أن يُستضاف المذيع التلفزيوني المصري، عمرو أديب، لإلقاء محاضرةٍ في معرضٍ للكتاب، فذلك مبعث استهجان شديد، لأن المذكور لم يكشف في عمله عن كفاءة خاصة لديه، تؤهله ليحاضر على أي جمهور في أي شأن. كما أن سمعته لدى الجمهور العربي شديدة السوء، بالنظر إلى إساءاته البالغة وغير القليلة تجاه عدة شعوب عربية، وهو الذي لم يتورع عن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إلى ضرب الفلسطينيين، وحدث أن طالب بقتل الجزائريين إبّان موقعة كرة القدم مع المنتخب المصري في العام 2009، وتطاول مرّات على السوريين والفلسطينيين وغيرهم.
فقد استُضيف عمرو أديب في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين، المتواصلة حتى الأسبوع المقبل، واستمع إليه بعض زوار المعرض في ندوةٍ عن "دور الإعلام العربي في حماية أركان الدولة المصرية"، وليس مهماً، ولا لافتاً، ما قاله فيها، بل المهم واللافت أن حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حضر (أو شهد بلغة الإعلام الرسمي) الندوة، وأطرى على المذيع المصري بثناء بالغ، وقال إنه يجلس، وقرينته الشيخة جواهر، للاستماع إلى برنامج عمرو أديب، إلى آخر كلمة تنتهي فيه.
وأضاف: "الإعلامي أديب متمكن من نفسه، ويعرف القيم، ويعرف كيف يتعامل... نشكر عمرو أديب، ونتمنى أن يثبت في مكانه، فنحن لا نملك الاستمرار في البحث عن القنوات والمحطات، شكراً له، ولوقوفه في هذا المكان".
ولمّا كان معرض الشارقة للكتاب من أميز معارض الكتب العربية، وعدّه تصنيفٌ أخير، من أفضل أربعة معارض دولية للكتاب... ولمّا كان حاكم الشارقة، الدكتور سلطان القاسمي، معروف بأنه كاتب ومسرحي ومؤرخ ومثقف، ويحمل الدكتوراه في التاريخ، فإن زوبعة من علامات التعجب ستطرأ مع سماع هذا الكلام منه في مديح مذيعٍ.
لم يبالغ كثيرون في قولهم إن المكان الطبيعي له هو المحكمة، لمقاضاته على طول لسانه ولدعوته علناً، وعلى الهواء مباشرة، إلى قتل الجزائريين مرّة، والفلسطينيين في غزة مرّة أخرى، واستهانته بأرواح ضحايا مصريين في غير واقعة قتل، فضلاً عن أنه مارس التحريض والتشنيع وبث الكراهية ضد مصريين عديدين. وإن إنصات حاكم الشارقة، وقرينته، إليه، حتى آخر كلمة يقولها في أي من برامجه، يصير محل استغراب مريع.
وكان الشيخ سلطان القاسمي قد شهد، أيضاً، في معرض الكتاب، ندوة للممثل عادل إمام، احتشد لها جمهور غفير، وأغدق فيها النجم الشهير على حاكم الشارقة، زميله في كلية الزراعة في جامعة القاهرة، صفات وفيرة، من قبيل إنه "رجل نادر"، وقال إنه كان خائفاً، لأول مرة في حياته على بلده وأهله ونفسه، طوال الفترة الماضية، حتى جاء يوم 30 يونيو، "حاملاً معه الأمل والفرح والمستقبل المشرق"، حيث قال الشعب المصري فيه كلمة الفصل. وأضاف إنه سيتناول تلك المرحلة بالكوميديا، حيث فيها "الكثير من المضحكات السوداء".
يُذكر أن عادل إمام كان أحد الفنانين المصريين الذين استقبلهم الرئيس المعزول، محمد مرسي، في صيف 2012، وأنه كان مقرباً من الرئيس المخلوع، حسني مبارك.