وأشار أورن هيلر، الصحافي الذي أعد التقرير التلفزيوني، إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلي عينت ملحقاً عسكرياً في أفريقيا، هو العقيد أفيعزر سيجل، للإشراف على تنظيم وتنسيق العلاقات العسكرية مع الجيوش الأفريقية، وضمنها عمليات التدريب والإعداد.
ولفت هيلر إلى أن تدريب الجيوش الأفريقية لا يسهم فقط في تعزيز العلاقات الإستراتيجية مع دول القارة، بل يلعب دوراً رئيسياً في تحسين قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها في دول الجوار العربية.
وأشار الصحافي الإسرائيلي إلى أن الجيش الغاني، الذي يقوم الجيش الإسرائيلي بتدريبه، يشارك في قوات حفظ السلام في جنوب لبنان وفي الجولان، قائلاً إن العلاقات الوثيقة مع الجيش الغاني تمكن إسرائيل من تحقيق مصالحها في الساحتين اللبنانية والسورية.
ولفت الأنظار إلى أن قائد القوات الدولية في الجولان "أندوف"، هو جنرال من الجيش الغاني.
ويتضح من التقرير أن الجنرال إيتي فيروف، الذي تولى في السابق قيادة فرقة "غزة" في الجيش الإسرائيلي، هو الذي أعد العدة لمشاريع تدريب الجيوش الأفريقية، من خلال قيامه بزيارات إلى العديد من الدول الأفريقية والتقائه بقادة جيوشها.
وذكرت القناة أن المستوى السياسي بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو الذي أصدر تعليماته للجيش والمؤسسة الأمنية بتخصيص قوى بشرية ومقدرات مادية لتدريب الجيوش الأفريقية، مشيرة إلى أن هذا القرار قد اتخذ في أعقاب الجولة الأخيرة التي قام بها نتنياهو للقارة قبل عام.
وتابعت أنه إلى جانب الجيش، فإن جهاز الاستخبارات للمهام الخارجية "الموساد" ووزارة الخارجية الإسرائيلية يلعبان دوراً في إعداد خطط تدريب الجيوش الأفريقية.
وظهر في التقرير قيام ضباط خدموا في الوحدات الخاصة الإسرائيلية، وهم يقومون بتدريب ضباط وعناصر وحدتي "مكافحة الإرهاب" التابعة للجيشين التنزاني والرواندي، حيث يتم التخاطب باللغة الإنكليزية.
وظهر في التقرير مدربون إسرائيليون وهم يدربون عناصر الوحدة الخاصة التنزانية على كيفية السيطرة على "إرهابي" يحمل سكينا.
وأشارت القناة إلى أن الضباط الإسرائيليين يعتمدون على وسائل وعتاد تم جلبها من إسرائيل لإنجاز عمليات التدريب.
وقال ضابط إسرائيلي برتبة مقدم يشرف على تدريب الجيش التنزاني، إنه وأفراد فريقه يدربون ضباط وجنود الوحدات الخاصة المحلية على القتال في مناطق مأهولة وزراعية.
وأشارت القناة إلى أن الاستثمار في تدريب الجيوش الأفريقية يأتي في إطار الاستراتيجية التي أعلنها نتنياهو، والتي يعبر عنها الشعار الذي بات يكرره كثيراً: "إسرائيل عادت إلى أفريقيا، وأفريقيا عادت إلى إسرائيل".
ووصف التقرير الاستراتيجية بأنها "دبلوماسية عسكرية"، على اعتبار أنه يتمّ توظيف الجيش الإسرائيلي في خدمة المصالح السياسية والدبلوماسية لتل أبيب.
ونقلت القناة عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن "قادة الجيوش الأفريقية معنيون بالاستفادة من خبراتنا، وعند اختبار النتائج في نهاية التدريبات التي ننظمها في هذه الدول، يتبين أن الضباط والجنود الأفارقة يستفيدون بشكل كبير ويحصلون على تقديرات عالية".
وأقر معد التقرير بأنه لا يوجد ما يضمن ألا تستخدم أنظمة الحكم الأفريقية عمليات التدريب في تحسين قدرتها على البطش بالمعارضين والمسّ بحقوق الإنسان.