تلويح ترامب بالتمرد على النتائج ينذر بأزمة غير مسبوقة

واشنطن

فكتور شلهوب

avata
فكتور شلهوب
20 أكتوبر 2016
E805C36A-43A5-4A97-80A2-F34D47B9A53C
+ الخط -
إذا كانت الغاية من المناظرة الثالثة، والأخيرة، هذه الليلة، بين المرشّحين الرّئاسيين، دونالد ترامب، وهيلاري كلينتون، هي تقديم صورة راقية عن الممارسة الانتخابية الديمقراطية في أميركا؛ فقد فشلت المحاولة هذه المرة. بل إن الصورة تشوّهت، وعلى غير عادة. اللغة كانت جارحة. الأجواء متشنجة، وقد سادها التراشق الموتور والمهين أحياناً. خاصّة من جانب ترامب، الذي وصف خصمته بأنها "امرأة سيئة"، والذي حوّل المناظرة إلى حفلة قدح وذمّ.

وزاد المرشّح الجمهوري من تماديه هذه المرة، ربما لأنه يعيش كابوس الهزيمة التي تنتظره ليلة الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

وإذا كان الغرض من المناظرة التأثير على الناخبين لتغيير موازين المعركة؛ فإن ذلك لم يحصل. هي بقيت متفوقة وهو تفاقمت خسارته، ففي استطلاع أولي عاجل، رأى 52% من الأميركيين أن كلينتون كسبت الجولة، مقابل 37% لترامب. أرقام تعزز سائر التوقعات والقراءات بأن المعركة انتهت، وأن أميركا على موعد مع التاريخ باختيارها، بعد أسبوعين ونيّف، أولَ رئيسة في تاريخها.

لكن كل هذا وذاك، على أهميته، بقي في الظل نسبياً، فقد حجبَه تطور أكبر، وهو تلويح ترامب بالتمرد على نتائج الانتخابات إذا فازت كلينتون بالرئاسة، وذلك أمر غير مألوف في تاريخ الرئاسة الأميركية، خاصّة وأنه يحصل قبل موعد الانتخاب.

ففي رده على سؤال حول ما إذا كان على استعداد للتسليم بما تقرره صناديق الاقتراع؛ قال إنه يقرر بهذ الشأن في حينه. انطوى جوابه، ضمناً، على تهديد برفض النتيجة إذا جاءت لغير صالحه. وقد أثار ردّه حالة واسعة من القلق والاستهجان والشجب، شارك فيها عدد من قيادات الجمهوريين الذين استشعروا خطر هذا الخطاب، إذ يتضمّن مسّاً مباشراً بجوهر النظام الأميركي.

ويزيد من خطورة هذا التلويح أنه يستبق الانتخابات، وكأنه ينذر بعواقب عدم انتخابه، ويحاول أن يملي مشيئته على العملية الانتخابية مسبقاً، بزعم أن الانتخابات "مزوّرة" وهي لم تُجرَ بعد، وأن الإعلام كان ضده، وأن كلينتون مرشحة "غير مشروعة"، بحجّة أنها خالفت القانون في قضية "الإيميل"، وبالتالي كان يجب أن تكون الآن في السجن. ذرائع، بصرف النظر عن مدى جدارتها، يستحضرها ترامب الآن للتخفيف من وقع الخسارة الآتية التي لا يطيق تصورها.

الأخطر في الأمر، أن ترامب يواصل، في الآونة الأخيرة، التركيز على معزوفة "التزوير"، إلى حدّ أثار حالة من الاستنفار في أوساط مؤيديه الذين جاهروا برفضهم المسبق لرئاسة كلينتون. بل هدّدوا بالتمرد والعصيان المدني في حال فوزها.

وتطوّر أثار المخاوف لدى أوساط أميركية كثيرة. وثمة اعتقاد أن الانتخابات قد تنتهي بمأزق. ففي التقاليد الأميركية؛ يعلن الخاسر عن تسليمه بفوز خصمه، ويبلغه التهاني، وبخلاف ذلك، تنشأ أزمة قد تتفاقم، خاصة إن نزلت، ولو جزئياً، إلى الشارع. لا سيما أن الانقسام السياسي في أميركا الآن عميق ومتأزم، وبالتالي قابل للالتهاب السريع، ولذلك، فمن المتوقع، في ضوء الردود الناقمة على موقفه، أن يتعرض ترامب لضغوط كبيرة لحمله على التراجع وتصحيح الخطاب قبل فوات الأوان.

ومن البداية كان ترامب ظاهرة شاذة، فقد "تعدّى على الكار" السياسي في وقت تعيش فيه السياسة في أميركا أوج تراجعها وترهلها. بالنهاية انكشفت هشاشة مؤهلاته الرئاسية، فهوى من علياء نجاحه في الانتخابات التمهيدية إلى القاع في المنافسة النهائية. انحدار لم يكن الملياردير الأميركي معتاداً عليه من قبل، وهو يحاول الآن تغطيته بالمزيد من "التنمّر". لكن هذه المرة على الموروث الراسخ الذي يشكل عصب النظام الأميركي. محاولة بائسة من حظ كلينتون أن يكون صاحبها هو خصمها الانتخابي، فقد كانت رئاستها مرجحة وصارت مضمونة، ما لم يقض المجهول بغير ذلك.

ذات صلة

الصورة
دونالد ترامب في مكتبه في نيويورك، 1987 (Getty)

منوعات

من المقرر طرح فيلم "ذي أبرنتيس" The Apprentice المثير للجدل والمستوحى من سيرة دونالد ترامب، في صالات السينما الأميركية في أكتوبر/تشرين الأول
الصورة
هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز (Getty)

سياسة

اختارت مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات كامالا هاريس، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز ليكون مرشحها لمنصب نائب الرئيس في السباق الانتخابي.
الصورة
نائب ترامب جيه دي فانس في مبنى الكابيتول، 15 نوفمبر 2023 (Getty)

سياسة

اختار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو، ليكون نائباً له عن الحزب الجمهوري، في خطوة من المرجح أن تزيد من حظوظه.
الصورة
بايدن وزيلينسكي أثناء مشاركتهما بقمة حلف الأطلسي بواشنطن، 11 يوليو 2024 (Getty)

سياسة

ارتكب الرئيس الأميركي جو بايدن هفوة جديدة، الخميس، خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن، بتقديمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنّه الرئيس بوتين