بدأت السياحة الصحراوية في تونس تستعيد أنفاسها مع اقتراب موسم المهرجانات الخريفية في كل من محافظات قبلي وتطاوين وتوزر، حيث تُنشّط هذه التظاهرات الثقافية الحركة بهذه الربوع التي تنتظر فصلي الخريف والشتاء لإعادة الحياة في الفنادق والمنتجعات الممتدة على طول الصحراء جنوب البلاد.
وتتسم السياحة التونسية عموما برحلتي الشتاء والصيف، فتركز صيفا على الشريط الساحلي وشتاء على الصحراء، ما يؤدي إلى خلق فجوات في إيرادات الفنادق التي تشكو من فترات ركود قد تفوق الستة أشهر سنويا.
ولردم هذه الفجوات، تسعى وزارة السياحة إلى تنويع العروض بالتعويل أكثر على الخصائص الطبيعية والثقافية لكل جهة وإدراج معالم وجهات جديدة ضمن المناطق السياحية التي يروّج لها في الأسواق العالمية.
ويعد الجنوب التونسي خزانا للمعالم الثقافية والتاريخية لا يزال ينتظر الاستغلال الأمثل من أجل سياحة مستدامة تضمن تدفق السياح على امتداد أشهر العام.
ويقول رئيس جامعة النزل، خالد الفخفاخ، إن لكل جهة في تونس خصائص يمكن أن تجعل منها وجهة سياحية مميزة، غير أن التركيز على السياحة الشاطئية لعقود طويلة ولّد انطباعا لدى كبار المتعاملين السياحيين في العالم أن تونس "شمس وبحر فقط".
وأضاف الفخفاخ، أن هناك وعياً كبيراً من مهنيي السياحة بضرورة تغيير صورة السياحة التونسية لدى هؤلاء المتعاملين والتعويل على شبكات التواصل للتعريف بالمقومات الثرية للسياحة الصحراوية أو حتى الريفية في محافظات الشمال، مشيرا إلى أن استدامة القطاع وتحصينه ضد الأزمات يتطلب عرضا متنوعا.
وأشار المتحدث في تصريح لـ "العربي الجديد" إلى أن التباطؤ في فتح المجالات الجوية يؤخر استعادة القطاع السياحي لعافيته ويحرم الاقتصاد المحلي من نقطة نمو سنوية على الأقل، مشيرا إلى أن فتح السماوات سيمكن من تدفق أكبر للسياح نحو وجهات مختلفة وتحفيز مناخ المنافسة بين المهنيين من أجل تحسين جودة خدماتهم.
وتتوقع الحكومة التونسية أن تستقبل البلاد قرابة 6.5 ملايين سائح خلال العام الجاري 2017، بزيادة 30% عن العام الماضي، مع استقرار الأوضاع الأمنية وسعي المسؤولين لاستقطاب سياح من أماكن جديدة مثل روسيا.
وتمثل رحلات "السفاري" عبر الكثبان الرملية والمهرجانات الثقافية القائمة على العادات الصحراوية من صيد بري للغزلان وسباقات الإبل، أبرز عناصر الترويج التي تعوّل عليها شركات السياحة لجلب الوافدين، وفق محمد علي التومي رئيس جامعة وكالات السفر.
وقال التومي في حديث لـ "العربي الجديد" إن في الصحراء مواطن قوة وجلب للسياح يجب استغلالها على مدار العام، لافتا إلى أن تطوير محطات الاستشفاء بالمياه المعدنية التقليدية في محافظات توزر وقابس، قادر على جلب السياح على امتداد السنة.
وتوقع رئيس جامعة وكالات السفر، مساهمة جيدة للسوق المحلية والمغاربية في إنعاش سياحة الجنوب قبل نهاية السنة، مشيرا إلى أن القطاع يقترب من تحقيق أهدافه هذا العام، خاصة بعد استرجاع ثقة كبار متعهدي الرحلات في العالم على غرار "توماس كوك" و"توي".
وقالت وزارة السياحة التونسية، إن عائدات القطاع زادت بنسبة 22% في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو أحدث مؤشر على تعافي هذا القطاع الحيوي.
ومكن النشاط السياحي بالنسبة للأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، من تحقيق عائدات بقيمة 1.913 مليار دينار (797 مليون دولار)، مسجلا زيادة 22% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وفيما يتعلق بالتوافد السياحي، فقد استقبلت تونس خلال نفس الفترة 4.684 ملايين سائح منهم 1.146 مليون أوروبي و1.565 مليون جزائري.
وتسعى تونس من خلال استراتيجية جديدة لدعم السياحة لاستقطاب 10 ملايين سائح سنوياً بحلول عام 2020.
ولطالما انتقد مهنيو السياحة في محافظات الجنوب سياسة الحكومات قبل الثورة وبعدها في التعامل مع السياحة الصحراوية، معتبرين أن هذا المنتج رغم ثرائه وتنوعه إلا أنه ظل الأكثر هشاشة.
كما ينتقد مهنيو السياحة ضعف الميزانيات، التي ترصدها وزارتا السياحة والثقافة لمهرجان للتظاهرات الثقافية في الجنوب، معتبرين أن سياسة الدولة تقف حائلاً دون تطوير سياحة الصحراء.
وكانت دراسة للبنك الدولي، حول تطوير القطاع السياحي، قد أشارت إلى أهميّة السياحة الصحراوية، كنشاط قادر على توفير آلاف فرص العمل لسكان الجنوب الغربي، فضلاً عن دورها الديمغرافي في ضمان تعمير المناطق الصحراوية، والحد من ظاهرة الهجرة الداخلية نحو المناطق الساحلية والعاصمة.
ولفتت الدراسة إلى أهمية سياحة الصحراء أيضاً في خلق التنمية في المناطق الصحراوية المحاذية للحدود مع الجزائر للحد من ظاهرة التهريب.
اقــرأ أيضاً
وتتسم السياحة التونسية عموما برحلتي الشتاء والصيف، فتركز صيفا على الشريط الساحلي وشتاء على الصحراء، ما يؤدي إلى خلق فجوات في إيرادات الفنادق التي تشكو من فترات ركود قد تفوق الستة أشهر سنويا.
ولردم هذه الفجوات، تسعى وزارة السياحة إلى تنويع العروض بالتعويل أكثر على الخصائص الطبيعية والثقافية لكل جهة وإدراج معالم وجهات جديدة ضمن المناطق السياحية التي يروّج لها في الأسواق العالمية.
ويعد الجنوب التونسي خزانا للمعالم الثقافية والتاريخية لا يزال ينتظر الاستغلال الأمثل من أجل سياحة مستدامة تضمن تدفق السياح على امتداد أشهر العام.
ويقول رئيس جامعة النزل، خالد الفخفاخ، إن لكل جهة في تونس خصائص يمكن أن تجعل منها وجهة سياحية مميزة، غير أن التركيز على السياحة الشاطئية لعقود طويلة ولّد انطباعا لدى كبار المتعاملين السياحيين في العالم أن تونس "شمس وبحر فقط".
وأضاف الفخفاخ، أن هناك وعياً كبيراً من مهنيي السياحة بضرورة تغيير صورة السياحة التونسية لدى هؤلاء المتعاملين والتعويل على شبكات التواصل للتعريف بالمقومات الثرية للسياحة الصحراوية أو حتى الريفية في محافظات الشمال، مشيرا إلى أن استدامة القطاع وتحصينه ضد الأزمات يتطلب عرضا متنوعا.
وأشار المتحدث في تصريح لـ "العربي الجديد" إلى أن التباطؤ في فتح المجالات الجوية يؤخر استعادة القطاع السياحي لعافيته ويحرم الاقتصاد المحلي من نقطة نمو سنوية على الأقل، مشيرا إلى أن فتح السماوات سيمكن من تدفق أكبر للسياح نحو وجهات مختلفة وتحفيز مناخ المنافسة بين المهنيين من أجل تحسين جودة خدماتهم.
وتتوقع الحكومة التونسية أن تستقبل البلاد قرابة 6.5 ملايين سائح خلال العام الجاري 2017، بزيادة 30% عن العام الماضي، مع استقرار الأوضاع الأمنية وسعي المسؤولين لاستقطاب سياح من أماكن جديدة مثل روسيا.
وتمثل رحلات "السفاري" عبر الكثبان الرملية والمهرجانات الثقافية القائمة على العادات الصحراوية من صيد بري للغزلان وسباقات الإبل، أبرز عناصر الترويج التي تعوّل عليها شركات السياحة لجلب الوافدين، وفق محمد علي التومي رئيس جامعة وكالات السفر.
وقال التومي في حديث لـ "العربي الجديد" إن في الصحراء مواطن قوة وجلب للسياح يجب استغلالها على مدار العام، لافتا إلى أن تطوير محطات الاستشفاء بالمياه المعدنية التقليدية في محافظات توزر وقابس، قادر على جلب السياح على امتداد السنة.
وتوقع رئيس جامعة وكالات السفر، مساهمة جيدة للسوق المحلية والمغاربية في إنعاش سياحة الجنوب قبل نهاية السنة، مشيرا إلى أن القطاع يقترب من تحقيق أهدافه هذا العام، خاصة بعد استرجاع ثقة كبار متعهدي الرحلات في العالم على غرار "توماس كوك" و"توي".
وقالت وزارة السياحة التونسية، إن عائدات القطاع زادت بنسبة 22% في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو أحدث مؤشر على تعافي هذا القطاع الحيوي.
ومكن النشاط السياحي بالنسبة للأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، من تحقيق عائدات بقيمة 1.913 مليار دينار (797 مليون دولار)، مسجلا زيادة 22% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وفيما يتعلق بالتوافد السياحي، فقد استقبلت تونس خلال نفس الفترة 4.684 ملايين سائح منهم 1.146 مليون أوروبي و1.565 مليون جزائري.
وتسعى تونس من خلال استراتيجية جديدة لدعم السياحة لاستقطاب 10 ملايين سائح سنوياً بحلول عام 2020.
ولطالما انتقد مهنيو السياحة في محافظات الجنوب سياسة الحكومات قبل الثورة وبعدها في التعامل مع السياحة الصحراوية، معتبرين أن هذا المنتج رغم ثرائه وتنوعه إلا أنه ظل الأكثر هشاشة.
كما ينتقد مهنيو السياحة ضعف الميزانيات، التي ترصدها وزارتا السياحة والثقافة لمهرجان للتظاهرات الثقافية في الجنوب، معتبرين أن سياسة الدولة تقف حائلاً دون تطوير سياحة الصحراء.
وكانت دراسة للبنك الدولي، حول تطوير القطاع السياحي، قد أشارت إلى أهميّة السياحة الصحراوية، كنشاط قادر على توفير آلاف فرص العمل لسكان الجنوب الغربي، فضلاً عن دورها الديمغرافي في ضمان تعمير المناطق الصحراوية، والحد من ظاهرة الهجرة الداخلية نحو المناطق الساحلية والعاصمة.
ولفتت الدراسة إلى أهمية سياحة الصحراء أيضاً في خلق التنمية في المناطق الصحراوية المحاذية للحدود مع الجزائر للحد من ظاهرة التهريب.