ساروا سويًا من حي العصافرة بموازاة كورنيش بحر الإسكندرية، حتى وصلوا إلى المنتزه (حوالي كيلومتر).
كانوا ثلاث فتيات وصبيين، جميعهم رفاق جامعة، اتفقوا على قضاء يوم في المنتزه. حملوا معهم متاع الرحلة من طعام ومشروبات. حضروا لحظات الغروب على "كوبري الشاي". التقطوا صورًا، ثم توجهوا إلى البوابة المؤدية مباشرة لحي المعمورة، لاستكمال نزهتهم باستئجار دراجات، والتنزه بها في الحي المحاط بأسوار. وانتهت نزهتهم باستقلال الحافلة ذات الطابقين التي تنطلق من المنتزه إلى باقي أرجاء عروس البحر المتوسط.
هؤلاء أصرّوا على وداع حديقة المنتزه قبل إغلاقها لبدء أعمال التطوير فيها، خشية نسيان تفاصيلها التي شهدت العديد من ذكرياتهم معاً.
قال أحدهم: "محدش عارف هندخلها تاني امتى.. وأسعارها هتفضل في متناولنا ولا لأ". هذا التخوف يراود العديد من السكندريين والمصريين بشكل عام، خاصة مع الصور التي نُشرت لبدء أعمال التطوير بتقطيع عدد من الأشجار التاريخية هناك.
وبالفعل، بدأت الأجهزة التنفيذية في محافظة الإسكندرية في الأول من يونيو/ حزيران الجاري تطوير المنتزه، بإزالة عشرات من أشجارها التاريخية، تنفيذاً لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي المتعلق بتطوير المنطقة في إطار تصميم عالمي يتسق مع مكانتها وقيمتها، بذريعة رفع كفاءة الخدمات المقدمة بها، واستعادة الوجه الحضاري للمنتزه كأحد أهم معالم الإسكندرية، بما يسهم في إعادة إحياء السياحة الشاطئية في المدينة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
وفي 24 مايو/ أيار الماضي، أصدر السيسي قراراً حمل رقم 157 لسنة 2019 بتشكيل لجنة تطوير قصر المنتزه بمحافظة الإسكندرية.
تستهدف عملية "التطوير" ربط المنطقة بحرياً مع باقي موانئ حوض البحر المتوسط، من خلال إقامة مرسى عالمي للسفن واليخوت، وإنشاء كورنيش مفتوح، فضلاً عن برنامج متنوع من الفعاليات الفنية والرياضية. وفي المقابل، إزالة جميع الكبائن (الغرف الصغيرة) المطلة على الشاطئ، إلى جانب العديد من الحدائق الخضراء التي تضم نباتاتٍ وأشجاراً نادرة، بما يُنذر بالقضاء على الطابع التراثي المميز لحدائق المنتزه.
اقــرأ أيضاً
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت دعوات لإشراك أبناء الإسكندرية في تفاصيل التطوير، وتحذيرات من خطورة القضاء على طبيعة الطراز المعماري التاريخي للمنتزه، وكذلك التأثير على البنية التحتية للحي بشكل كامل، إضافة إلى مخاوف من تحويله إلى مشروع استثماري يُدر دخلًا على الحكومة ويحرم فئات عريضة من المجتمع كان متنفسًا رحبًا لها في يوم ما.
قصر المنتزه هو أحد القصور الملكية في مصر. بناه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1892 م. بمدينة الإسكندرية. يقع القصر داخل حدائق تعرف باسم "حدائق المنتزه". ويضم فندق "هلنان فلسطين" التاريخي الذي استضاف القمة العربية الثانية في عام 1964.
حسب المعلومات المنشورة على موقع الهيئة العامة للاستعلامات - جهة حكومية مصرية - فقد شيّد القصر محمد علي باشا ليكون مقراً صيفياً لأسرة محمد علي باشا، لقضاء أشهر الصيف الحارة، وأطلق عليه "قصر المنتزه" وحتى جلوس الملك فاروق على عرش مصر ظل قصر المنتزه مقر الاصطياف للأسرة الملكية.
وتكمن روعة القصر في موقعه الفريد على شاطئ الإسكندرية، إذ بني فوق هضبة مرتفعة تحوطه الحدائق والغابات على مساحة 370 فداناً، كما تجمع عمارته بين الطرازين الفرنسي والعثماني الإسلامي، وتشمل الحدائق أحواضاً للزهور والنباتات والأشجار وملاعب وحديقة للأطفال ومسرحاً صيفياً ومركزاً للرياضيات البحرية.
ومن المعالم الأثرية الباقية في قصر المنتزه برج الساعة الشهير وكشك الشاي - حيث كان يحتسي الملك الشاي وقت العصر لمناقشة أمور الحكم، ويؤدي إليه كوبري الشاي - الذي بُني على الطراز الروماني والمطل على شاطئ البحر المتوسط، بالإضافة إلى سينما الأميرات المجاورة لقصر الملك، وهي عبارة عن حديقة غناء مسوّرة وبها حائط كبير مجهز لعرض أفلام السينما العالمية لتسلية الأميرات.
يتبع قصر المنتزه قصران آخران يشبهانه في الطراز والمعمار النادر، أولهما قصر "الحرملك" الذي كان يقيم فيه حريم الملك ونساء الحاشية التابعة للأسرة الملكية، الذي تحول الطابق الأول فيه إلى كازينو عالمي، والطابقان الثاني والثالث إلى فندق فاخر. بني هذا القصر في حديقة كبيرة فريدة في تنسيقها ليشرف على واحد من أهم خلجان الإسكندرية وهو خليج المنتزه، وتضم حديقة القصر غابات كثيفة تطل على شاطئ البحر المتوسط.
أما قصر "السلاملك" فقد بُني ليقيم فيه رجال الحاشية الخاصة بالملك، الذي تحول الآن إلى فندق سياحي فاخر يقيم فيه المصطافون وعلى درجة عالية من الفخامة.
وفاز مؤخراً تحالف أوروبي بقيادة منظمة "إرنست ويونغ" بصفقة وضع الدراسات المالية والعمرانية والمساحات الخضراء والتسويقية لمنطقة قصر المنتزه، من أصل 16 جهة استشارية تقدمت للحكومة بمقترحات لتطوير المنطقة خلال الفترة الماضية، ليضع التحالف الاستشاري تصوره خلال ستة أشهر، متضمناً الشكل الأمثل لتنفيذ المشروع، سواء من خلال ملكية الدولة، أو الطرح للبيع على المستثمرين، أو الشراكة بينهما.
هؤلاء أصرّوا على وداع حديقة المنتزه قبل إغلاقها لبدء أعمال التطوير فيها، خشية نسيان تفاصيلها التي شهدت العديد من ذكرياتهم معاً.
قال أحدهم: "محدش عارف هندخلها تاني امتى.. وأسعارها هتفضل في متناولنا ولا لأ". هذا التخوف يراود العديد من السكندريين والمصريين بشكل عام، خاصة مع الصور التي نُشرت لبدء أعمال التطوير بتقطيع عدد من الأشجار التاريخية هناك.
وبالفعل، بدأت الأجهزة التنفيذية في محافظة الإسكندرية في الأول من يونيو/ حزيران الجاري تطوير المنتزه، بإزالة عشرات من أشجارها التاريخية، تنفيذاً لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي المتعلق بتطوير المنطقة في إطار تصميم عالمي يتسق مع مكانتها وقيمتها، بذريعة رفع كفاءة الخدمات المقدمة بها، واستعادة الوجه الحضاري للمنتزه كأحد أهم معالم الإسكندرية، بما يسهم في إعادة إحياء السياحة الشاطئية في المدينة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
وفي 24 مايو/ أيار الماضي، أصدر السيسي قراراً حمل رقم 157 لسنة 2019 بتشكيل لجنة تطوير قصر المنتزه بمحافظة الإسكندرية.
تستهدف عملية "التطوير" ربط المنطقة بحرياً مع باقي موانئ حوض البحر المتوسط، من خلال إقامة مرسى عالمي للسفن واليخوت، وإنشاء كورنيش مفتوح، فضلاً عن برنامج متنوع من الفعاليات الفنية والرياضية. وفي المقابل، إزالة جميع الكبائن (الغرف الصغيرة) المطلة على الشاطئ، إلى جانب العديد من الحدائق الخضراء التي تضم نباتاتٍ وأشجاراً نادرة، بما يُنذر بالقضاء على الطابع التراثي المميز لحدائق المنتزه.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت دعوات لإشراك أبناء الإسكندرية في تفاصيل التطوير، وتحذيرات من خطورة القضاء على طبيعة الطراز المعماري التاريخي للمنتزه، وكذلك التأثير على البنية التحتية للحي بشكل كامل، إضافة إلى مخاوف من تحويله إلى مشروع استثماري يُدر دخلًا على الحكومة ويحرم فئات عريضة من المجتمع كان متنفسًا رحبًا لها في يوم ما.
قصر المنتزه هو أحد القصور الملكية في مصر. بناه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1892 م. بمدينة الإسكندرية. يقع القصر داخل حدائق تعرف باسم "حدائق المنتزه". ويضم فندق "هلنان فلسطين" التاريخي الذي استضاف القمة العربية الثانية في عام 1964.
حسب المعلومات المنشورة على موقع الهيئة العامة للاستعلامات - جهة حكومية مصرية - فقد شيّد القصر محمد علي باشا ليكون مقراً صيفياً لأسرة محمد علي باشا، لقضاء أشهر الصيف الحارة، وأطلق عليه "قصر المنتزه" وحتى جلوس الملك فاروق على عرش مصر ظل قصر المنتزه مقر الاصطياف للأسرة الملكية.
وتكمن روعة القصر في موقعه الفريد على شاطئ الإسكندرية، إذ بني فوق هضبة مرتفعة تحوطه الحدائق والغابات على مساحة 370 فداناً، كما تجمع عمارته بين الطرازين الفرنسي والعثماني الإسلامي، وتشمل الحدائق أحواضاً للزهور والنباتات والأشجار وملاعب وحديقة للأطفال ومسرحاً صيفياً ومركزاً للرياضيات البحرية.
ومن المعالم الأثرية الباقية في قصر المنتزه برج الساعة الشهير وكشك الشاي - حيث كان يحتسي الملك الشاي وقت العصر لمناقشة أمور الحكم، ويؤدي إليه كوبري الشاي - الذي بُني على الطراز الروماني والمطل على شاطئ البحر المتوسط، بالإضافة إلى سينما الأميرات المجاورة لقصر الملك، وهي عبارة عن حديقة غناء مسوّرة وبها حائط كبير مجهز لعرض أفلام السينما العالمية لتسلية الأميرات.
يتبع قصر المنتزه قصران آخران يشبهانه في الطراز والمعمار النادر، أولهما قصر "الحرملك" الذي كان يقيم فيه حريم الملك ونساء الحاشية التابعة للأسرة الملكية، الذي تحول الطابق الأول فيه إلى كازينو عالمي، والطابقان الثاني والثالث إلى فندق فاخر. بني هذا القصر في حديقة كبيرة فريدة في تنسيقها ليشرف على واحد من أهم خلجان الإسكندرية وهو خليج المنتزه، وتضم حديقة القصر غابات كثيفة تطل على شاطئ البحر المتوسط.
أما قصر "السلاملك" فقد بُني ليقيم فيه رجال الحاشية الخاصة بالملك، الذي تحول الآن إلى فندق سياحي فاخر يقيم فيه المصطافون وعلى درجة عالية من الفخامة.
وفاز مؤخراً تحالف أوروبي بقيادة منظمة "إرنست ويونغ" بصفقة وضع الدراسات المالية والعمرانية والمساحات الخضراء والتسويقية لمنطقة قصر المنتزه، من أصل 16 جهة استشارية تقدمت للحكومة بمقترحات لتطوير المنطقة خلال الفترة الماضية، ليضع التحالف الاستشاري تصوره خلال ستة أشهر، متضمناً الشكل الأمثل لتنفيذ المشروع، سواء من خلال ملكية الدولة، أو الطرح للبيع على المستثمرين، أو الشراكة بينهما.