تضامناً مع غزة، وتنديداً بالمجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحق المتظاهرين الفلسطينيين العزل، شهدت دول عربية وعواصم عالمية، تظاهرات تندد بجرائم الاحتلال بحق المدنيين، وتستنكر نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين في "مسيرة العودة" على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 62 فلسطينياً وجرح 3188 آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، تزامناً مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة.
وبدأت "مسيرة العودة"، في ذكرى "يوم الأرض" 30 مارس/آذار الماضي، حيث يتجمهر آلاف الفلسطينيين، في عدة مواقع قرب السياج الحدودي، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.
تونس
وعاشت تونس، يوم الثلاثاء، على وقع المسيرات والوقفات المساندة للشعب الفلسطيني، ففي الوقت الذي انتظمت فيه مسيرة بالقرب من السفارة الأميركية بتونس، التي عرفت تعزيزات أمنية غير مسبوقة، شهد شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين، رفضاً للاعتداءات الإسرائيلية على أهالي غزة، وتنديداً بالقرار الأميركي بنقل السفارة إلى القدس.
وشهدت المسيرة التي انتظمت بالقرب من السفارة الأميركية، حرق العلم الأميركي ورفعت شعارات كـ"فلسطين عربية لا حلول استسلامية" و"الإمبريالية والصهيونية وجهان لنفس المنظومة"، و"يا نظام يا جبان... يا عميل الأميركان" و"الحرية لعهد".
وقالت النائبة عن "الجبهة الشعبية" مباركة عواينية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الشعب الفلسطيني يستحق هذه التضحيات ونأسف لأنّ الشعوب لم تتمكن من تغيير موقف النظام الرسمي العربي"، مبينة أنّ "أبسط حركة يقدمها النواب مساندة الفلسطينيين وتقديم قانون يجرم التطبيع رغم التعطيلات التي يعرفها هذا القانون".
وقال صلاح داود عضو ائتلاف "توانسة من أجل فلسطين"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه الوقفة التي تتم بالقرب من السفارة الأميركية تحمل أكثر من رسالة، ولا بد من فك الارتباط الجذري مع السياسات الأميركية العدوانية ونشاطها وسن قانون يجرم التطبيع"، مبيّناً أنّ "المعركة الحقيقية في فلسطين، ولا بد من مساندة أهالينا هناك"، وأنّ "قرار نقل السفارة تم ولكن الأرض ستحرر والشعب الفلسطيني صامد وقادر على تحرير نفسه".
المغرب
كما شهدت عدة مدن في المغرب، الثلاثاء، في وقفات احتجاجية تضامناً مع غزة، وتنديداً بنقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس المحتلة.
وشهدت عدة مدن مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء والقنيطرة ووجدة، وقفات احتجاجية، للتضامن مع غزة، والتنديد بخطوة الإدارة الأميركية.
ورفع محتجون أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، لافتات تندد بجرائم الاحتلال بحق المتظاهرين العزل بغزة، فضلاً عن رفع أعلام فلسطين.
وردد المحتجون، خلال الوقفة التي دعا إليها "الائتلاف المغربي من أجل فلسطين" (غير حكومي)، هتافات منها "لا لا ثم لا للتطبيع والهرولة"، و"القدس أمانة والتطبيع خيانة"، و"إدانة شعبية للأنظمة العربية".
وبمدينة القنيطرة شمالي المغرب، خرجت وقفة دعا إليها "حزب العدالة والتنمية" (قائد الائتلاف الحكومي)، رفضاً لأعمال العنف ضد الفلسطينيين، ورفعوا صوراً لأطفال ونساء من غزة، ولافتات كتبت عليها باللغة العربية شعارات تضامن، منها: "القدس عاصمة فلسطين الأبدية"، و"أين حقوق الإنسان؟".
ورددوا خلال الوقفة هتافات منها: "تحية وإشادة بمسيرة العودة"، و"غزة غزة رمز العزة"، و"كلنا فدى فدى لغزة الصامدة".
لبنان
وفي السياق، احتشد فلسطينيون ولبنانيون، الثلاثاء، بقلعة الشقيف، جنوبي لبنان، بدعوة من الفصائل الفلسطينية وأحزاب لبنانية.
وتخلل التجمّع إلقاء كلمات نددت بالقرار الأميركي بنقل السفارة إلى القدس، والمجازر الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة.
وتعتبر قلعة الشقيف التاريخية رمزاً للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، حيث واجه المقاومون الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات، وأحبطوا تقدمه باتجاه الجنوب، أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982.
تركيا
دولياً، شهدت عدة مدن تركية، الثلاثاء، مظاهرات حاشدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنديداً بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس، واستنكاراً للمجازر التي تطاول الفلسطينيين المحتجّين على هذه الخطوة.
ففي مدينة إسطنبول، تجمعت مجموعة من المواطنين أمام القنصلية الإسرائيلية في منطقة لفنت، رافعين الأعلام الفلسطينية.وردد المتظاهرون شعارات تدين ممارسات الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في فلسطين، وتؤكد أنّ القدس ستبقى للفلسطينيين. وفي ولايات إزمير وآيدن ومانيسا، تجمع المئات في الساحات الرئيسية، ونددوا بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.
بريطانيا
إلى ذلك، احتشد، الثلاثاء، أمام مقر الحكومة البريطانية وسط العاصمة لندن، الآلاف؛ منهم ناشطون ونواب وأكاديميون، تضامناً مع الفلسطينيين، عقب المجزرة الإسرائيلية على حدود غزة، وضد نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
وطالب المتظاهرون الحكومة البريطانية بوقف بيع السلاح للاحتلال الإسرائيلي، والتعامل معه على أساس أنه "كيان إجرامي لا يتقن إلا القتل والفتك بالأبرياء".
وجاءت المظاهرة بدعوة من "المنتدى الفلسطيني"، ومجموعة من المنظمات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني في بريطانيا، وكان لافتاً احتشاد جماعات يهودية للتنديد بما يحصل في غزة.
فرنسا
وفي فرنسا، تجمّع المئات من الفرنسيين والعرب، وبمبادرة من جمعية "أورو-فلسطين" بالقرب من مترو سان- فيليب دو رول، قريباً من جادة الشانزليزيه في باريس، للتنديد بالمجزرة الإسرائيلية في غزة.
وهتف الحاضرون بشعارات تطالب بمقاطعة إسرائيل: "دولة إسرائيل دولة إجرامية/مُقاطعَة"، و"لا نريد الفواكه المسروقة"، و"لا نريد التمور الإسرائيلية"، و"قاطِع إسرائيل"، و"حرِّروا غزة/حرّروا فلسطين"، وحلّ واحد، مُقاطَعَة وعقوبات"، و"أوقفوا المجازر ضد الفلسطينيين".
وألقت أوليفيا زيمور، المسؤولة في "أورو-فلسطين" كلمة، أكدت فيها أن "فلسطين ستعيش.. والفاشية لن تمرّ"، وانتقدت دفاع بعض الدوائر في السلطة الفرنسية عن اليهود، فطالبت بـ"الفصل بين اليهود والدولة"، مشددة على أن "إسرائيل إرهابية، وفرنسا متواطئة".
وتوجّهت إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالقول "نسيت أن الاستيطان جريمة ضد الإنسانية"، كما طالبته بفرض عقوبات، و"ألا يقتصر الأمر على خطابات فقط".
وستشهد باريس، اليوم الأربعاء، تجمّعاً للتضامن مع غزة في ساحة تروكاديرو باريس، عند الساعة السادسة والنصف مساءً.
ألمانيا
كذلك، شهدت العاصمة الألمانية برلين، الثلاثاء، مظاهرة إحياءً للذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، وتنديداً بمجزرة غزة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ونظمت منظمات المجتمع المدني الفلسطيني، المظاهرة في ميدان باريس الواقع أمام السفارة الأميركية في برلين، حيث وقف المحتجون دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء الفلسطينيين، وقرأوا النشيد الوطني الفلسطيني.
ورفع المحتجون الأعلام الفلسطينية، وحملوا لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل: "الحرية لفلسطين"، و"مسيرة العودة الكبرى"، وسط هتافات ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وندد البيان الصادر عن منظمي المظاهرة، بنقل الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وبالمجزرة الإسرائيلية في غزة.