حراك على خط الأزمة الليبية... ونصائح ووعود مصرية لحفتر

القاهرة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
08 اغسطس 2017
20888131-5F6E-4249-823B-AE609604AAC6
+ الخط -

تتسارع التطورات السياسية على الساحة الليبية، مع اللقاءات التي أجراها المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، في شرق البلاد، قبل الانتقال إلى روما اليوم، واجتماع اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، مع رئيس الأركان المصري، محمود حجازي، والزيارة التي يقوم بها رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، إلى تونس. وتأتي هذه التحركات مع تزايد الانتقادات للدور الإيطالي في ليبيا، بعد اتفاق روما مع السراج على دخول البحرية الإيطالية إلى الموانئ الليبية، وهو ما دافع عنه السراج، مؤكداً أنه "يتمثل في تقديم المساعدة اللوجستية للقوات البحرية وحرس السواحل".

وقال مصدر دبلوماسي مصري إن المحادثات التي جرت بين حفتر ورئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمود حجازي، ركزت بشكل أساسي على طلب تدخل مصر لمنع إيطاليا من لعب دور عسكري أو استراتيجي لمصلحة حكومة الوفاق، ورئيسها السراج، في ظل تعقّد العلاقات بين إيطاليا وحفتر. وأضاف المصدر أن المحادثات في القاهرة، والتي استغرقت يومين، اتسمت بالتكتم الشديد وإشراك عدد محدود من المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين والدبلوماسيين من البلدين، كما تم خلالها التواصل مع مكتب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لإطلاعه على بعض أفكار حفتر لما وصفه "كبح جماح المساعدات الإيطالية المستمرة للسراج". وأوضح المصدر أنه في ظل إصرار إيطاليا على تحريك قطعها البحرية تجاه السواحل الليبية في إطار منع الهجرة غير الشرعية، بناء على مطالبات حديثة من السراج، فإن حفتر اقترح على القاهرة أن تطلب من إيطاليا الاشتراك معها بقطع عسكرية مصرية لوقف سفن الهجرة غير الشرعية، بهدف إحراج إيطاليا أو تحجيم أي تحركات عسكرية محتملة. إلاّ أن مقترح حفتر، في هذا السياق، ووجه بتخوف مصري من فتح مزيد من الجبهات مع إيطاليا، في ظل حالة البرود التي تخيم على العلاقات الثنائية، نتيجة تأخر حلحلة ملف التحقيقات في مقتل الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني، في القاهرة قبل عام ونصف العام من الآن، وهو الملف الذي استدعت على إثره إيطاليا سفيرها من القاهرة.

وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن حفتر يخشى أن تؤدي إيطاليا دوراً في تحجيم أي تحركات محتملة لجيشه باتجاه سرت، التي تسيطر عليها المليشيات الموالية للسراج، آخذاً في الاعتبار مساندة روما الدائمة للسراج في مواجهة أطماع حفتر، وعدم تحمسها لمطالبة المشير الليبي دمج جميع المليشيات في جيشه، والاعتراف به باعتباره القوة النظامية الوحيدة للدولة الليبية. وأكد أن القاهرة أبدت لحفتر عدم ارتياحها للتحركات الإيطالية، ووعدته بالتواصل بسرعة مع فرنسا لوقف التوغل الإيطالي في المياه الإقليمية الليبية، لكن حفتر، في الوقت ذاته، تلقى نصائح مصرية بوقف التصريحات التصعيدية ضد إيطاليا، وإتاحة الفرصة أمام مصر للتواصل معها ومع فرنسا لتنسيق المواقف، والبناء على لقاء باريس الذي جمع بين حفتر والسراج، نهاية الشهر الماضي. وترى القاهرة، بحسب المصدر، أن إيطاليا تحتاج إلى مزيد من الطمأنة، سواء من جانب حفتر أو الحكومة الفرنسية، بأن مركزها الإقليمي تجاه ليبيا لن يتأثر سلباً نتيجة تدخل فرنسا أخيراً في الشأن الليبي، لا سيما وأن روما تعتبر نفسها المتضرر الأول من حالة عدم الاستقرار المستمرة في ليبيا نتيجة تنامي أنشطة الهجرة غير الشرعية وعدم تمكنها من صدها بالطرق التقليدية. يذكر أن حفتر هدد إيطاليا باستهداف سفنها حال اقترابها من السواحل الواقعة تحت سيطرته، وهو التهديد الذي تعاملت معه روما باستخفاف.

في هذا الوقت، دافع السراج عن الاتفاق مع الحكومة الإيطالية، موضحاً أنه "يتمثل في تقديم المساعدة اللوجستية للقوات البحرية وحرس السواحل". وقال "لم نطالب بأي تدخل أو أعمال داخل المياه الإقليمية، وكل ما تتداوله بعض وسائل الإعلام أو الأفراد عارٍ عن الصحة، وما هي إلا مماحكات سياسية، الغرض منها تشويه الاتفاق وتحميله ما لا يحتمل لإضعاف الحكومة وتأجيج الشارع وزيادة الاحتقان". وأكد السراج، بعد اجتماعه مع الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، في تونس، أنه "لا بديل للاتفاق السياسي" في بلاده، داعياً كل الأطراف الليبيين إلى تنفيذ تعهداتهم من أجل التوصل إلى "تسوية شاملة". وقال، في مؤتمر صحافي في قصر قرطاج، إنه تم البحث في "آخر التطورات السياسية والمشهد السياسي في ليبيا"، ومناقشة "تفاصيل خارطة الطريق" التي تم التوصل إليها في باريس "لإيجاد أرضية مشتركة للوصول إلى وضع أكثر استقراراً، بعد أن لاحظنا أن الأمور وصلت إلى طريق مسدود". وأشار إلى أن كل الشرائح السياسية والاجتماعية في ليبيا "أكدت أن لا بديل عن الاتفاق السياسي"، داعياً "جميع الأجسام المنبثقة عن هذا الاتفاق السياسي إلى القيام باستحقاقاتها لإيجاد تسوية شاملة".


ذات صلة

الصورة
طلاب أمام جامعة الأزهر في القاهرة، في 2 يونيو 2016 (Getty)

مجتمع

قررت جامعة الأزهر المصرية، الثلاثاء، وقف أستاذ العقيدة والفلسفة بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية في فرع الجامعة بالقاهرة، د. إمام رمضان إمام، عن العمل.
الصورة
عناصر من قوات الامن الليبية في طرابلس 26 أغسطس 2024 (محمود تركية/فرانس برس)

سياسة

قُتل عبد الرحمن ميلاد المعروف بـ"البيدجا" في مدينة الزاوية الليبية، غرب طرابلس، على يد مسلحين مجهولين، وهو مطلوب دولياً وأحد قادة المجموعات المسلحة.
الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.