نجح المنتخب التونسي في تحقيق الفوز على المنتخب المالي، وضمن بالتالي التأهل إلى المربع الذهبي، وتحمل مسؤولية تمثيل كرة السلة العربية في البطولة الأفريقية للأمم التي يستضيفها على أرضه، بعد خروج المنتخب المصري وكذلك المنتخب الجزائري في نفس اليوم.
دخل المدرب، عادل التلاتلي، مباراة المنتخب التونسي أمام مالي بخماسي من أفضل ما يوجد في رصيده البشري، بقيادة الماجري وبن رمضان ورول وعبادة وحديدان، وبدا التركيز واضحا على اللاعبين حتى لا يتكرر مع الفريق سيناريو مباراة ثمن النهائي أمام المنتخب المغربي، وأخذت الأسبقية فارق 6 نقاط 8-2 اعتمادا على دفاع المنطقة وقطع الكرات في أسرع وقت ممكن، وتعميق الفارق الذي وصل إلى 9 نقاط كاملة 13-4، و11 نقطة 15-4، وأنهى الجزء الأول بفارق 14 نقطة 18- 4.
هذا الفارق المريح مكن المدير الفني، عادل التلاتلي، من إجراء التغييرات وإراحة نجومه بن رمضان، صالح الماجري، وعبادة، ولكن مع المحافظة دوما على اليقظة والصلابة تحت السلة وقطع الكرات أمام لاعبي المنتخب المالي حتى لا يجد راحته في تبادل الكرات، واحتفظ المنتخب التونسي بفارق 14 نقطة، 28 -14، لكن تمكن المنتخب المالي من تقليص الفارق أمام انخفاض حجم التركيز، والتسرع الذي بدا على أداء اللاعبين، وأنهى الشوط الأول 33-24.
في الفترة الثالثة حافظ المنتخب التونسي على نفس الأسبقية، ولم يترك للمنتخب المالي فرصة تقليص الفارق، الذي كان يترواح بين 10 و14 نقطة، قبل أن ينهي المنتخب التونسي الفترة الثالثة بأسبقية 11 نقطة كاملة 46-35، بعد ثلاثية ناجحة من اللاعب رول في الثواني الأخيرة.
أما الفترة الرابعة، فقد بذل خلالها المنتخب المالي كل طاقاته طمعا في تقليص الفارق والعودة في المباراة، وكان المنتخب التونسي يبحث عن الرميات الثلاثية لتوسيع الفارق خاصة عن طريق الثنائي، المبروك وحديدان، وأنهى المنتخب التونسي المباراة لصالحه 67 /60 في مواجهة سيطر عليها من بداية المباراة إلى نهايتها.
مصر تغادر البطولة مبكراً
تواصلت عقدة كرة السلة المصرية لمدة 22 عاما بعد أن عجز المنتخب المصري عن تحقيق الفوز على المنتخب الأنغولي، بطل نسخة 2013، وعجل بخروج منتخب الفراعنة وحرمه من التأهل إلى المربع الذهبي.
ومنذ البداية لاح إصرار المنتخب الأنغولي كبيرا على تجاوز منافسه، وتوسيع الفارق إلى أكبر قدر ممكن من النقاط، حتى لا يترك الفرصة للفراعنة في العودة بالمباراة، وفرض منتخب أنغولا سيطرة على الشوط الأول في فترتيه الأولى والثانية، على الرغم من أن البداية كانت متقاربة 10 -9 قبل أن يأخذ المنتخب الأنغولي الأسبقية، ووصل الفارق إلى حدود 20 نقطة، قبل نهاية الفترة الثانية 43 مقابل 23 ولكن استفاقة نسبية للمنتخب المصري جعلت الشوط ينتهي بنتيجة 29/43، خاصة بعد أن تمكن الثنائي، رامي إبراهيم وإيهاب أمين، من تقليص الفارق.
في الفترة الثالثة، سيطر المنتخب الأنغولي طولا وعرضا على مجرى المباراة، بالاعتماد على خبرة اللاعب، أرمندو كوستا، منسق الألعاب، وعرف نجاحا كبيرا في الثلاثيات، والتقاط الكرات تحت السلة حيث لاحت مشكلة دفاعية بالأساس في أداء المنتخب المصري الذي بدا متواضعا، وارتكب أخطاء بالجملة على مستوى المحاصرة والتمركز، قابله نجاح كبير على المستوى الهجومي للمنتخب الأنغولي.
وأمام تعدد ارتكاب الأخطاء للمنتخب المصري، عاد الفارق إلى 20 نقطة، 75 -55، في الجزء الرابع، على الرغم من محاولات اللاعب المتميز، إيهاب أمين، الذي شكل مفاجأة البطولة بتسجيله 18 نقطة أمام المنتخب الأنغولي، وكان أفضل المسجلين للمنتخب المصري، إلى جانب ابراهيم الذي سجل 14 نقطة، لكن تواضع أداء بعض اللاعبين، الذين كانوا خارج الخدمة، صعّب مهمة المنتخب المصري ولم يوفر حلولا عديدة للمدير الفني، أحمد المرعي.
وخلال الفترة الرابعة حاول المنتخب المصري تقليص الفارق وكانت استفاقة متأخرة حيث نزل الفارق إلى 14 نقطة، 61/75، لكن المشكلة الدفاعية لدى المنتخب المصري تواصلت على امتداد الفترات الأربع من المباراة، وتمكن المنتخب الأنغولي، وبالاعتماد على دهاء لاعبه، إدواردو منداز، وتسديدات مواريس، الذي سجل 19 نقطة، من حسم المواجهة لصالحه بفارق 20 نقطة 83-63 .
الجزائر تلتحق بمصر والمغرب
دخل المنتخب الجزائري هذه المواجهة بقوة وفرض على المنتخب السنغالي نسقا يخدم مصلحته مما جعل فارق النقاط لا يتجاوز 5 نقاط، وهو الفارق الذي انتهت عليه الفترة الأولى، ولكن الفترة الثانية من الشوط الأول، عاد خلالها منتخب الخضر إلى تقليص الفارق إلى نقطتين 19-17، ثم العودة بعد ذلك إلى نقطة واحدة 25-24 وفرط المنتخب الجزائري في أخذ الأسبقية لصالحه، وأمام هذا التسرع، توصل اللاعب ندوي لإعادة الفارق إلى 6 نقاط بثلاثية ناجحة، ثم لأول مرة الفارق لثماني نقاط، مما أجبر المدير الفني للمنتخب الجزائري، صلاح فيلالي الدين، على أخذ وقت مستقطع لإعادة التركيز وطالب أبناءه بالانتباه والهدوء وعدم التسرع، وبدا واضحا أن المجهود الذي تركه المنتخب الجزائري أمام الكاميرون أثر على أداء اللاعبين بدنياً.
ومع بداية الفترة الثالثة بدا واضحا أن المنتخب الجزائري قد تأثر على المستوى البدني، بعد الأداء الكبير الذي قدمه أمام منتخب الكاميرون، وهو عامل استغله المنتخب السنغالي كأفضل ما يكون لتوسيع الفارق لصالحه، وتراجع أداء المنتخب الجزائري بشكل محير وارتفع الفارق إلى 17 نقطة 45-28 حيث عجز محاربو الصحراء عن التسجيل لمدة ثلاث دقائق كاملة، ووصل إلى حد 21 نقطة كاملة 51 -30 ، بعد الثلاثيات الناجحة للثنائي ندوي وألميدا، ولم تشفع محاولات منير بن زجلة للعودة بالمنتخب الجزائري في المباراة، وفرض المنتخب السنغالي نسقه على اللعب بعد أن أحكم استغلال طول قامة لاعبيه تحت السلة دفاعا وهجوما، وأنهى المباراة لصالحه بفارق 17 نقطة 75-58.
يذكر أن المنتخب التونسي سيلاقي في الدور نصف النهائي نظيره الأنغولي، بينما تجمع المباراة الثانية المنتخب النيجيري بالمنتخب السنغالي.