جددت مشاهد النيران، التي تلتهم مساحات واسعة من الأراضي الحرجية والزراعية في عدد من المناطق السورية منذ بضعة أيام، حالة الفزع لدى المزارعين، الذين تعرضت محاصيلهم لخسائر فادحة، حينما أتت الحرائق على آلاف الهكتارات العام الماضي، وتكررت خلال جني المحصول في مايو/أيار من العام الجاري أيضا.
وأكدت مصادر سورية لـ"العربي الجديد" استمرار الحرائق حتى ظهر اليوم الأحد، لليوم الخامس على التوالي، لتصل إلى غابات صلنفة في محافظة اللاذقية، بعد امتدادها، أمس، إلى جبال مناطق مصياف وحمص وحماة وسط سورية.
ونفت المصادر ما تناقله مسؤولون في نظام بشار الأسد عن إخماد الحرائق، موضحة أن "النيران تلتهم اليوم غابات عمرها مئات السنين في مناطق عين الكروم بمنطقة الغاب وجبال مصياف، ولم تتم السيطرة سوى على بعض الحرائق التي لم تبرد بعد، ويمكن أن تنتشر إلى الغابات المتصلة بين محافظتي حماة واللاذقية".
وكان مهند جعفر، قائد فوج إطفاء اللاذقية، قد قال في تصريحات صحافية أمس :" لم تُعرف أسباب الحرائق التي اندلعت في الأحراج الشرقية لمنطقة صلنفة حتى الآن"، موضحاً أنه تمت السيطرة على 13 حريقاً، لكن الحرائق منتشرة في جبل الشعرة بريف اللاذقية وموقع قاموع الخيالة، ويخشى تمددها إلى الحدود الفاصلة بين محافظتي حماة واللاذقية، لأنها منطقة حرجية ذات تضاريس صعبة، على حد وصفه.
بدوره، وصف محافظ حماة محمد الحزوري الوضع بـ"الحرج" بعد توسع الحرائق غربي المحافظة، فيما قال وزير الزراعة في نظام بشار الأسد، محمد حسان قطنا، إن "نتائج التحقيقات الصارمة التي تجرى حالياً حول الحرائق، التي حدثت منذ أيام، ستظهر خلال يومين، وبناء عليه تتخذ الإجراءات اللازمة".
وأعرب سوريون مؤيدون لنظام بشار الأسد عن استيائهم من وقوف "حلفاء سورية" مكتوفي الأيدي وعدم تقديم أي مساعدات، مشيرين إلى أن روسيا التي أرسلت طائرات لإطفاء الحرائق بتركيا لم تفعل شيئاً للاذقية وأن إيران تكتفي بالنظر والمتابعة عن بعد.
ومن مدينة حماة، قال المهندس الزراعي مصطفى صمودي لـ"العربي الجديد" إن الثروة الحرجية أمام كارثة، حريق فقط في اللاذقية التهم 5000 دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع).
وأضاف صمودي أن "الحرائق دخلت، اليوم، إلى بعض قرى الغاب في ريف حماة وبدأ السكان بالنزوح، وما يقال عن السيطرة على النيران ليس صحيحاً، حرائق هذا العام هي الأكبر والأسرع، وقد فقدنا أكبر محمية شجر شوح في الشرق الأوسط في منطقة صلنفة بريف اللاذقية".