واستطلع "العربي الجديد"، من شارع الحبيب بورقيبة في وسط العاصمة التونسية، آراء التونسيين حول القمة التي تستضيفها بلادهم، فتوحدت حول ضرورة توجيه رسائل للولايات المتحدة خصوصاً، إثر موقفيها المتعلقين بالقدس والجولان المحتلين، تؤكد الرفض المطلق لهما، فيما برزت ردود فعل متشائمة حول القمة، والقرارات التي من الممكن أن تصدر عنها.
ويرى المواطن الستيني الطاهر، أنه يتحتم على القادة العرب اتخاذ قرارات تحلّ صدىً قوياً، ومنها إدانة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، آملاً صدور قرارات "تحمل فائدة للأمة العربية".
ويأمل الطاهر أن تكون الأولوية في الملفات التي ستناقشها قمة بلاده العربية، للقضية الفلسطينية ثم العراق وسورية، معتبراً أنه ينبغي على الرؤساء والقادة العرب أن يستخلصوا العبرة والدروس من التاريخ، ومن تجارب الماضي، فهم اليوم أمام امتحان صعب ومصيري.
ويرى المواطن التونسي، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة تمتحنان وحدة العرب في هذه القمة، خاصة بعدما فتكتا بمدينة القدس، وأضافتا إليها القرار الأخير لترامب المتعلق بالجولان المحتل، داعياً العرب إلى الرد على ذلك عبر "توحيد صفوفهم أكثر من أي وقت مضى". ومتوجهاً إلى القادة العرب، قال الطاهر "لمّوا شملكم لأنكم لم تنجزوا شيئاً متفرقين".
من جهتها، ترى نجيبة غربي أن احتضان تونس للقمة "يشكل حدثاً مهمأً"، آملة في أن تكون هذه القمة بادرة خير على بلادها وعلى العرب جميعهم، وأن تنجح فعالياتها، مشددة على أن نجاح قمة تونس هو نجاح لكل الرؤساء العرب، فيما الهدف هو "لم الشمل رغم غياب بعض البلدان كسورية". وقالت غربي بدورها، إن أبرز قرار تنتظره كتونسية، هو القرار الذي سيكون متعلقاً بفلسطين المحتلة.
وتستطرد غربي، في هذا الإطار، بأن القضية الفلسطينية تمس كل الشعوب العربية، وهي تقريباً القضية المشتركة التي تشغل العرب حالياً، مضيفة أن الأمل يبقى قائماً في عودة القدس لفلسطين وللعرب جميعاً.
بدروه، يؤكد المواطن التونسي الطاهر الزيدي، أن الملف الأول الذي لا يجب أن يكون خلافياً بين الزعماء العرب، هو القضية الفلسطينية، آسفاً للإهمال والتجاهل العربي الذي تتعرض له هذه القضية منذ عقود في ظلّ حالة التطبيع المتنامية مع إسرائيل، ومعتبراً أن قرارات ترامب تمثل "دليلاً فاضحاً على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل التي تعتبرها إبنها المدلل".
ويقول الزيدي إن الشعب التونسي ينتظر بفارغ الصبر القرارات التي ستصدر عن القمة العربية، وما إذا كانت على قدر وافٍ من الأهمية، أو ستلامس مشاغل الأمة العربية.
وأما بالنسبة للتونسي جمال الدين ناصر، فإن احتضان بلاده للقمة العربية هو بالتأكيد حدثٌ هام، معتبراً أن القمة العربية في تونس تحمل نكهة خاصة، فهذا البلد كما يؤكد، يسعى دائماً إلى "التجدد والنجاح وتحقيق الأهداف، وبالتالي توجد دائماً انتظارات وتوقعات لا تيأس"، مضيفاً أن "أغلب القادة العرب والضيوف الذين حضروا إلى تونس، يتوقعون نجاح القمة، إذ إن الزيارة بحد ذاتها تاريخية، وأغلبهم لبوا الدعوة لما لتونس من علاقات جيدة مع الجميع".
وبدوره، يرى ناصر أن القضية الفلسطينية كانت منذ البداية أم القضايا، إذ سافر منذ العام 1948 عدد كبير من التونسيين والمواطنين العرب للجهاد في فلسطين ولنصرة أشقائهم هناك، ولكن للأسف عرفت هذه القضية انتكاسة في أغلب القمم، لغياب توحيد الجهود والصفوف والقرارات.
ويشدد ناصر على أن قمة تونس يجب أن تقدم رسائل إلى جميع دول العالم، وللأجيال القادمة، وللشباب العربي، حول أهمية التضامن وتوحيد الصفوف، كذلك أهمية صدور قرارات حازمة في هذا الإطار، تعبر بدورها عن الوحدة.
وأخيراً، يقدم الشاب العشريني فيصل، نظرة تشاؤمية حول القمة، معتبراً أن الاجتماعات والقرارات مهمة، لكن الأهم هو تنفيذها، معرباً عن خيبة أمله من مثل هذه اللقاءات، فـ"المشاغل كثيرة، ومنها الأوضاع في ليبيا وسورية والعراق وفلسطين، والصعوبات التي تعانيها تونس، وعدد من البلدان العربية، والملفات شائكة، سيكون من المستحيل حلّها بقرارات قمم لجامعة الدول العربية". وانتقد فيصل "مواصلة الغرب التدخل في كل شؤوننا، والتحكم في مصائر الشعوب التي لا تزال تعاني".