احتشد آلاف البريطانيين المتضامنين مع فلسطين، السبت، أمام مقر البرلمان البريطاني في ويستمنستر لندن، كما شهدت مدينتا بيرمنغهام ومانشستر تظاهرات مماثلة، تلبية لدعوة من "المنتدى الفلسطيني" في بريطانيا و"حملة التضامن مع فلسطين" و"تحالف أوقفوا الحرب" و"منظمة أصدقاء الأقصى"، ومنظمات أخرى، استنكاراً لاعتداء قوات الإحتلال الإسرائيلي على مسيرات العودة السلمية بمحاذاة السياج الحدودي لغزة.
أما عضو مجلس اللوردات البريطاني، جيني تونغ، فعبرت في كلمتها عن إحساسها بـ"العار" لكونها "عضواً في مجلسٍ من المفترض أن يدافع عن العدل وحقوق الإنسان، فيغيب أعضاؤه عن تظاهرة مثل هذه، أو عن اتخاذ إجراءات مناسبة تتلاءم مع حجم هذه المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين".
بدورها، ألقت ممثلة عن حزب "العمال" البريطاني كلمة باسم زعيم الحزب، جيريمي كوربن، أكدت فيها التضامن مع غزة، ورفض الاستخدام الإسرائيلي للقوة بحق المتظاهرين، منددة بصمت المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال.
وحضر الشباب الفلسطيني البريطاني بقوة في هذه التظاهرات، وأكدت الشابة ليان محمد علي، إصرارها على العودة إلى قريتها المحتلة في فلسطين، وتحدثت سارة العريضي، نيابة عن منظمة "أوليف" للشباب الفلسطيني في بريطانيا.
أما النائب الوحيد المتحدث على المنصة في هذه التظاهرة، فكان فرانس مولوي، من حزب "شين فين" الإيرلندي، والذي دعا تيريزا ماي للتوقف عن الدفاع عن إسرائيل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، وإلى اتخاذ إجراءات حقيقية في ما يتعلق بمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي.
من جهتها، أبدت الناشطة البريطانية القادمة من بيرمنغهام إلى لندن، سلمى يعقوب، "حزنها العميق" لسقوط هذا العدد من الضحايا، وأسفها للتعامل الإعلامي مع الاعتداء الإسرائيلي، باعتباره مجرد خبر عن حادثة، وليس مأساة ينبغي التعامل معها بجدية أكبر، والضغط على الحكومة لاتخاذ موقف من حكومة الاحتلال التي لم تقتل 30 فقط خلال الأيام الماضية، بل أكثر من 2600 فلسطيني في السنوات الأخيرة.
وكان لافتاً كذلك حضور المنظمات اليهودية الداعية للسلام والمتضامنة مع الفلسطينيين، والرافضة لما ترتكبه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مجازر في غزة باسمهم. وأعلنت هذه المنظمات إطلاقها حملة "ليس باسمي"، لتأكيد رفضها استخدام الاحتلال للقوة في التعامل مع المتظاهرين سلمياً.
وأخيراً، طالب نشطاء الشبابَ الفلسطيني في غزة الاستمرار بتقديم روايتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ظلّ انحياز وسائل الإعلام الدولية للاحتلال، مؤكدين أن هذه المواقع باتت الوسيلة الوحيدة أمامهم لتقديم روايتهم.
إلى ذلك، قام الفنان لوكي والطفل يمان والطفلة بشرى خلال التظاهرة بتلاوة أسماء شهداء "مسيرات العودة"، ليقف الجميع دقيقتي صمت احتراماً.