وجاءت الجدارية الفنية التي نفذها عدد من أعضاء "اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني" (أشد)، اليوم الثلاثاء، غربي مدينة غزة، تحت عنوان "فلسطين في مواجهة الاحتلال وجائحة كورونا"، تأكيداً لتشابه الخطر المُحدق بالشعب الفلسطيني وقضيته.
وعبّر المُشاركون في الجدارية الفنية عن فكرتهم، برسم جندي مدجج بالسلاح، يمثل الاحتلال الإسرائيلي، مصوباً سلاحه تجاه مواطن فلسطيني أعزل، مُتشح بالكوفية، وقد ظهرت على وجهه علامات التعب ويمثل الشعب الفلسطيني.
إلى يمين اللوحة، تم تجسيد فيروس كورونا، وهو يمدّ يده ويُصافح سلاح الاحتلال الإسرائيلي، في إشارة تعبيرية إلى الخطر المزدوج الذي يواجهه الشعب الفلسطيني الأعزل، الذي يمُر بجائحة كورونا العالمية، بالتزامن مع "جائحة الاحتلال".
وتوضح الفنانة المتطوعة ولاء عرفات، أنها شاركت في رسم الجدارية بهدف إيصال رسالة إلى العالم مفادها بأن الشعب الفلسطيني الأعزل يواجه أكثر من خطر في ذات الوقت، مبينة أن تلك المواجهة تمر في ظروف صعبة.
أما عن دورها في الجدارية، فتوضح عرفات، لـ "العربي الجديد"، أنها قامت برفقة عدد من زملائها وزميلاتها بتحديد الرسم بالطباشير، وكتابة الكلمات باللغة الإنكليزية، ومن ثم البدء بتعبئة الجدارية بالألوان المناسبة، مضيفة: "يعتبر الفن من أهم الأدوات في توعية الناس والتأثير عليهم، (..) نحاول إيصال رسالتنا وصوتنا من خلال الكتابة، القراءة، الصوت، والألوان".
من جهتها، تبين زميلتها، مسؤولة الطالبات في كتلة الوحدة الطلابية، التابعة لـ"اتحاد الشباب الديمقراطي"، رنا النجار، الهدف الرئيسي من الجدارية، والمتمثل في التشابه الكبير بين خطر فيروس كورونا، وخطر الاحتلال الإسرائيلي.
وتشير النجار إلى أن اتحاد الخطرين، إلى جانب التحديات الكبيرة، أمام الفلسطينيين، بات يحتم على الشعب الفلسطيني التوحد لمواجهة مختلف الأزمات، مفسرة حديثها بالقول: "الاحتلال ينهش الشعب، والأرض، والمقدسات، فيما يُحدِث فيروس كورونا ذات التأثير"، وفق تعبيرها.
ويوافقها في الرأي زميلها فؤاد بنات، الذي يوضح أن الجدارية الفنية تتحدث عن سبل مواجهة فيروس كورونا والاحتلال الإسرائيلي. ويقول إنّ "شعبنا يعاني من ممارسات الاحتلال تجاه أرضنا، ومن الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي يترتب عليه عدم وصول المساعدات والمستلزمات الصحية".
والجدارية الرمزية والتي تحدثت عن مختلف الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون، تحمل رسالة لأحرار العالم من أجل الالتفات حول الشعب الفلسطيني، ودعمه في معاناته المتواصلة، وفق بنات.
بدوره، يشدد مسؤول "اتحاد الشباب الديمقراطي"، أحمد أبو حليمة، على أن الجدارية الفنية تأتي ضمن باكورة الأنشطة الثقافية والفنية، التي تهدف إلى تسليط الضوء على حجم التحديات، والدور الفلسطيني المبذول في إطار التصدي لجائحة كورونا، ومحاولات الاحتلال الإسرائيلي لضم الضفة الغربية المحتلة، والتهويد والاستيطان.
ويقول أبو حليمة، في حديث مع "العربي الجديد": "الفيروس مثل الجندي الإسرائيلي، ينهش في جسد الإنسانية. وهي رسالة من شعبنا الفلسطيني المظلوم والمضطهد، للجميع من أجل التدخل، وإنصافه بإقامة دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين".