يُستخدم في هذه المباريات بيض مسلوق ملون بألوان زاهية لكسر بيض المنافسين. وهي لعبة تُمارس منذ أجيال في باكستان. وأدى ازدحام مدينة بيشاور إلى ضيق المساحة المتاحة لممارسة الأطفال والشباب لألعاب تحتاج مساحات كبيرة.
وقال فتى من بيشاور يُدعى محمد عزير: "أين يمكننا اللعب؟. كل الساحات اختفت هنا. تحولت إلى مبان أو مكبات قمامة ولم تعد هناك أماكن صالحة للعب". وتنال لعبة حرب البيض المسلوق شعبية في باكستان حيث يبقى الناس في حالة استيقاظ في ليالي رمضان لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر.
وقال مشارك في تلك المباريات، يُدعى محمد كاشف: "نبقى مستيقظين حتى موعد السحور. ونظراً لعدم وجود ملاعب هنا نمارس هذه اللعبة. الأكبر منا اعتادوا على ممارسة تلك اللعبة أيضا. بهذه الطريقة يمر وقتنا ونحن سعداء حتى موعد السحور خلال شهر الصوم".
وشبّه شاب آخر من بيشاور، يُدعى أسد علي، حماس الشباب للعبة حرب البيض المسلوق بحماسهم للألعاب الرياضية الأخرى. وقال "كسر البيض مثل الكريكيت لنا ومثل كرة القدم لآخرين. آتي إلى هنا للعب هذه اللعبة لكسر البيض والتفوق فيه، لأننا نرغب في القيام بشيء جديد..شيء مختلف..إنه هوايتنا."
وقواعد هذه اللعبة بسيطة. فالمتسابق يمسك بيضة مسلوقة ويضرب بها بيضة الخصم بهدف كسرها دون كسر بيضته. ويُصَعد صاحب البيضة الفائزة للجولة الأعلى حتى يبقى فائز واحد في النهاية.
وقال شاب آخر من بين المشاركين في تلك اللعبة، يُدعى حسيب الله: "يمكننا اللعب بست بيضات أو نحو 12 بيضة أو أكثر. الاستراتيجية هي أن من يفوز يربح البيض بينما يدفع الخاسر ثمن البيض". وعلى الرغم من أن هذه اللعبة هواية لكثير من شباب بيشاور، إلا أنها تعتبر تجارة للبعض مثل بائع البيض، أمان الله خان.
وقال خان: "أسلق البيض وآتي به إلى هنا في هذا الوقت. هؤلاء الأطفال يسعدون باللعب به بينما أربح أنا بعض الروبيات من ذلك". وتُمارس هذه اللعبة في دول أخرى أيضاً حول العالم. كما أنها مورست في أوروبا إبان العصور الوسطى. وتُقام مسابقات ذات صلة بالبيض في عيد القيامة كل عام في شمال إنجلترا.
اقرأ أيضاً: طرائف "رمضانية" من التراث العربي