتضب جداً وفضفاض، نظرًا لأن بعض الجهات الأجنبية المانحة لتدريس منهج فلسطيني خاص، بعد التوقف عن تدريس المنهجين المصري والأردني، لها موقف معين من النكبة الفلسطينية".
وكان المنهجان المصري والأردني يُدرسان في المدارس الفلسطينية، بسبب خضوع غزة لسيطرة الإدارة المصرية منذ حرب عام 1948، بينما خضعت الضفة لإدارة الحكومة الأردنية، واستمرت الإدارة في كلا المنطقتين، حتى عام 1967، بعد احتلال إسرائيل لهما. وفي عام 1994 أصبحت السلطة الفلسطينية مسؤولة عن غزة والضفة.
وبدأت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بوضع منهج خاص عام 2000، وانتهت من وضعه عام 2006، وفق سمية النخالة، مديرة دائرة المناهج في وزارة التربية والتعليم بغزة، التي ترى أن "القضايا الوطنية الفلسطينية، لا سيما أحداث النكبة، لم تأخذ حقها في المنهج الفلسطيني"، مضيفة أن "المعلمين يُثرون المواد الدراسية التي تتعلق بالنكبة من خلال سردهم للطلاب بعض المعلومات غير الموجودة في المناهج... فما تناولته المناهج الفلسطينية عن النكبة شيء بسيط لا يكاد يذكر أمام حقيقة ما جرى في ذلك الوقت".
وتوضح النخالة أن "أبرز ما يتناوله المنهج الفلسطيني عن قضية النكبة يتمثل في قصيديتين شعريتين لطلاب الصفين الخامس والثاني عشر، وفي مادة التربية الوطنية لطلاب الصف الثامن، تتحدث وحدة دراسية كاملة بعنوان اللاجئين عن قضية هجرة الفلسطينيين عام 1948، وحق العودة إلى أراضيهم التي هُجّروا منها"، بحسب مديرة دائرة المناهج.
وتعلق على هذه الوحدة الدراسية بأنها "تتضمن معلومات بسيطة جدًا لا تكاد تذكر حول ما يفترض تدريسه... فيما يتناول كتاب التربية الوطنية للصف التاسع، بشكل محدود، قضية الشتات للفلسطينيين بعد حرب 1948". وفي الكتاب ذاته يعرض الدرس الرابع تفاصيل الوضع المعيشي للفلسطينيين في الدول العربية والمهجر، بينما تعرض الوحدة الخامسة، بعض المعلومات عن عدد من القرى الفلسطينية المدمرة خلال حرب عام 1948.
ورداً على حديث المسؤولين في الوزارة بغزة، يقول ثروت زيد، مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم بالضفة الغربية، إن "مؤلفي المناهج لم يخضعوا لأي ضغوط من الجهات المانحة لتقنين الحديث عن القضايا الوطنية".
ويمضي زايد موضحاً، أن "بلجيكا هي الدولة المانحة لعمل المنهج الفلسطيني، ولم تتدخل بالمطلق في الدروس والقضايا التي تعرضها الكتب المدرسية". ويرى أن "المنهج الحالي جيد في عرض قضية النكبة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وعندما بدأ العمل به كان نقلة نوعية بالنسبة للمنهج الذي كان يُدرس سابقًا، والآن بعد تدريسه لدينا العديد من الملاحظات التي سنأخذها بعين الاعتبار".
وإن تحفظ على تحديد هذه الملاحظات، يختم المسؤول في قطاع التعليم الفلسطيني بأن الوزارة بصدد "إعادة تنقيح المنهج، وتعميق وتكثيف المقررات الدراسية التي تعالج قضية النكبة والقضايا الوطنية الأخرى، بشكل أكثر تفصيلاً".
اقرأ أيضاً: "دكان المعرفة" للتعليم التفاعلي في فلسطين