وأضاف جاووش أوغلو، رداً على تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول سرت والجفرة: "الحديث عن خط أحمر وسط ليبيا، هدفه الوصول إلى آبار النفط، أو أنه يقوم بدور لمصلحة آخرين". وجاء رد جاووش أوغلو في مقابلة مع إذاعة محلية، وفق ما أوردته وكالة "الأناضول".
وكان الرئيس المصري قد قال خلال زيارته للمنطقة الغربية العسكرية في مصر، السبت الماضي، إن "أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوافر له الشرعية الدولية". وأضاف: "سواء في ميثاق الأمم المتحدة، حق الدفاع عن النفس أو بناءً على السلطة الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي مجلس النواب".
وشدد السيسي على أن كلاً من منطقتي "سرت والجفرة هي خط أحمر"، مشيراً إلى أن الجيش المصري سيسلّح ويدرّب القبائل الليبية في تلك المنطقة.
وأوضح وزير خارجية تركيا، قائلاً: "هاتان المدينتان بعيدتان عن الحدود المصرية، وتقعان وسط البلاد، فكيف تعتبران خطاً أحمر لمصر؟".
وأضاف أن السيسي يعمل نيابة عن أطراف أخرى، أو لديه أطماع في الأراضي الليبية، داعياً إياه إلى الكشف عن أسباب تصنيفه لهاتين المدينتين بالخط الأحمر.
ومع تراجع مليشيات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر وخسارتها كامل الحدود الإدارية لطرابلس وغالبية المدن والمناطق في المنطقة الغربية أمام قوات حكومة الوفاق، طرحت مصر، أخيراً، ما يسمى "إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية"، غير أنه قوبل برفض قاطع من حكومة "الوفاق" ودول أخرى.
وفي الشأن الليبي أيضاً، اعتبر وزير الخارجية التركي، أن فرنسا تتناقض مع نفسها بشأن ليبيا، من خلال دعمها لحفتر من جهة، ودعم مجلس الأمن الدولي الذي تتمتع بعضويته لحكومة الوفاق الوطني، من جهة أخرى.
وأضاف، بحسب ما أوردته وكالة "الأناضول"، أنّ "حكومة الوفاق باتت تحظى بدعم دول كثيرة في الفترة الأخيرة، خاصة بعدما بدأت الكفة تميل إلى مصلحتها، أخيراً، بفضل الدعم التركي".
ولفت إلى أن هذا الوضع بات يُقلق الإمارات العربية المتحدة، وفرنسا على وجه الخصوص.
ورداً على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصف الدعم التركي لحكومة "الوفاق" بـ"اللعبة الخطيرة"، أعرب جاووش أوغلو عن بالغ قلقه من الوجود الفرنسي في ليبيا.
ورأى أن فرنسا باتت تعيش "خسوفاً في العقل" عقب إطلاق تركيا عملية "نبع السلام" شمال شرق سورية، وأنها بدأت منذ ذلك الوقت بدعم الانفصاليين والانقلابيين في أي مكان.
وتابع: "الأمم المتحدة تعترف بحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، وتدعو الدول كافة إلى قطع صلاتها بالأطراف الأخرى في ليبيا، بينما فرنسا تتناقض مع نفسها بهذا الشأن، لكونها من الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن".
وأضاف أن "هذا التصرف يُعَدّ نفاقاً وخداعاً. ولهذا السبب، الجميع يرى مدى خطورة اللعبة الفرنسية في ليبيا".
واتهم جاووش أوغلو ماكرون بالوقوف خلف ارتكاب حفتر لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا، داعياً إلى محاسبة المسؤولين.
واعتبر أن "فرنسا برئاسة ماكرون تدعم مساعي الإرهابيين في تأسيس دويلة شمالي سورية، وتقسيم ليبيا، في محاولة من ماكرون للعودة ببلاده إلى عهدها الاستعماري السابق".
وقال: "إن ماكرون يتجاوز حدود اللعبة الخطيرة، وأعلنّا ذلك أكثر من مرة، إنه يشهد خسوفاً عقلياً".