26 مارس 2019
تعــليم المقهـورين
عبد الفتاح عزاوي (المغرب)
من نافل القول إن ما تسمى ''سياسة تعليمية'' في وطننا العربي لا تعدو أن تكون مجرد مجموعة من التدابير والإجراءات الهادفة إلى تسيير المؤسسات التعليمية بأقل المشكلات الممكنة، وإدارة التوقعات والإحصائيات بشكل يضمن رسم صورة وردية للمؤسسات والمنظمات الدولية، استجداء لبعض المساعدات المادية المحدودة التي أثبتت الأيام أنها تصرف في غيرمحلها. كما ساهمت هذه السياسات التعليمية الفاشلة في إنتاج جحافل ضخمة من العاطلين المقهورين الذين بحت حناجرهم بالصراخ أمام المقرات والمؤسسات الحكومية.
في هذا الصدد، يرى المعلم البرازيلي باولو فريري (1921-1997)، في كتابه ''تعليم المقهورين''، أن التعليم لا يمكن أن يكون محايدا، فهو إما أن يكون تعليماً للحرية، أو تعليما للاستعباد يحوّل المتعلمات والمتعلمين إلى ''بنوك'' لحشو المعارف وتخزينها، ويكبح دافعيتهم الإبداعية، خدمة لأغراض القاهرين والمستبدين، كما يزرع في صفوفهم ثقافة الصمت والخنوع.
عانت الشعوب العربية كثيرا، ولازالت تعاني من القهر الذي عــرّفه بــاولو فريري بأنه ذلك النسق من المعايير والإجراءات والقواعد والقوانين الذي يشكل الناس ويكيّف طبيعتهم، ثم يؤثر على عقولهم، حتى يعتقدوا أن الفقر والظلم الاجتماعي حقيقتان طبيعيتان لامفر منهما، ولا يتم ذلك إلا حينما يكون النفوذ والسلطة في يد حفنةٍ صغيرةٍ من القاهرين، والخرافة والوهم في عقول عامة المقهورين.
السـؤال الذي يطرح نفسه اليوم، خصوصاً في ظل التحديات التي يعرفها واقعنا العربي المتصف بالتردي والانهيار الخطير للبنى الاجتماعية، كيف يمكننا أن نحارب هذا الواقع التعليمي المفروض قسرا على شعب المقهورين، ألـم يعي القاهر بعد أن تربية القهر لم تعد تجدي نفعا؟ أثبتث جميع الأحداث والوقائع الميدانية التي نعيش تفاصيلها في عدة أقطار عربية، أنه لا بديل عن سياسة تعليمية، مبنية على الوعي النقدي والحرية والحوار البناء.
خلاصة القول إنه لا يمكن للأمة العربية أن تحجز مقعداً مع ركب الدول المتقدمة، إلا باعتماد سياسة تعليمية ناجعة قادرة على صناعة العقول المبدعة والأدمغة المنتجة. ولعل النصيحة التي قدمتها وزيرة التعليم الفنلندية للعالم أجمع، حينما قالت إن تطور أي مجتمع لن يتأتى إلا بالتعليم، ثم التعليم، ثم التعليم، لخير مثال لكل الشعوب التواقة إلى التحرر والتغيير، فالشعب المتعلم لا يستعبد ولا يجوع .
في هذا الصدد، يرى المعلم البرازيلي باولو فريري (1921-1997)، في كتابه ''تعليم المقهورين''، أن التعليم لا يمكن أن يكون محايدا، فهو إما أن يكون تعليماً للحرية، أو تعليما للاستعباد يحوّل المتعلمات والمتعلمين إلى ''بنوك'' لحشو المعارف وتخزينها، ويكبح دافعيتهم الإبداعية، خدمة لأغراض القاهرين والمستبدين، كما يزرع في صفوفهم ثقافة الصمت والخنوع.
عانت الشعوب العربية كثيرا، ولازالت تعاني من القهر الذي عــرّفه بــاولو فريري بأنه ذلك النسق من المعايير والإجراءات والقواعد والقوانين الذي يشكل الناس ويكيّف طبيعتهم، ثم يؤثر على عقولهم، حتى يعتقدوا أن الفقر والظلم الاجتماعي حقيقتان طبيعيتان لامفر منهما، ولا يتم ذلك إلا حينما يكون النفوذ والسلطة في يد حفنةٍ صغيرةٍ من القاهرين، والخرافة والوهم في عقول عامة المقهورين.
السـؤال الذي يطرح نفسه اليوم، خصوصاً في ظل التحديات التي يعرفها واقعنا العربي المتصف بالتردي والانهيار الخطير للبنى الاجتماعية، كيف يمكننا أن نحارب هذا الواقع التعليمي المفروض قسرا على شعب المقهورين، ألـم يعي القاهر بعد أن تربية القهر لم تعد تجدي نفعا؟ أثبتث جميع الأحداث والوقائع الميدانية التي نعيش تفاصيلها في عدة أقطار عربية، أنه لا بديل عن سياسة تعليمية، مبنية على الوعي النقدي والحرية والحوار البناء.
خلاصة القول إنه لا يمكن للأمة العربية أن تحجز مقعداً مع ركب الدول المتقدمة، إلا باعتماد سياسة تعليمية ناجعة قادرة على صناعة العقول المبدعة والأدمغة المنتجة. ولعل النصيحة التي قدمتها وزيرة التعليم الفنلندية للعالم أجمع، حينما قالت إن تطور أي مجتمع لن يتأتى إلا بالتعليم، ثم التعليم، ثم التعليم، لخير مثال لكل الشعوب التواقة إلى التحرر والتغيير، فالشعب المتعلم لا يستعبد ولا يجوع .
مقالات أخرى
04 ديسمبر 2017
20 نوفمبر 2017
18 يونيو 2017