يمكن القول: إنّ عمر ومحمد، هما من كسرا حاجز الصمت في الشارع اللبناني خلال السنوات العشر الأخيرة. وهما من أعادا إلى حريّة التعبير اعتبارها في الشارع، وحاولا نشر أصوات الأغلبية الصامتة المهدور حقّها سياسيّاً واجتماعياً من أحزاب لبنان.
لم يكتفيا بالجرافيتي فقط، بل غنّوا الراب والهيب هوب، ونقلا أصوات الشباب عبر الأغاني، والفيديو كليبات التي تشبه واقع الشباب اللبناني. ثم ضمّا إلى أعمالهما فنّ الطباعة على الألبسة، لكن بطريقة مميّزة، عبر اعتماد الخطّ العربي، لكن محمّلاً برسائل انتقادية ساخرة.
في دول كثيرة يُصنّف الجرافيتي على أنّه جرم. لكنّ أصداءه تصنّفه على أنّه حرية. فهل الحرية جريمة؟
في لبنان استطاعت هذه الظاهرة أن تبرز محمد وعمر قباني، المعروفين بلقب "أشكمان"، كمدافعين عن الحريّة، بـ"جريمة" الجرافيتي: قرّرنا أن نكون عصاميين، فأنتجنا أغنياتنا من بيع أعمالنا الفنية المختصة بالطباعة على الألبسة"، يقول محمد في حديث لـ"العربي الجديد"، ويضيف عمر، في حديث لـ"العربي الجديد": لم نستسلم أمام صعوبة الإنتاج، قررنا أن نعمل، وأن ننشر أفكارنا، وأن نثبت جدارتنا، واليوم نحن خرجنا من الإطار المحلي، وأصبح اسمانا موجودين في العالم العربي".
"لا يعنينا المكان، بقدر ما تعنينا الهوية، وسنجمّل الجدران أينما كنّا، وسنكتب كلّ ما هو مستتر، في سوريا، في فلسطين، في مصر"، هذا هو لسان حال محمد وعمر، في المقابلة المصوّرة المرفقة بالنصّ.
ربما أفكارنا ليست حقيقة، لكنّها ما زالت تستطيع أن تكون أكثر من واقع.
كيف؟ نسأل، فيجيبان: إذا استطعنا أن نطوّر أفكارنا السياسية وطموحاتنا الاجتماعية وننشرها أمام مرمى كلّ عين، فالمجتمع سيلحق بهذه الأفكار.
بأيّة طريقة؟
يأتي الجواب سريعاً: "Graffiti".