السفينة الأولى تابعة لبرنامج الغذاء العالمي وتحمل 4700 طناً من المساعدات إلى ميناء الزيت التابع لمصفاة عدن، وتحمل مواد غذائية وطبية، فيما وصلت سفينة مساعدات إنسانية أخرى، تابعة للهلال الأحمر الاماراتي، الى الميناء نفسه، وتحمل مواد تموينية غذائية ومعدات طبية، فيما من المقرر ان تصل باخرة للوقود، وسفن اخرى، خلال الساعات المقبلة، وفقاً لمصدر في السلطة المحلية لـ"العربي الجديد".
وسبق أن وصلت العديد من سفن الإغاثة الأممية إلى ميناء الحديدة، غربي البلاد، غير أن وصولها إلى عدن تعذّر في الفترة الماضية بسبب الحرب. وجاء وصول السفينة، بعد يوم من إعلان "المقاومة الشعبية" والقوات الموالية للشرعية عن سيطرتها على آخر معاقل الحوثيين في المدينة، وتحديداً منطقة التواهي.
في هذه الأثناء، نفّذ طيران التحالف عشرات الغارات الجوية في محافظتي أبين ولحج المحاذيتين لعدن، واستهدفت الغارات، وفق آخر الأنباء، تعزيزات متفرقة في مناطق عديدة بأبين كانت في طريقها إلى عدن. وفي محافظة لحج، ركّزت الغارات الجوية على قاعدة العند، أكبر القواعد العسكرية في البلاد، والتي يسعى المقاومون للسيطرة عليها، من أجل تأمين عدن من الشمال. واستهدفت الغارات في لحج كذلك، معسكر لبوزة، وهو من المعسكرات الهامة التي تعرّضت خلال الأيام الماضية لغارات مكثّفة، في محاولة لمساندة "المقاومة الشعبية" للتقدم في تلك المناطق.
وكان التصعيد قد ظهر في المواجهات الميدانية والغارات الجوية في مختلف الجبهات في اليمن خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع التطورات التي ظهرت بالسيطرة على عدن وتصعيد الهجمات والغارات في محيطها، فيما ظهر الحوثيون بارتباك غير مسبوق تجاه التطورات جنوباً، وواصلوا التلويح بما وصفوها "الخيارات الاستراتيجية"، والحديث عن "عمليات كبرى ستقلب المعادلة كلياً".
اقرأ أيضاً: تحديات آباء النصر في عدن
وفي تعز ومأرب، أبرز جبهتين في المحافظات الشمالية، تصاعدت المواجهات خلال الأيام الماضية في مختلف الجبهات، بالتوازي مع الغارات الجوية الداعمة للمقاومة. وحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إحراز تقدم في هاتين الجبهتين فيما بدا محاولة لتعويض التراجع جنوباً. غير أن المحاولات واجهت مقاومة شديدة من المقاومين، الذين حقّقوا تقدماً في بعض الجبهات، وسقط العشرات من القتلى والجرحى من الجانبين، ومن المدنيين في بعض الحالات.
إلى ذلك، ارتفعت وتيرة أعمال "المقاومة" في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون والموالون لصالح بشكل ملحوظ، وشهدت الأيام الماضية العديد من الهجمات في صنعاء وذمار والحديدة وإب. وتأخذ أعمال "المقاومة" في هذه المحافظات، طابع الهجمات المباغتة ضد الدوريات أو نقاط التفتيش والتجمعات وكذلك عبر العبوات الناسفة، أما المحافظات الحدودية كصعدة وحجة بالذات، فلا يكاد يمر يوم من دون غارات جوية للتحالف.
وظهر الحوثيون بارتباك واضح خلال الفترة الأخيرة، على خلفية الضربات المتواصلة التي تستهدف القيادات الحوثية ومنازلهم ومختلف مقراتهم، وكذلك مع فشل الجهود السياسية وارتفاع نسبة السخط لدى المواطنين جراء انعدام الخدمات. وبدت الجماعة منذ عودة وفودها المفاوضة خارج البلاد، من دون خيارات حقيقية، إذ أعلنت أنها تتفاوض مع القوى الأخرى لتشكيل "حكومة"، كما لوّحت بـ"تشكيل مجلس رئاسي"، غير أن خيارها لم يحظ بقبول لدى حلفائها قبول خصومها.
وكانت ردود فعل الحوثيين ملفتة على التطورات في عدن، إذ حاولوا بصورة غير رسمية لأيام متتالية الترويج لخبر "تمكّنهم من استعادة السيطرة على مطار عدن"، وهو ما لم يحدث. الأمر الذي فُسّر من جانبين، الأول أن الحوثيين لم يستوعبوا بعد التطورات في عدن، وما زالوا يرجون لانتصارات غير حقيقية أمام أنصارهم، والآخر، هو أن الحوثيين ربما لا يزالون يحاولون العودة إلى المدينة.
وفي تصريح لافت للمتحدث الرسمي باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، نقلته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة مساء الإثنين، أعلن أن "الجيش (قوات صالح) واللجان الشعبية (مسلحي جماعته) سينفذون عمليات كبرى ستقلب المعادلة في اليمن". من دون أن يكشف عن طبيعة تلك العمليات، وليس واضحاً، ما إذا كان هذا الإعلان، في إطار العمل التعبوي الذي تحاول من خلاله الجماعة رفع معنويات أتباعها، أم أن هناك بالفعل خيارات قد تلجأ إليها الجماعة.
الجدير ذكره، أن عبد الملك الحوثي وفي آخر ظهور له، أعلن أن جماعته ستلجأ إلى "الخيارات الاستراتيجية"، وتردد التصريح كذلك على لسان قيادات أخرى، وبسبب معطيات الوضع المختلفة وعدم وضوح هذه الخيارات، تحولت لدى بعض المعلقين إلى "سخرية"، غير أن وسائل إعلام الجماعة وناشطيها لا يزالون يعلقون الآمال عليها، من دون أن تظهر حتى الآن.
اقرأ أيضاً: عدن.. نصر للجغرافيا أم للدولة اليمنية؟