تنتظر تونس بنهاية سبتمبر/أيلول الجاري، وصول أول دفعة من الفوسفات المورد لأول مرة في تاريخ البلاد، ضمن خطة لتوريد 40 ألف طن من الفوسفات شهريا لتأمين مخزونات استراتيجية لصناعة المواد الكيميائية.
وتخرج تونس التي كانت ثالث منتج عالمي للفوسفات لأول مرة في تاريخها على السوق الدولية لاقتناء هذه المادة بعد تعثر نشاط استخراج ونقل الفوسفات من مناطق الإنتاج بالحوض المنجمي بمحافظة قفصة نحو مصانع التحويل التابعة للمجمع الكيميائي التونسي (شركة حكومية).
وأعلن عبدالوهاب عجرود، الرئيس المدير العام للمجمع الكيميائي التونسي، أن شحنة من الفوسفات المورد ستصل إلى البلاد من الجزائر قبل آخر الشهر الجاري ضمن خطّة لتوريد 500 ألف طنّ على دفعات، وهو ما يعادل مخزون استهلاك شهر لوحدات التحويل التابعة للمجمع.
وقال المدير العام للمجمع الكيميائي التونسي الثلاثاء لوكالة الأنباء الرسمية "وات"، إن الهدف من وراء خيار توريد مادة الفوسفات هو "مواصلة الإنتاج بوتيرة يجب أن ترتفع إلى نسبة لا تقلّ عن 75 بالمائة من طاقة إنتاج معامل المجمع الكيميائي التونسي التي تدنّت في السنوات الاخيرة إلى مستوى 40 بالمائة.
وقال المدير العام للمجمع الكيميائي التونسي، المؤسسة المختصّة في تصنيع الأسمدة الكيميائية، اليوم الثلاثاء، إن الهدف من وراء خيار توريد مادّة الفوسفات هو "مواصلة الإنتاج بنسق يجب أن يرتفع إلى نسبة لا تقلّ عن 75 بالمائة من طاقة إنتاج معامل المجمع الكيميائي التونسي التي تدنّت في السنوات الأخيرة إلى مستوى 40 بالمائة".
وتسببت اعتصامات طالبي العمل في منطقة الحوض المنجمي في تراجع الكميات المستخرجة لتوفير المخزونات الكافية للمجمع الكيميائي التي نزلت إلى أدنى مستوياتها في أغسطس الماضي، ما اضطر المجمع إلى إعلان القوة القاهرة على السوق العالمية.
ونهاية يوليو/تموز الماضي، أعلنت تونس القوة القاهرة على السوق العالمية للأسمدة بعد عجز المجمع الكيميائي عن الإيفاء بتعهداته إزاء عملائه في الأسواق الأجنبية والسوق المحلية نتيجة تعطل العمل بشكل كامل في مراكز تحويل الفوسفات.
ويُعدّ المجمع الكيميائي التونسي 6 معامل تنشط في مجال إنتاج السمّاد الكيميائي وموزّعة على ولايات قابس وقفصة وصفاقس (الصّخيرة)، وهي معامل توقّف نشاطها كلها منذ عدّة أسابيع بسبب نفاد مادّة الفوسفات التجاري التي تتزوّد بها من مناطق إنتاج الفوسفات الواقعة بولاية.
ويحوّل المجمع الكيميائي الفوسفات إلى 3 أصناف من الأسمدة الكيميائية التي تستعمل أساسا في الأنشطة الزراعية.
وكانت تونس قبل ثورة يناير/كانون الثاني 2011 ثالث منتج عالمي للفوسفات بنحو 8 ملايين طن سنويا، غير أن الاعتصامات وتوقف العمل تسببا في تراجع كبير للإنتاج الذي لم يتعدّ معدل 2.5 مليون طن.
وتطاول تأثيرات توقف إنتاج الفوسفات الصناعات الكيميائية في البلاد التي توفر كامل حاجيات السوق المحلية من الأسمدة الزراعية فضلا عن تصدير كميات مهمة نحو السوق الهندية التي لا تزال الحريف الأول للمجمع الكيميائي.