يقيم "النادي الثقافي الطاهر الحدّاد" في تونس، عند العاشرة من مساء بعد غدٍ السبت، عرضاً مسرحياً بعنوان "تحية إلى براسان" يؤدّيه الفنان التونسي محمود عبد النبي.
يتضمّن العرض مسرحة لـ 19 أغنية للشاعر والمغني الفرنسي جورج براسان (1921-1981)، من بينها "عشاق المقاعد العامة"، "سعيد مثل يوليسيس"، و"الأصدقاء أولاً"، و"الموت من أجل أفكار".
يعيد الممثل والحكواتي عبد النبي اكتشاف الأغاني التي اشتهر بها براسان، صاحب "السمعة السيئة" عنوان أول ألبوماته الذي صدر عام 1952.
هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها عبد النبي الاقتراب من تراث غنائي فرنسي بهدف قراءته مسرحياً، فقد سبق وأن قدّم عرضاً مشابهاً تضمّن 18 أغنية ممسرحة لـ جاك بريل (1929-1978).
بالنسبة إلى براسان فإن كان لعبارة "كرّس حياته للشعر" من تجسيد فقد يكون براسان هو هذا التجسيد، فقد قضى معظم شبابه يفيق من الخامسة ويستمر في القراءة والكتابة حتى غروب الشمس. كما يُعرف بأنه أحد أفضل قرّاء فيرلان وبودلير وفيلون وهوغو، وكان له طريقة اشتهرت في ما بعد عنه في تشريح الصورة عند القراءة وفهم علاقة كل كلمة واحتمالاتها بالأخرى ثم كل عبارة بالتي تليها، كما لو أنه يتّبع أسلوباً علمياً في القراءة.
يكتب براسان متأثراً بطريقته العلمية تلك، لكن هذا لا يعني أن قصائده وأغانيه تخلو من تلك اللحظات الجنونية والمحلّقة والعفويّة، إذ كان يكتب ويغني لنفسه على الغيتار واشتهرت أغانيه لا سيما تلك التي كتبها وهو هارب من فرنسا، حيث كان ملاحقاً من قبل الألمان في سنوات الحرب العالمية الثانية.
صدر لبراسان 14 ألبوماً مسجلاً في استوديو، وأخرى مسجلّة من حفلاته المتفرّقة، وكانت آخر مجموعاته بعنوان "خداع الموت" سنة 1978.