مخترع الحروب الوقائية
عام 1939 اجتاح هتلر بولندا لأن بولندا كانت ستجتاح ألمانيا.
بينما مليون ونصف جندي ألماني كانوا ينتشرون فوق الأراضي البولندية وسيل القنابل يتساقط من الطائرات كان هتلر يستعرض فلسفته حول الحروب الوقائية: الوقاية خير من العلاج، أنا أقتل قبل أن يقتلوني.
هتلر ابتكر مدرسة. ومنذ ذلك الحين، كل الحروب الهضمية، دول تأكل دول أخرى، تدّعي أنها حروب وقائية.
العالم بالمقلوب
في العشرين من آذار/ مارس 2003، قصفت الطائرات العراقية الولايات المتحدة. بعد القنابل، اجتاح الجيش العراقي التراب الأميركي.
حدثت العديد من الأضرار الجانبية. الكثير من المدنيين الأميركيين غالبيتهم نساء وأطفال فقدوا حياتهم أو بترت أطرافهم وأصبحوا مشوهين. لا نعرف عددهم بشكل دقيق، لأن العرف يحتّم إحصاء ضحايا جيش الغزاة ويمنع إحصاء ضحايا الشعب الذي يتعرّض للغزو.
لم يكن هناك مفر من الحرب. أمن العراق والبشرية جمعاء كان مهدداً بسبب أسلحة الدمار الشامل المتراكمة في مخازن أسلحة الولايات المتحدة.
لم يكن بحوزتهم أي دليل، في المقابل، الإشاعات المغرضة زعمت أن العراق ينوي الاستحواذ على نفط ألاسكا.
* Eduardo Galeano روائي وقاص من الأورغواي (1940-2015). يعدّ من بين أبرز أصحاب الفكر التحرري في أميركا اللاتينية في العقود الأخيرة. من أهم أعماله "الأوردة المفتوحة لأمريكا اللاتينية" (1971) و"ذاكرة النار" (1986) و"الرحلة" (2006). يمزج في أعماله: الصحافة الوثاقية والتحليل السياسي والتاريخ والأدب. والقصتان مأخوذتان من كتابه "أبناء الأيام" (2012) الذي يضمّ 366 حكاية قصيرة لأبطال مجهولين ولوقائع عجيبة حدثت في عصور مختلفة.
** ترجمة عن الإسبانية: إبراهيم اليعيشي