تواصل مريم بنت الشيخ أحمد أسفارها المتعددة بين قريتها النائية ومدينة تمبدغه، شرقي موريتانيا، من أجل إكمال شراء ما يعرف محلياً بـ"الفسخة"، لابنتها المتزوجة حديثاً، والعمل على تسريع إجراءات مغادرتها إلى بيت الزوجية، إذ يلحّ أهل زوجها منذ عدة أسابيع لأخذها.
تقول بنت الشيخ أحمد لـ"العربي الجديد" إنّ "الفسخة" تقليد يشتري فيه أهل العروس كميات من الأغراض الثمينة المتنوعة، وتشمل في العادة الأواني، والأفرشة، والأغطية، والمخدات المصنوعة من الجلد، والحلي الذي له مكانته الخاصة في نفوس الموريتانيين، لتغادر بها العروس من بيت أهلها، فتقدمها لحمويها وأبنائهم وبناتهم مودة وتقديراً لهم.
وتضيف أنّ تجهيز "الفسخة" يبدأ مباشرة بعد عقد القران بين الزوجين، فتنشغل عائلة العروس في تجميع المؤن التي ستغادر بها ابنتهم، ويتخذ شراء التجهيزات بعض الوقت نظراً لغلاء أسعارها وتعدد وتنوع الأغراض التي تتعلق أساساً بالمنزل، وكلّ هذه الأمتعة تسلمها العروس لعائلة العريس وتتخلى عنها مباشرة بعد وصولها إليهم.
تشير بنت الشيخ أحمد إلى صعوبة شراء تجهيزات "الفسخة" بالنسبة للأسر الفقيرة، لكنّ التمسك بالعادات والتقاليد المجتمعية يجبر الأسر وإن كانت فقيرة على ذلك، حتى أنّ بعض الأغراض يوزع على أقارب الزوج وليس فقط على والديه وأشقائه وشقيقاته.
تؤكد أنّ "الفسخة" التي ستشتريها لابنتها متنوعة، وستعزز النظرة إلى ابنتها في عائلة صهرها، مشيرة إلى أنّه لا يمكن لأيّ عروس المغادرة إلى بيت زوجها من دون "الفسخة" فالتخلي عن شرائها يعدّ نوعاً من العجز المعيب، أو عدم المبالاة في إظهار الودّ للعائلة التي صاهرت عائلتهم، وهو ما من شأنه أن يساهم في عدم انسجام العروس مع أفراد أسرة زوجها، وقد يؤدي ذلك إلى الطلاق لعدم التفاهم بين العروس وذوي زوجها نظراً، لأنّهم يعتبرون امتناعها عن الالتزام بتقليد "الفسخة" نوعاً من الاستهزاء بهم، أو عدم الرغبة في تبادل الودّ والصحبة معهم.
من جهتها، تعتبر عيشه بنت محمد فال، أنّ "الفسخة" عادة قديمة لدى المجتمع الموريتاني، فقد دأب الموريتانيون على إرسال بناتهم إلى بيت أهل الزوج بالعديد من الأمتعة والتجهيزات المنزلية المختلفة، وذلك من أجل جلب المزيد من الودّ والتآخي بين أهل الزوجين، وبين الزوجة وحمويها وأبنائهما وبناتهما، لأنّ "المال يلعب دوراً بارزاً في نشر الود والتآلف بين الزوجة وأفراد أسرة زوجها خصوصاً خلال الفترة الأولى من التعارف بين الطرفين" كما تقول.
تؤكد بنت محمد فال لـ"العربي الجديد"، أنّ أهمية "الفسخة" وقيمتها تكون أكبر عندما يتكلف أهل الزوجة كثيراً من المال، خصوصاً إذا كانوا من الفقراء، لذلك تعطي "الفسخة" دلالة قوية وتعبيراً أكبر على نشر المودة بين الأسرتين، نظراً لتأثير تلك الأمتعة والحلي والتجهيزات المنزلية، التي جمعتها أسرة العروس بشكل متعب ومكلف في نفوس أهل العريس.
اقــرأ أيضاً
تتابع: "العادات والتقاليد تحتم ذلك من أجل إثبات أنّ المصاهرة ذات قيمة كبيرة لدى الطرفين". تضيف بنت محمد فال أنّ الأمتعة وتجهيزات المنزل في "الفسخة" غالباً ما تكون مصنوعة من جلود الماشية، وهو تقليد سائد بقوة لدى الموريتانيين. تشير إلى أنّ نصيباً من "الفسخة" يخصص لأقارب الزوج بما في ذلك أعمامه وأخواله، وذلك تقديراً لهم واحتراماً من أسرة الزوجة لأسرة وأقارب زوج ابنتهم، فتنتشر المودة ويسود التقارب بين الطرفين.
في المقابل، يعتبر الباحث الاجتماعي، الشيخ ولد عابدين، أنّ "الفسخة" تشير إلى توطيد أواصر المحبة والتقدير بين عائلتي الزوجين، وهي تقليد موريتاني قديم، ينم عن مدى الكرم والسخاء المنتشر بين شرائح المجتمع، لكنّ ذلك الكرم والتقدير لا يقتصران فقط على أسرة العروس، بل تسبقها في ذلك أسرة الزوج التي تدفع مهراً كبيراً.
ويواصل الزوج بعد ذلك نثر كرمه وسخائه على زوجته وعائلة حمويه في مناسبات مجتمعية مختلفة كالأعياد، وعودة الزوجة إلى أسرتها في زيارات ما بعد الزواج، إذ يصاحبها في ذلك بعض المال من الزوج وأهله.
يضيف ولد عابدين لـ"العربي الجديد"، أنّ "الفسخة" أو تلك الأغراض الثمينة المتنوعة التي تذهب بها العروس إلى حمويها وعائلتهما، وتتخلى عنها عندما تصل، عدا عن كونها تقليداً موريتانياً راسخاً فإنّ دورها الاجتماعي كبير، إذ من شأنها أن تساعد في التفاهم والعيش معاً فترة طويلة من دون مشاكل أو أزمات.
وتضيف أنّ تجهيز "الفسخة" يبدأ مباشرة بعد عقد القران بين الزوجين، فتنشغل عائلة العروس في تجميع المؤن التي ستغادر بها ابنتهم، ويتخذ شراء التجهيزات بعض الوقت نظراً لغلاء أسعارها وتعدد وتنوع الأغراض التي تتعلق أساساً بالمنزل، وكلّ هذه الأمتعة تسلمها العروس لعائلة العريس وتتخلى عنها مباشرة بعد وصولها إليهم.
تشير بنت الشيخ أحمد إلى صعوبة شراء تجهيزات "الفسخة" بالنسبة للأسر الفقيرة، لكنّ التمسك بالعادات والتقاليد المجتمعية يجبر الأسر وإن كانت فقيرة على ذلك، حتى أنّ بعض الأغراض يوزع على أقارب الزوج وليس فقط على والديه وأشقائه وشقيقاته.
تؤكد أنّ "الفسخة" التي ستشتريها لابنتها متنوعة، وستعزز النظرة إلى ابنتها في عائلة صهرها، مشيرة إلى أنّه لا يمكن لأيّ عروس المغادرة إلى بيت زوجها من دون "الفسخة" فالتخلي عن شرائها يعدّ نوعاً من العجز المعيب، أو عدم المبالاة في إظهار الودّ للعائلة التي صاهرت عائلتهم، وهو ما من شأنه أن يساهم في عدم انسجام العروس مع أفراد أسرة زوجها، وقد يؤدي ذلك إلى الطلاق لعدم التفاهم بين العروس وذوي زوجها نظراً، لأنّهم يعتبرون امتناعها عن الالتزام بتقليد "الفسخة" نوعاً من الاستهزاء بهم، أو عدم الرغبة في تبادل الودّ والصحبة معهم.
من جهتها، تعتبر عيشه بنت محمد فال، أنّ "الفسخة" عادة قديمة لدى المجتمع الموريتاني، فقد دأب الموريتانيون على إرسال بناتهم إلى بيت أهل الزوج بالعديد من الأمتعة والتجهيزات المنزلية المختلفة، وذلك من أجل جلب المزيد من الودّ والتآخي بين أهل الزوجين، وبين الزوجة وحمويها وأبنائهما وبناتهما، لأنّ "المال يلعب دوراً بارزاً في نشر الود والتآلف بين الزوجة وأفراد أسرة زوجها خصوصاً خلال الفترة الأولى من التعارف بين الطرفين" كما تقول.
تؤكد بنت محمد فال لـ"العربي الجديد"، أنّ أهمية "الفسخة" وقيمتها تكون أكبر عندما يتكلف أهل الزوجة كثيراً من المال، خصوصاً إذا كانوا من الفقراء، لذلك تعطي "الفسخة" دلالة قوية وتعبيراً أكبر على نشر المودة بين الأسرتين، نظراً لتأثير تلك الأمتعة والحلي والتجهيزات المنزلية، التي جمعتها أسرة العروس بشكل متعب ومكلف في نفوس أهل العريس.
في المقابل، يعتبر الباحث الاجتماعي، الشيخ ولد عابدين، أنّ "الفسخة" تشير إلى توطيد أواصر المحبة والتقدير بين عائلتي الزوجين، وهي تقليد موريتاني قديم، ينم عن مدى الكرم والسخاء المنتشر بين شرائح المجتمع، لكنّ ذلك الكرم والتقدير لا يقتصران فقط على أسرة العروس، بل تسبقها في ذلك أسرة الزوج التي تدفع مهراً كبيراً.
ويواصل الزوج بعد ذلك نثر كرمه وسخائه على زوجته وعائلة حمويه في مناسبات مجتمعية مختلفة كالأعياد، وعودة الزوجة إلى أسرتها في زيارات ما بعد الزواج، إذ يصاحبها في ذلك بعض المال من الزوج وأهله.
يضيف ولد عابدين لـ"العربي الجديد"، أنّ "الفسخة" أو تلك الأغراض الثمينة المتنوعة التي تذهب بها العروس إلى حمويها وعائلتهما، وتتخلى عنها عندما تصل، عدا عن كونها تقليداً موريتانياً راسخاً فإنّ دورها الاجتماعي كبير، إذ من شأنها أن تساعد في التفاهم والعيش معاً فترة طويلة من دون مشاكل أو أزمات.