يخوض حزب حركة النهضة التونسية اختبارا جديدا نهاية الشهر الحالي، من خلال الانتخابات البلدية الجزئية، ليكون بذلك الحزب الوحيد الذي تمكن من الترشح في 6 بلديات لمنافسة قائمات المستقلين، في غياب بقية الأحزاب التونسية الـ 225.
وقدّم حزب النهضة مرشحيه للانتخابات البلدية الجزئية التي تجرى يومي 28 و29 أغسطس / آب الحالي، معولاً على تماسك الحزب وتنظيمه للفوز بأغلبية 6 مجالس بلدية موزعة على 5 محافظات.
وكشفت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن قائمات المرشحين للانتخابات البلدية التي لم تتضمن سوى حزب النهضة، الذي تقدم بقائمات حزبية ضد عشرات المستقلين.
وترشحت النهضة في بلدية كسرى التابعة لمحافظة سليانة (شمال غرب البلاد) وبلدية المرجى التابعة لمحافظة الكاف (شمال غرب البلاد) وبلدية قربة التابعة لمحافظة نابل (شمال شرق البلاد) وبلدية فوسانة التابعة لمحافظة القصرين (وسط غرب البلاد) وبلديتي الساحلين معتمر وزاوية قنطش التابعتين لمحافظة المنستير (وسط شرق البلاد).
وتعول النهضة كثيرا على المجالس البلدية وتولي أهمية كبيرة للحكم المحلي الذي تعتبره ركيزة الحكم الديمقراطي بعد الثورة.
وقال زعيم حزب النهضة، راشد الغنوشي، أول من أمس، خلال كلمة أمام قيادات الحزب وكوادره المركزية، إن "الحكم المحلي عماد الدستور التونسي وركيزة في الديمقراطية التونسية"، مشددا على أن الثورة في تونس "قامت من أجل النزول بالسلطة والحكم من المركز إلى المحليات، ومن أجل تكريس الحكم المحلي ضد مركزة السلطة" على حد توصيفه.
وفي السياق قال الغنوشي إن "من يريدون إقصاء النهضة خسروا اللعبة ضدها وسيخسرون"، مشيرا إلى النهضة ستهزمهم بالديمقراطية وبصناديق الاقتراع كما هزمتهم سابقا.
الغنوشي: من يريدون إقصاء النهضة خسروا اللعبة ضدها وسيخسرون
وفازت النهضة منذ أسبوعين برئاسة وأغلبية بلدية حاسي الفريد من محافظة القصرين، كما فازت برئاسة بلدية العامرة بمحافظة صفاقس خلال شهر يونيو، وبرئاسة بلدية الدندان وبلدية نفزة بمحافظة باجة في فبراير الماضي.
ويتصدر حزب النهضة الأحزاب التونسية جميعها على مستوى رئاسة البلديات منذ انتخابات مايو 2018، حيث يستحوذ على رئاسة ما يقارب 130 بلدية، في وقت تمكن المستقلون من رئاسة 118 بلدية، وتمكن حزب نداء تونس من 76 بلدية وقرابة 20 بلدية موزعة بين بقية الأحزاب المنافسة من جملة 350 بلدية في 24 محافظة.
أول اختبار بعد سحب الثقة
واعتبر المحلل السياسي عبد المنعم المؤدب في حديثه لـ"العربي الجديد" أن النّهضة تخوض يوم 30 آب/ أغسطس أول اختبار جديّ بعد اختبار سحب الثقة في 30 يوليو/ تموز الماضي، وستكون حركة النّهضة في موعد جديد مع الصناديق في أكثر من محافظة مختلفة عن الأخرى تكتيكيا وانتخابيا من الشمال الغربي إلى الوسط إلى الشرق والشمال.
وشدد المؤدي على أن حزب النهضة "يضرب موعدا جديدا مع اختبار ديمقراطي، لا يقف عند رهانه الشعبي والسياسي باعتباره الحزب الأول وتحديه للحفاظ على مكانته بكسب أغلبية البلديات ورئاستها، بل إن النهضة تقود حرب الدفاع عن أسس الديمقراطية بحمل لواء الأحزاب التي تعد عماد العمل السياسي وركن المنافسة الديمقراطية، ضد منظومة المستقلين التي تنخر الجسم الحزبي والمشهد السياسي التونسي".
وأضاف أن "غياب الأحزاب بشكل تام عن محطة الانتخابات البلدية نهاية الشهر الحالي هو انتصار جديد للنهضة في رمزيته، ويؤكد أنّه الحزب الوحيد المستعد انتخابيا والمنتشر في جميع ربوع البلاد، مقابل هشاشة بقية الأحزاب وضعفها انتخابيا وجماهيريا".