بدأت السلطات الصحية في تونس بضبط خطط مواجهة الموجة الثانية من جائحة كورونا بعد تصاعد أعداد المصابين عقب فتح الحدود، معوّلة على ما تم اكتسابه من خبرات في التصدي للموجة الأولى التي باغتت كل دول العام.
وتنشغل وزارة الصحة التونسية بإعداد استراتيجية لمحاصرة الموجة الثانية من الوباء والحد من تفشي المرض، عبر تكثيف التحاليل في أوساط المخالطين للحالات الوافدة من الخارج إلى جانب القيام ببحوث ميدانية في المناطق المهددة بعودة الفيروس بكثافة.
وقالت مديرة إدارة طب الطوارئ والعمليات المركزية بوزارة الصحة هندة الشابي، إنّ السلطات الصحية اكتسبت الخبرة اللازمة في مواجهة الفيروس ما يجعلها أكثر استعدادا لمواجهة الموجة الثانية، مؤكدة أن تصاعد أعداد المصابين ينبئ بعودة تفشي الفيروس دون تحديد موعد مضبوط للموجة الجديدة من المرض.
وأضافت الشابي لـ"العربي الجديد"، أنّ استراتيجية مكافحة الفيروس ستعتمد على مؤشرات علمية وبحوث ميدانية تم إجراؤها على امتداد الفترة الماضية، مؤكدة أن خطط مواجهة الفيروس ستستند إلى خصوصية الواقع التونسي في كيفية تعاطي المواطنين مع الوباء.
وأكدت مديرة العمليات المركزية، أنّ السلطات الصحية ستتجاوز الارتباك الذي رافق الفترة الأولى من انتشار الفيروس في مارس/آذار الماضي، مشيرة إلى أن الوزارة تمكنت من تجهيز العديد من مخابر التحاليل وتكوين مخزون استراتيجي مهم من المعدات ووسائل الوقاية والأدوية ما سيجعل التكفل بالمرضى وتقديم الخدمات في مسالك كورونا أفضل، وفق قولها.
وأشارت هندة الشابي إلى أن مستشفيات تونس جابهت الفيروس في مرحلته الأولى بإمكانيات تكاد تكون منعدمة ونجحت في السيطرة على الوباء، غير أن عودة انتشار الفيروس ستضع مؤسسات الصحة أمام تحديات جديدة منبهة من إمكانية تأثير الإنهاك والتعب على الأطباء والأطر شبه الطبية وإطارات الوزارة المنشغلين بمكافحة الفيروس دون هوادة منذ أشهر .
والاثنين أكد رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، أن الوضعية الصحية بالبلاد تقتضي المتابعة ورفع أعلى درجات اليقظة في ظل عودة تسجيل حالات وافدة و أخرى محلية بفيروس كورونا، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة.
وأوصى الفخفاخ لدى إشرافه على مجلس وزاري خصص لتقييم الوضع الصحي في ظل تداعيات أزمة كورونا، بضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية في كل نقاط العبور وبالبروتكول الصحي المعلن.
وأكدت الناطقة الرسمية باسم الحكومة أسماء السحيري في تصريح لها عقب أشغال المجلس، على أهمية التنسيق بين مختلف الهيئات والهياكل لمتابعة تطورات انتشار الجائحة، على إثر ما تم تسجيله من تراخ وتراجع في التقيد بالإجراءات خلال الفترة الأخيرة، مما ترتب عنه ارتفاع في عدد الإصابات.
وسجلت تونس الإثنين 7 إصابات جديدة وافدة ليصبح العدد الإجمالي للمصابين 1381 إصابة مؤكدة موزعة بين 1099 حالة شفاء و50 حالة وفاة و232 إصابة لا تزال حاملة للفيروس.