ومن المنتظر أن تقدم كل من مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، أورسولا مولر، والمديرة التنفيذية لليونيسف، هينريتا فوري، إحاطتهما أمام المجلس.
وكان مجلس الأمن الدولي في نيويورك قد تبنى القرار 2504 في العاشر من الشهر الماضي، والذي جدد عمل آلية تقديم المساعدات العابرة للحدود فقط عبر المعابر التركية (باب السلام وباب الهوى) بعدما أصر الجانبان، الروسي والصيني، على التخلي عن أي معابر إضافية كان معمولاً بها.
ويبحث المجلس في اجتماع، اليوم، سبلاً جديدة للتعويض عن إغلاق معبر اليعربية على الحدود العراقية. وأوكل القرار 2504 للأمين العام للأمم المتحدة البحث عن سبل بديلة واقتراحها للمجلس.
كما يناقش المجلس الدولي في جلسته المنتظرة تقرير غوتيريس الذي خلص فيه إلى أن أي طرق بديلة لليعربية من أجل تقديم المساعدات ستخلق تحديات عديدة، ومن بينها مرور تلك المساعدات الإنسانية عبر مناطق على حدود خطوط النار ومناطق غير آمنة. وهذا يعني أن وصول تلك المساعدات سيتطلب التنسيق مع عدد من الجهات لتأمين وصولها غير المشروط والآمن ودون عائق.
ومن المتوقع أن يناقش المجلس أيضاً الدور الذي يمكن أن يقوم به النظام السوري لتيسير تقديم تلك المساعدات. ويشير تقرير الأمين العام كذلك إلى أنه يتعين موافقة النظام السوري لتقديم المساعدات عبر الحدود في شمال شرق سورية، لكي تتمكن الأمم المتحدة من تقديم المساعدات عبر طرق حدودية آمنة وممكنة من الناحية اللوجستية وباستخدام أكثر الطرق المباشرة.
وتحدد خطة الأمين العام أربعة تدابير ضرورية لضمان فاعلية تقديم تلك المساعدات. وتتلخص بموافقة النظام السوري بشكل سريع على استيراد اللوازم الطبية، وخلق عملية موافقة بسيطة وسريعة وموثوق بها من قبل النظام لشحن المساعدات من دمشق إلى شمال شرق سورية، وموافقة النظام على أن تصل المساعدات إلى جميع المحتاجين بنزاهة ودون تمييز بين المناطق وإلى منشآت (طبية) في شمال شرق سورية. وأخيراً تسهيل عملية تسليم المساعدات من قبل السلطات المحلية في شمال شرق سورية إلى جميع المواقع دون تأخير.
ومن المتوقع أن تشكك عدد من الدول في فعالية تلك الإجراءات. وتُنتقد روسيا والصين لأنهما رفضتا الموافقة على استمرار الأمم المتحدة في استخدام المعبر العراقي (اليعربية) على الحدود مع سورية، والذي كانت الأمم المتحدة تقدم من خلاله المساعدات بما فيها الطبية لشمال شرق سورية.
ومن المقرر، أن يستمع المجلس إلى إحاطة حول تطورات الوضع في إدلب وسط استمرار الأمم المتحدة بالمطالبة بالتوصل لهدنة ووقف إطلاق النار.
واشتدت المعارك بين قوات تابعة للنظام السوري والقوات التركية، المتواجدة في شمال سورية بموجب اتفاقيات أستانة ومناطق خفض التصعيد.
وأعربت الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة وعلى لسان مبعوث الأمين العام لسورية، غير بيدرسون، عن قلقها العميق من التصعيد متخوفةً من أن تنتقل المعارك إلى دول الجوار وأبعد من ذلك.
ونزح في الأشهر الثلاثة الأخيرة قرابة 900 ألف سوري هرباً من المعارك المحتدمة، ما ينذر بكارثة إنسانية كبيرة.