سجلت جانيت يلين الخبيرة الاقتصادية والمتحدثة المفوهة اسمها بصفحات التاريخ الأميركي، حين صادق مجلس الشيوخ بالسادس من يناير/كانون الثاني 2014 على اختيارها لتكون رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي (المركزي) وبهذا ستكون أول امرأة لرئاسة البنك في تاريخه الذي يمتد لمائة عام.
وعملت يلين (67 عاما) نائبة لرئيس المركزي بن برنانكي منذ عام 2010 وستحل محله حين تنتهي ولايته نهاية الشهر الجاري، وستتولى بذلك زمام أكبر اقتصاد بالعالم وتصبح أقوى شخصية بعالم المال.
تصنف ضمن الحمائم في مجال السياسة النقدية، حيث تدافع عن نهج سياسات هدفها تقليص البطالة حتى وإن انطوت على مخاطر لرفع معدل التضخم، وسبق لها أن قالت عام 1995 "عندما تتعارض الأهداف فإن السياسة الإنسانية والحكيمة تقتضي ترك التضخم يرتفع حتى وإن فاق النسبة المستهدفة".
وقد كانت هذه الاقتصادية -المنتمية للحزب الديمقراطي- من أبرز المدافعين عن الإجراءات الاستثنائية التي اتبعها المركزي الأميركي السنوات الأربع الماضية من أجل تقليص نسبة البطالة، وقد كانت حليفة بهذه السياسة مع بن برنانكي، كما أنها حرصت على توضيح هذه السياسة للرأي العام الأميركي.
"
يلين تتوفر على خبرة مديدة في مجال صناعة قرارات السياسة النقدية كما تحظى بسمعة اقتصادية محترمة
"
خبرة مديدة
وتعد الرئيسة الجديدة لأقوى بنك مركزي في العالم ذات خبرة مديدة بمجال صناعة قرارات السياسة النقدية، فقبل أن تصبح نائبة لرئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي عام 2010 كانت رئيسة لفرع الاحتياطي الفدرالي في سان فرانسيسكو بين عامي 2004 و2010، وقد كانت أيضا عضوا بمجلس إدارة البنك المركزي في التسعينيات ومستشارة اقتصادية للرئيس الأسبق بيل كلينتون بين عامي 1997 و1999.
وتحظى بسمعة محترمة على نطاق واسعة، فهي حاصلة على الدكتوراه في الاقتصاد وتدربت بجامعة يال عام 1971، وسبق لها أن درست الاقتصادات بجامعات كاليفورنيا وباركلي وهافارد ومدرسة لندن للاقتصاد، ونشرت العديد من الأبحاث في قضايا اقتصادية مثل السياسة النقدية والأجور والأسعار والتجارة.
وهي تعشق الاقتصاد لدرجة أنه امتد إلى علاقاتها الأسرية، حيث تزوجت بجورج أكيرلوف الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد، كما أن ابنهما الوحيد روبرت يدرس الاقتصاد بجامعة بريطانية، وسبق لهذه المولعة بالاقتصاد -والتي ولدت في بروكلين وهي ابنة طبيب- أن قال بمقابلة أجريت معها عام 1995 "إن قضيتم أمسية في منزلنا فسوف تسمعون أحاديث اقتصادية حتى حول مائدة الطعام".