كشفت مصادر ليبية في حكومة طبرق، التي يرأسها عبد الله الثني، عن خلافات حادة اندلعت داخل هذا المعسكر، على خلفية تعيين اللواء خليفة حفتر قائداً للجيش، وذلك بموازاة اتفاق فرقاء الأزمة الليبية، خلال جلسة الحوار في المغرب أمس السبت، على تشكيل حكومة توافق.
وقالت المصادر التي فضلت، عدم نشر اسمها، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك خلافات حادة، انفجرت داخل معسكر اللواء خليفة حفتر، الذي أصدر برلمان طبرق قراراً أخيراً بتعيينه قائداً عاماً للجيش".
وأوضحت المصادر أن "قرار تعيين حفتر قائداً عاماً للجيش، كان السبب في انفجار الخلافات، إذ أعلن وزير الدفاع في حكومة طبرق، مسعود أرحومة، خلال جلسة جمعت العديد من الأطراف بينهم رئيس البرلمان، عقيلة صالح عيسى، والثني أخيراً، رغبته في تقديم استقالته كنوع من الضغط، بعد قرار تعيين حفتر، والذي رأى أنّه ينازعه سلطاته".
وأشارت إلى أنّ "أطرافاً مصرية وإماراتية تدخلت لدى أرحومة، لإقناعه بالعدول عن قرار الاستقالة، مؤكّدين أنّه سيتم وضع أطر عامة تحدّد مهام كل شخص، بمن فيهم حفتر ورئيس أركان الجيش". وكان قائد القوات الجوّية، صقر الجروشي، قد هدّد في تصريحات إعلامية سابقة، بقصف "مبنى البرلمان في طبرق في حال عدم إصدار قرار تعيين حفتر".
في سياق متصل، قالت المصادر نفسها لـ"العربي الجديد"، إنّ الثني حصل على وعود سودانية بوقف دعم من أسماهم بالمليشيات المسلّحة في ليبيا، ووقف نقل أسلحة عن طريق الحدود السودانية الليبية"، موضحاً أنّ "القرار السوداني جاء بعد وعود إماراتية للسودان، بحزمة دعم مالي لنظام الرئيس عمر البشير".
تأتي هذه التطورات بموازاة عقد جلسات للحوار الوطني في المغرب، برعاية الأمم المتحدة، بغرض صياغة اتفاق نهائي حول شكل حكومة التوافق. ونقلت وكالة "الأناضول"، عن عضو في المؤتمر الوطني العام، لم تكشف عن هويته، قوله إن الجلسات الصباحية في المغرب أمس، "تشهد اتفاقاً مكتوباً بين الطرفين (المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب المنعقد في طبرق)، عن معايير اختيار رئيس الحكومة وشكلها ومدتها وصلاحياتها، إضافة إلى عدد الحقائب فيها".
اقرأ أيضاً (حوار "الفرصة الأخيرة" لليبيين في المغرب: 3 معطيات للتفاؤل)
وأشار العضو إلى أنّه على أساس ذلك، يعود كل طرف إلى موفِده، "للتشاور بشأن الأسماء المرشحة لرئاسة حكومة التوافق والعودة للمغرب يوم الأربعاء المقبل، لمناقشة هذه الأسماء، إلى جانب حسم الجهة التشريعية التي تصادق على الحكومة". وقال إن "حسم مسألة الجهة التشريعية التي تصادق على الحكومة الجديدة، تأجّل الى جلسات لاحقة نهاية الأسبوع".
وأوضح أن وفد المؤتمر "متفائل بنتائج جلسات الحوار، خصوصاً بعدما نجحت بعثة الأمم المتحدة في حصر الحوار يوم الجمعة، مع ممثلي المؤتمر الوطني ومجلس النواب، وإن كانت بشكل غير مباشر".