كشف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في ندوة صحافية، أمس الثلاثاء، حصول 549 حالة انتحار ومحاولة انتحار عام 2015 مقابل 203 حالات عام 2014 أي بزيادة بلغت نسبتها 170 في المائة.
وبيّن التقرير السنوي للمنتدى تسجيل 302 حالة انتحار عام 2015 مقابل 153 حالة سنة 2014. كما ارتفع عدد محاولات الانتحار ليبلغ 249 حالة مقابل 50 حالة سنة 2014. واحتلت محافظة القيروان في وسط تونس المرتبة الأولى مع تسجيلها 89 انتحاراً، تليها محافظة بنزرت في الشمال، فمحافظة قفصة في الوسط الغربي، في حين لم تسجل أية حالة انتحار بمدن الجنوب التونسي. ولفت التقرير أن أغلب محاولات الانتحار تحدث في القرى والأرياف والمناطق المهمشة.
وأعرب أستاذ علم الاجتماع وعضو المنتدى عبد الستار السحباني خلال الندوة عن أسفه الشديد لزيادة نسب الانتحار، مؤكداً عدم إيلاء السلطات المعنية الأهمية اللازمة للفئات الفقيرة والمهمشة من الأطفال والشبان، وتقديم المساعدات المادية والمعنوية لهم، وبعث الأمل في القرى والأرياف من خلال الزيارات المستمرة وإقامة المشاريع التنموية فيها.
وتحدث السحباني عن انتشار ظاهرة الانتحار بين التلاميذ، مشيراً إلى تسجيل التقرير 54 انتحار ومحاولة انتحار في صفوف القاصرين دون 15 عاماً، بزيادة قدرت بنحو 200 بالمائة مقارنة بعام 2014. وأعاد السحباني هذا التطور إلى تواصل معاناة أطفال الجهات المهمشة في غياب التنمية والترفيه والتثقيف وعدم اهتمام الدولة بمتابعة هذه الظاهرة ومحاولة الحد منها.
اقرأ أيضاً: انتحار 44 طفلاً مصرياً في 2015
ولاحظ التقرير أيضاً زيادة معدلات الانتحار ومحاولات الانتحار لدى الشريحة العمرية 16-25 عاماً من 52 إلى 93 حالة.
وقفزت النسب بين 26 و35 عاماً من 69 حالة عام 2014 إلى 224 حالة عام 2015. وارتفع العدد لدى من يزيد عمرهم على 60 عاماً من 4 حالات إلى 27 حالة. وتراوحت طرق الانتحار حسب التقرير ذاته بين الشنق (238 حالة) والحرق (105 حالة) وتناول مواد سامة (29 حالة) والقفز من مكان مرتفع (20) حالة.
ورغم أن الفقر هو المسبب الأول للانتحار في تونس، إلا أن ظاهرة انتحار الأطفال ومنهم من لم يتجاوز العشر سنوات بقيت أمراً محيراً، سواء لجهة حصر الأسباب أو إيجاد الحلول للقضاء على هذه الظاهرة. وأكدت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة سميرة مرعي في تصريحات إعلامية وضع خطة وطنية لمعالجة الظاهرة، بمشاركة عدد من الوزارات، تؤسس لإرساء خلايا إنصات للأطفال الذين يعانون من مشاكل مادية أو عائلية، مع توفير الرعاية النفسية والمادية لهم بالمؤسسات التربوية.
ومنذ انتحار الشهيد محمد البوعزيزي الذي فجر ثورة 14 يناير 2011 بسبب الفقر وسوء الحال، أصبح الانتحار في تونس فعلاً احتجاجياً يعبر من خلاله جميع شرائح المجتمع عن رفضها للفقر والعنف والاحتقار والتهميش.
اقرأ أيضاً: 442 محاولة انتحار في الضفة الغربية خلال 2015