وتأتي هذه الحملات في سياق تحركات أمنية تهدف لحماية البلاد من اعتداءات قد تتزامن مع عيد الأضحى.
وقد شرعت الوحدات الأمنية والعسكرية، أمس الخميس، في تمشيط العديد الأماكن والمناطق والجبال والأودية في القصرين، وحتى بالقرب من المناطق العسكرية، بحثاً عن مخابئ لجماعات مسلحة.
وبخصوص الأحداث الجارية في الجنوب على الحدود مع ليبيا، قالت وزارة الدفاع التونسية، في بيان لها، إنه "في ظل ما يروّج عن التهديدات التي تستهدف تونس، خاصة المتعلقة بتداعيات المعارك التي تدور في ليبيا، فإن وحدات الجيش الوطني على أتمّ الأهبة والاستعداد للذود عن حرمة التراب التونسي، وجاهزة للتصدي لكل أشكال التهديدات المحتملة، خاصة بعد تعزيز الترتيبة الدفاعية بالجنوب، وتدعيمها بوسائل مراقبة متطورة وتجهيزات جديدة أعطت نجاعة لتدخلات التشكيلات العسكرية في المدة الأخيرة، لمنع أي محاولة تسلل أو اختراق للحدود التونسية".
ويتوقع أن تتعزز الاحتياطات الأمنية أكثر في اليومين القادمين، لتشمل باقي المحافظات التونسية، وأيضا وسط العاصمة تونس، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، وتتكثف، في مثل هذه المناسبات، نقاط التفتيش والمراقبة الأمنية في مداخل المدن والنقاط الحساسة.
وفي السياق، أوضح الخبير الأمني والعقيد السابق بالحرس الوطني، علي زرمدين، لـ"العربي الجديد"، أنّ عيد الأضحى يطرح مخاوف حقيقية، "لأن الجماعات المتشددة تستغل مثل هذه المناسبات الدينية لشن هجماتها، ولتحويل الأفراح إلى أتراح".
وبين زرمدين أن "الدعوات إلى القيام بهجمات وشد الأزر والجهاد تتكثف مع عيد الأضحى، لأن الجماعات المسلحة، وبحكم عقيدتها، ترى في هذه المناسبات فرصة لنيل الثواب"، مضيفا أنّ "المخاوف حقيقية وجادة، ووجب الاحتياط حتى لا تتحقق مطالب الجماعات المسلحة التي ترغب في إحداث رجة وضجة إعلامية في العيد".
وأشار المتحدث ذاته إلى أن "القوات الأمنية يجب أن تكون متيقظة ومنتبهة"، مؤكدا أن "الجاهزية الأمنية ليست مطلوبة في المناسبات الدينية فقط، بل في كل الأوقات والأزمنة، وهي غير مقيدة بمناسبة أو مكان، لأن الإرهاب قد يضرب في أي مكان ووقت".